تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والتي أتمنى أن أوفق في شرحها في هذا اللقاء.

الإنسان له في الحياة حركة، هذه الحركة تزيد وتقل، فمتى تزيد؟ تزيد في حالة واحدة؛ إذا ضمن لك أن تقطف ثمار حركتك، وأن تكون آمناً على نتيجة عملك، هذه الحركة تزداد، أما إذا لم يضمن لك أن تقطف ثمار حركتك، وجاء إنسان آخر فأكل ثمرة عملك، هذا الوضع غير المقبول من شأنه أن يضعف حركة الإنسان في الأرض، ليس شرطاً أن تنوي خدمة الناس، ولا خدمة المسلمين، إذا كنت تريد مصلحتك، وضمنت لك مصلحتك عم الخير على كل الناس، قد تكون مؤمناً، وفي مستوى عالٍ من الإيمان، فتحمل هم الناس، إن فعلت هذا كانت لك الدنيا والآخرة، أما كنظام حينما أضمن لكل إنسان نتائج عمله، وثمرة عمله، وحينما لا أسمح لإنسان أن يأكل ثمرة عمل الآخرين لذكائه، أو لقوته، أو لاحتياله، أو ما شاكل ذلك، حينما أضمن للناس ثمار أعمالهم تزداد هذه الحركة، وحينما تزداد هذه الحركة يعم الخير.

أضرب بعض الأمثلة، أنا حينما أشجع الناس أن يزرعوا، والإنسان في مخيلته مصلحته الشخصية بادئ ذي بدء، إذا تسابق الناس إلى زراعة الأرض كثر الإنتاج، ورخصت الأسعار، وعم الخير، هذا الخير الذي عم ليس في نية الناس، بل كان ذلك رغبة في تحقيق مصالحهم فقط، لكن لأنه ضمنت لهم نتائج أعمالهم، وضمنت لهم ثمار أعمالهم فتحركوا حركة واسعة، عندئذٍ عم الخير جميع الناس، كأن هذه الآية تريد أن توضح للناس أن حركة الإنسان إذا كانت طليقة، وإذا كانت مضمونة النتائج فإن هذا الشيء يعم بخيره على كل الناس، عندئذٍ تنتعش الحياة، أما إذا لم يضمن لك نتائج عملك لا تعمل، والمجتمعات التي لا يستطيع الفرد فيها أن يقطف ثمار عمله مجتمعات خاملة، ومجتمعات ضعيفة الحركة، ومجتمعات متدهورة وفقيرة، أما حينما يضمن للإنسان ثمار عمله عندئذٍ يتحرك، ويعم الخير، لذلك حينما يلد المالُ المال تتجمع الأموال في أيدي قليلة، ويحرم من المال الكثرة الكثيرة، ولا أبالغ إذا قلت: إن معظم المشكلات التي تعاني منها البشرية بسبب أن الأموال تلد الأموال، أما إذا ولدت الأعمال الأموال فلا بد من توزيع هذه الأموال على أوسع شريحة في المجتمع، وكأن التصميم الإلهي لئلا يكون دُولةً بين الأغنياء منكم، الحالة المرضية السيئة جداً أن يكون المال متداولاً بين الأغنياء، بينما السواد الأعظم، الخط العريض في المجتمع محروم من المال، والمال قوام الحياة.

فيا أيها الإخوة، أنا حينما أضمن للإنسان نتائج عمله، أقول له أفعل، أنشئ مصنعاً، ازرع أرضاً روج تجارة، أسست شركة، ماذا يفعل هذا الإنسان سيؤسس وسيبني وسيوظف وسيوفر فرص عمل كبيرة جداً وسيخفف الأعباء عن الناس دون أن يشعر، أما إذا شعر أنه في خدمة المسلمين هذا إنسان راقي جداً، هذا له الدنيا والآخرة، لأن النظام الإسلامي والمنهج الرباني موضوعي بمعنى أنه لو طبقه كافر لقطف ثماره، لو طبق المنهج الموضوعي كافر به " كافر بالله " لقطف ثماره، وهذا ما نجده أحياناً في بعض البلاد المتقدمة تعجب تقدم كبير جداً رخاء أسعار منخفضة، فرص عمل كثيرة، لأنه في شيء من النظام الرباني مطبق في هذا المجتمع، لا عن إيمان بالله إطلاقاً، ولكن عن إيمان بالمال، إذاً حينما نهانا الله عز وجل عن أن نأكل أموال غيرنا، معنى أن تأكل مال أخيك؛ المال جهد أيها الإخوة.

أوضح مثلا، لو كلفنا إنسان أن ينقل مثلاً مئة حجر من مكان إلى مكان أعطيناه ألف ليرة، هذه الألف ليرة تعني جهداً، فإذا كان في الطريق إنسان قوي وشهر عليه السلاح وأخذ منه الألف ليرة ماذا حصل؟ هذا الجهد الشاق الذي بذله هذا الإنسان أكله إنسان آخر، تكاد تكون معاصي المال، عددها:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير