الله على نعمة الإسلام، إحمد الله على نعمة الصحة، إحمد الله على نعمة اللغة، إحمد الله على نعمة الأمن، إحمد الله على نعمة اللباس، إحمد الله على نعمة الأذنين والفستين واللسان والجبهة والعينين والرأس، إحمد الله على نعمة الولد، على نعمة الزوجة، على نعمة الوطن، على نعمة السكن، على نعمة النسب، إذن الحمد من أشرف الأشياء وحمدك لله عز وجل دليل على عبوديتك لله جل وعلا وعلى اعترافك بفقرك لله جل وعلا
د. الربيعة: ما هو الحمد؟
د. الخضيري: إذا ذكر الإنسان ربه سبحانه وتعالى بصفات الجلال والكمال والجمال وهو يحبه ويعظمه فقد حمده. فمن ذكر ربه سبحانه وتعالى بصفاته وأسمائه الحسنى وهو محب له ومعظم فهو حامد لله.
د. الربيعة: إذن هو الثناء بالكمال أو وصف الله تعالى بالكمال المطلق.
د. الخضيري: ويمكن أن يشار إليه بمثل هذا التعبير. فنقول عندما ينعم الله عليك بنعمة تحمد الله، عندما تذكر الله سبحانه وتعالى وتتأمل في أسمائه وعظمته وجلاله وكماله ونعوت جماله فتحمد الله هذا هو حقيقة الحمد ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم "والحمد لله تملأ الميزان" لماذا؟ لأنك إذا قلتها كأنما ذكرت أسماء الله الحسنى جميعاً واعترفت لله بأنه هو صاحب الفضل والكمال والجمال والجلال سبحانه وتعالى.
د. الربيعة: يقولون الحمد ذكر وشكر، أنت هنا تذكر الله وتشكره وأفضل الدعاء (الحمد لله)
د. الخضيري: ولذلك نقول لإخواننا دائماً وأبداً إحمدوا الله، إذا بلغتم رمضان إحمدوا الله، إذا جاء العيد إحمدوا الله، إذا جاء الحج إحمدوا الله، إذا ذبحتم اضاحيكم إحمدوا الله، إذا أكلتم إحمدوا الله، إذا لبستم إحمدوا الله، إذا قمتم ونمتم إحمدوا الله.
د. الربيعة: وكثيراً ما أقف عند قوله:إن الله يحب من عبده إذا أكل الأكلة أو اللقمة فيحمده عليها.
د. الخضيري: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها.
د. الربيعة: لقمة لا تساوي عندك شيء أيها الإنسان وهي ليست شيئاً في ما عند الله ومع ذلك يحب الله ويرضى من عبده إذا أكل اللقمة أن يحمده عليها فكيف بنا بالنعم العظيمة التي منحنا الله تعالى إياها وأعظمها نعمة الإسلام ونعمة القرآن ونعمة الشرف بولاية الله عز وجل وأن نكون من المؤمنين هذه تستحق الحمد منا ليل نهار. ولذلك أقول الحمد مما يزيد الإنسان قرباً وحباً لربه ولطاعته لأنك كلما تذكر شيئاً وتكثر من ذكره تتقرب إليه أكثر والحمد يملأ قلبك سروراً ويملأ قلبك رضى بربك. ولله المثل الأعلى لو جاءك إبنك الصغير فتعطيه هدية فيثني عليك ويقول لك أنا أحمد الله أنك والدي ستسر سروراً كثيراً والله سبحانه وتعالى يحب الحمد لنفسه وهو أهل الحمد بل هو الحمد سبحانه وتعالى فما أحرانا أن نكثر الحمد لله عز وجل.
د. الخضيري: ولذلك علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم إذا انتهينا من الطعام أن نقول الحمد لله الذي أطعمنا هذا الطعام ورزقناه من غير حول منا ولا قوة، هذا حمد لله عز وجل.
د. الربيعة: ومقام الحمد مقام عظيم أعظم مقام أقامه الرسول صلى الله عليه وسلم هو مقام الحمد في مقام الشفاعة عندما يأتي ويسجد تحت العرش فلا يدعو وإنما يحمد الله عز وجل فيفتح الله له من المحامد بما لم يفتح عليه من قبل ويقال له إرفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفّع، إذن أنت ايها المسلم عندما تحمد الله على هذه النعمة فإنك ستزاد منها ويعطيك الله فضلها.
د. الخضيري: لعلنا ننتقل إلى قوله تعالى (الرحمن الرحيم)
د. الربيعة: الرحمن الرحيم حينما تتأمل الآيات الأربع الأولى فهي مشتملة على أعظم الصفات لله عز وجل صفة الألوهية والربوبية والرحمة والمُلك يقول إبن القيم رحمه الله أن هذه الصفات هي أصول صفات الله وأسمائه، جميع صفات الله ترجع إلى هذه الصفات الأربعة.
د. الخصيري: ولذلك افتتح بها القرآن واختتم بها القرآن في سورة الناس قال الله عز وجل (قل أعوذ رب الناس ملك الناس إله الناس)؟
د. الربيعة: وصف الرحمة وصف عظيم فما نحن فيه من هذه النعم هو من رحمة الله بنا ومن أعظم الرحمة بنا هدايته لنا إلى دينه، وإنزال هذا الكتاب علينا ومن أعظم رحمته بنا عز وجل لطفه بنا ومن أعظم رحمته بنا أن لا يؤاخذنا بذنوبنا
¥