د. الخضيري: بل يجب أن نأخذ من هذه الرحمة الإلهية أن نكون نحن رحماء ونستفيد من ذلك أن نعزز قيمة الرحمة في حياتنا فنرحم زوجاتنا وأولادنا وطلابنا ومرؤوسينا وآباءنا وأمهاتنا ومن حولنا.
د. الربيعة: إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
د. الخضيري: ولما جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام رجل فرآه يقبل واحداً من الأطفال فقال أوتقبل الأطفال؟ إن لي عشرة من الولد لم اقبل واحداً منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوأملك أن نزع الله الرحمة من قلبك. قيمة عظيمة من قيم هذه الدين أمر الله عز وجل بها وجعلها رمزاً من رموز الأنبياء ومعلماً عظيماً من معالم دينه أن هذا الدين نزل بالرحمة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء) فرسول الله لا يمكن إلا أن يامر بما هو رحمة ولا يمكن أن يدل إلا على ما هو رحمة وإن بدا لنا أن هناك شيء من المشقة فإن عاقبته الرحمة وعلينا أن ننتبه لذلك ولذلك يجب علينا أن نتراحم وأن يوصي بعضنا بعضاً بالرحمة كما قال عز وجل (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ?11? وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ?12? فَكُّ رَقَبَةٍ ?13? أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ?14? يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ?15? أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ?16? ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ?17? البلد) كل واحد منا يوصي صاحبه لأن يرحم
د. الربيعة: والله نحن بحاجة لهذا في الوقت الذي نعيش فيه المسلمين الآن والكثير من الحاجة والفقر والأحداث والمحن نحن بحاجة إلى أن نتراحم
د. الخضيري: ولذلك قال الله تعالى معاتباً المشركين وذاماً لهم (وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) الفجر) لأنهم لا يحض بعضهم بعضاً على إطعام المساكين ورحمتهم.
د. الربيعة: بعد هذه الآية يقول الله عز وجل (مالك يوم الدين) هل يمكن أن نربط مناسبة بين الآيتين؟
د. الخضيري: الذي يظهر لي والله أعلم أن الآية الأولى فيها جانب الترغيب وهذه الآية فيها جانب الترهيب والمؤمن لا يمكن أن يستقيم على طاعة الله حتى يُرغّب ويُرهّب فكأنهما جناحان للإنسان كجناحي الطائر، ترغب بالله وتخاف من عذاب الله ولذلك قال (يوم الدين) أي مالك يوم الجزاء والحساب وهو الله سبحانه وتعالى
د. الربيعة: خص الملك بيوم الدين لم يقل مالك السماء أو الدنيا والآخرة؟
د. الخضيري: لأن المُلك في ذلك اليوم ينفرد به الله ولا يدعيه أحد سوى الله (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) غافر) فيكون الملك لله جل وعلا وهو المهيمن وهو القاهر الجبار وجميع من في الأرض وجميع الخلق ضعفاء بين يدي الله عز وجل
د. الربيعة: هل نلمس في (مالك يوم الدين) بدلاً من مالك يوم القيامة ماذا تعطي من معنى؟
د. الخضيري: لعلها والله أعلم أن الدين بمعنى الجزاء والحساب فكل ما تعمله سوف تجزى عليه وكل ما تقوم به وتقدمه في الحياة ستلقى جزاءه عند الله سبحانه وتعالى. لعلنا نقف عند هذا الحد إن شاء الله.
د. الربيعة: هذه السورة العظيمة تحتاج إلى جلسات، لعلنا نكمل في الحلقة القادمة.
د. الخضيري: نسال الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم وأن ينفعنا بكتابه وكلامه وأن يجعلنا من المتدبرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Aug 2009, 11:24 م]ـ
برنامج لنحيا بالقرآن
د. محمد الخضيري ود. محمد الربيعة
بعرض يومياً في رمضان على قناة الخليجية الساعة 7.30 مساء بتوقيت مكة المكرمة.
الحلقة الأولى:
د. الربيعة: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن. أما بعد فحياكم الله أيها الإخوة الفضلاء في هذا البرنامج المبارك (لنحيا بالقرآن) والذي نسير وإياكم فيه مسيراً نرجو أن نبث فيه حلقات مباركة نحيي بها قلوبنا في ضوء وظل كتاب الله عز وجل وآياته البينات. لعلنا دكتور محمد بعد هذه الآيات الخمس التي نزلت كما نعلم نزلت بعدها آيات ليست معها وإنما هي تتمة لها وهي إذا أردنا أن نجعل لها موضوعاً خاصاً أي موضوع الآيات الباقية فإنها تبين لنا أثر الجهل وأنه يدعو الإنسان إلى الطغيان وإلى التصرف الأحمق وإلى الكفر والتكذيب وتبدأ هذه الآيات من قول الله تعالى
¥