تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2009, 10:34 ص]ـ

لم يتم عرض الحلقة في اليوم الثامن من رمضان وهذه حلقة التاسع من رمضان

الحلقة التاسعة

د. الربيعة: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. هذه الجلسة السابعة من دلسات برنامجكم (لنحيا بالقرآن) نسأل الله تعالى أن يحيي قلوبنا بالقرآن. وهذه الجلسة ستكون مع سورة تنشرح بها الصدور وتأنس بها النفوس إنها سورة الشرح. ويقول الله عز وجل (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ?1? وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ?2? الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ?3? وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ?4? فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ?5? إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ?6? فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ?7? وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ?8?) هذه السورة العظيمة هي متممة لسورة الضحى ولذلك تأمل قوله تعالى (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) كما قال في سورة الضحى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) فهي متممة لتمام امتنان الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم.

د. الخضيري: إذن ما الفرق بينها وبين سورة الضحى؟

د. الربيعة: يبدو والله أعلم للمتأمل والمتدبر أن الفرق بينها أن سورة الضحى تضمنت امتنان الله عز وجل على نبيه بالنعم الحسية التي فيها اليتم والضلال والفقر وأما هذه السورة فهي في امتنان الله عز وجل على نبيه بالنعم المعنوية بشرح الصدر ووضع الوزر ورفع الذكر. فهذه السورة حينما نتأملها نجد أنها في امتنان الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم أولاً وهي أيضاً تظهر للمسلم حينما يقرأها امتنان الله عز وجل عليه ما أتاه من انشراح صدره بهذا الدين (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ (22) الزمر) والله لن يكون للإنسان انشراح صدر تام إلا بهذا الدين. ثم أيضاً امتنان الله عليه بمغفرة ذنبه ورفع ذكره بأن جعله في هذا الدين عزيزاً شريفاً أشرف مخلوق. فما أعظم هذه السورة حينما نتأملها وحينما ننظر إليها من هذا المنظار. لعلنا نأخذ بعض آياتها التي فيها بعض الجوانب التي نعيشها في حياتنا.

د. الخضيري: لعل أول شيء نلاحظه في هذه السورة قول الله عز وجل (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) هذا الاستفهام يسميه العلماء استفهام التقرير يعني هذا تقرير من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقول له قد شرحنا لك صدرك ألم نشرح لك بمعنى قد شرحنا لك صدرك، هذه نعمة وكون الرب سبحانه وتعالى قدّمها في هذه السورة تدل أيضاً ولا شك أن من أعظم النعم وأجلّها وأعلاها منزلة هو أن ينشرح صدر الإنسان فقد يكون عند الإنسان قصر وسيارة وزوجة وولد ومال وأشياء كثيرة ولكن صدره ضيق فلا يأنس بشيء من متاع الدنيا. وقد يكون الإنسان على عكس ذلك لا زوجة ولا ولد ولا بيت ولا سيارة وهو فقير وحاله بائسة لكن نفسه منشرحة فهو يعيش نعيم الدنيا ولذتها. ولذلك نقول للمشاهدين تعلموا كيف تشرحون صدوركم بهذا الدين وبهذه النعمة وبهذا الوحي، حتى قال بعض السلف إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. تصور أن الإنسان إذا حافظ على ذكر الله عز وجل اطمأنت نفسه، إذا حافظ على أوراد الصباح والمساء اطمأن قلبه (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد) إذا حافظ على ورده من هذا الكتاب هذا القرآن العظيم تقرأ منه كل يوم ما شاء الله متدبراً ينشرح صدرك، إذا رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً فإنك تنشرح نفسك، إذا علمت أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك إنشرح صدرك. إذن علينا جميعاً أن نسعى لشرح صدورنا وأن نعلم أن شرح الصدور له أسباب وأن من أعظم الإيمان ومن أعظم أسبابه العمل الصالح ومن أعظم أسبابه قراءة القرآن بالتدبر ومن أ‘ظم أسبابه الدعاء، ومن أعظم أسبابه المحافظة على أذكار الصباح والمساء ومن أعظم أسبابه الرضا بالقضاء ترضى بقضاء الله وقدره ينشرح صدرك فمن رضي بقضاء الله وقدره اطمأنت نفسه. ثم لا ننسى الدعاء ادعوا الله أن يشرح صدوركم في صبيح كل يوم قُل رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري مثلما دعا موسى عليه السلام لما كُلِّف بالرسالة قال (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير