تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الْقَدْر) شرف هذه الليلة العظيمة

د. الخضيري: هذه الليلة العظيمة كما قال العلماء هي في رمضان وهي في العشر الأواخر من رمضان وترجى في أوتار العشر أكثر من أشفاعها وقد ذكر العلماء أن أرجى تلك الليالي ليلة السابع والعشرين ومع ذلك هي تتحول كما قال العلماء فقد تكون في ليلة خمس وعشرين وقد تكون في ليلة الثالث والعشرين وقد تكون في ليلة واحد وعشرين أو تسع وعشرين.

د. الربيعة: هل نلمس فضائل لهذه الليلة في تفضيلها؟ م حكمة تفضيلها وتشريفها؟

د. الخضيري: سميت ليلة القدر من وجهين الوجه الأول ليلة القدر بمعنى ليلة الشرف والمنزلة أُنزل فيها القرآن ومن تعبد لله عز وجل فيها وأخلص فيها العبادة وقام فيها الليل كله أو أكثره حصل له الشرف والمنزلة والعظمة بقدر ما حصّل. ويمكن أن تكون أيضاً ليلة القدر من التقدير لأن الله عز وجل يجعل فيها مقادير العام كله (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) الدخان) لأن مقادير الله قد كتبت في اللوح المحفوظ هذا التقدير العام الكلي الشامل ثم يأتي التقدير العمري وهو الذي يكون عندما يرسل الملك والإنسان في بطن أمه فيكتب عمره وعمله شقيٌ أو سعيد ثم يأتي التقدير الحولي وهو الذي يكون في ليلة القدر. ففي هذه الليلة تكتب المقادير فتفصل من اللوح المحفوظ كأنها سجلات مستقلة لهذا العبد ثم يأتي من بعد ذاك التقدير اليومي (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) الرحمن) فهذه الليلة ليلة عظيمة

د. الربيعة: ولعلنا نأخذ شرف هذه الليلة من السورة أيضاً، تأمل الأوصاف التي وصفها الله تعالى في هذه السورة في أربع صفات (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ) نزول القرآن، فشرفت بنزول القرآن (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)) فهي ليلة تتنزل فيها الملائكة والروح فيها بإذن ربهم، فيها نزول أمر الله (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) الدخان). والأمر الرابع (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) وصفها الله بالسلام. فهذه الأوصاف الأربعة تدل على شرف هذه الليلة العظيمة التي نسأل الله عز وجل أن أن يشرفنا بأن نكون من أهلها والقائمين فيها.

د. الخضيري: ومما ينبغي أن ننبه عليه عندما نتحدث عن هذه السورة قال النبي صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ومن قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه. وأنا أهيب بنفسي وبإخواني أن يغتنموا هذه الفرصة وهي فرصة ليلة القدر في أن يجتهدوا في العبادة فيها وهي من رحمة الله بنا هذه الأمة، جعل لنا مثل هذه المواسم التي ندرك فيها ما حصّله السابقون من الأمم من طول الأعمار.

د. الربيعة: وإنمك تجد للأسف الشديد في أوقاتنا الحاضرة في الإجازات إذا توافق رمضان إجازة تلحظ عدم مبالاة كثير من المسلمين من يضيع هذه الليالي الشريفة التي يُرجى أن تكون ليلة القدر خصوصاً أنها ليلة قرب أيام العيد فينشغل الناس بشراء حاجاتهم والخروج إلى الأسواق ووالله هذا حرمان وخشران أن ينشغل الإنسان بأمور دنياه عن أمر عظيم له له به من الأجر سنوات.

د. الخضيري: عندي لفتة أرجو أن يتسع صدركم لها، لما يذكر الله عز وجل ليلة القدر ويقول إنها ليلة فيها يفرق كل أمر حكيم وفيها تقدر المقادير ألا يدلنا هذا على أن ربنا سبحانه وتعالى يبين لنا أن الأمور تجري بتقدير ولا تجري سبهللة مع أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن تدور الأمور كما شاء بدون أن تكون هذه المقدمات لكنه سبحانه وتعالى يقدر كل شيء قدره ويعطي لكل شيء حقه فهناك كتابة أزلية كتبت في اللوح المحفوظ كُتب كل شيء يكون في هذا الكون قال الله عز وجل للقلم اُكتب، قال ما أكتب؟ فكتب مقادير كل شيء إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار. ثم يأتي من بعد ذلك يأتي التقدير العمري يعني عندما ياذن الله بخلق هذا الإنسان وخلق الروح يكتب أجله وعمله وشقي أو سعيد ثم التقدير الحولي تخطيط خطة عامة للحياة ثم خطط تفصيلية لكل شيء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير