تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الربيعة: يدلك على عظمة شرع الله عز وجل ونظام الكون كله

د. الخضيري: فيجب علينا نحن أن نكون منظمين ونخطط لكل شيء.

د. الربيعة: هذا معنى لطيف وجميل أن يكون المسلم حقاً منظماً ومرتباً في كل شؤون حياته.

د. الخضيري: هنا أيضاً لفتة أخرى أتمنى أن نتلمسها من هذا الجانب وهي أن الأعمال عند الله ليست شيئاً واحداً بمعنى أن هناك عملاً يساوي أعمالاً وهناك ليلة تساوي ليالي. وهناك عمل مع كونه أن له أجراً مع فضله لكنه ليس بتلك المنزلة فعليه ينبغي للمسلم أن ينتهز الفرصة ويعلم أن هناك أعمالاً هي أفضل. الأعمال نوعان أعمال فاضلة تساوي أعمالاً كثيرة. وأقول يا إخواني تفقهوا في الأعمال وتفقهوا في مراتب الأعمال. قد تذكر الله بقولك سبحان الله والحمد لله وقد تقرأ آية أو سورة من كتاب الله عز وجل وهذا ذكر وهذا ذكر وكل محبوب من الله ولكل شيء منهما وقته لكن تأكد أيهما أفضل في ذلك الوقت لك أنت. قد يكون الأفضل أن يحمد الله ويسبحه وقد يكون الأفضل لفلان هو أن يقرأ القرآن ويتدبره ويعمل بما به.

د. الربيعة: وهذا معنى لطيف أشار إليه شيخ الإسلام بعض الناس يفتح له في باب من الخير يجد فيه قلبه ويجد فيه افتقاره لله عز وجل كالصلاة والصيام وهذا من رحمة الله وفضله. نمر سريعاً على الايات البقاية في السورة كما يقول الله عز وجل (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)) الملائكة يتنزلون في تلك الليلة فلماذا؟

د. الخضيري: يتنزلون كما قال العلماء لأنهم يشيعون السلام والأمن ويشهدون مواطن العبادة مع المسلمين. تلك الليلة لا يمرون بقوم من المؤمنين إلا سلموا عليهم وتسليم الملائكة دعاء نسأل الله أن يسلمكم من كل بلاء ومن كل ضر ومن كل فتنة ومن كل عذاب.

د. الربيعة: تأمل ايها المسلم الكريم وأنت تذهب إلى بيت الله عز وجل تصلي في تلك الليالي الفاضلة وأنت تصوم وأنت تذكر الله وأنت تتصدق الملائكة تحفك تسلم عليك وتستغفر لك.

د. الخضيري: بل الآن أن بعض المسلمين عندما يذهب للصلاة تجده ينظر متى يأتي الإمام؟ تأخر الإمام دقيقة أو دقيتين، هذا والله من الشيطان! لماذا نستبطيء جلوسنا في المساجد مع أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال كلمة عظيمة جداً لو علم بها من يأتون إلى المساجد ويستعجلون لما فعلوا الذي يفعلون. قال عليه الصلاة والسلام: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يُحدث. إذن لماذا لا تستكثر من دعاء الملائكة وهم يدعون لك ما دمت تنتظر الصلاة؟! بل يقول النبي صلى الله عليه وسلم " وما يزال الرجل في صلاة ما دام ينتظر الصلاة"

د. الربيعة: معنى لطيف قد نلمسه في قول الله عز وجل (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4)) مما يدلك على أن جبريل العظيم الذي هو أمين الوحي يتنزل في تلك الليلة ولعل هذا دليل والله تعالى أعلم أن جبريل لا يتنزل إلا لأمر عظيم لما كانت تلك الليلة عظيمة كان نزول جبريل مع الملائكة وإلا فالملائكة تنزل في الليل والنهار فهذا يدلنا على أن خيار الملائكة تنزل تلك الليلة العظيمة لتعيش مع خيار عباد الله في صلاتهم وعبادتهم وذكرهم لله عز وجل نسأل الله أن يجعلنا منهم.

د. الخضيري: هذا يدلنا على أن الملائكة معنا وأننا يجب أن نحب هؤلاء الملائكة وأن نعترف لهم بالفضل فهم يدعون لنا وهم يسلمون علينا وهم يشهدون مجالسنا الطيبة وهم يتعاقبون علينا ويحفظوننا كما ذكر الله عز وجل في سورة الرعد (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ (11)). إذن نأخذ من هذ السورة محبة الملائكة بل والاستكثار بهم، كيف تستكثر بهم؟ عندما تشعر أيها المؤمن أنك ضعيف وأن الأعداء قد هيمنوا عليك وأنهم قد أحاطوا بك من كل جانب أو أن أعداء الإسلام أو من يناوؤنك ويعادونك قد آذوك تذكر أن ملائكة الله الذين لا يحصي عددهم إلا الله معك.

د. الربيعة: بل يأنس الإنسان بهم إذا رأى قلة المؤمنين وقلة الطائعين وقلة المصلّين فيأنس أن هنالك ملائكة تحضر الصلوات وتحضر مجالس الذكر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير