تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: (وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34) النور) (هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (138) آل عمران) و (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17) القمر) فهو بيّن وواضح. لكن السؤال قال (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) ثم فسّر البينة (رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)) هذا يدلني على أن الله أنزل علينا الحق هذا الكتاب فيه البيان وفيه الرحمة فلنعد إليه ولنرجع إليه ووالله لن نجد الحق إلا به ولن نعرف الهدى إلا منه. ولذلك لا نتعب أنفسنا فقد تعب أقواماً بذلوا جهوداً عظيمة وألفوا مؤلفات وكتباً كثيرة وفي نهاية المطاف ما وجدوا الحق إلا في كتاب الله عز وجل. لذلك نقول قد كفينا فعلينا أن نأتي إلى المعين الذي لا ينضب، إلى المعين الصافي ولذلك قال (رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) صحف وهذا الكتاب نقرأها ونتلوها ونستهدي منها ونستخرج منها الهداية.

د. الربيعة: أحد الإخوة قال لي في بيان أن هذا القرآن وأنه شامل واضح في كل شيء يقول ما مر علي مشكلة ولا قضية ولا أشكل عليّ أمر إلاقرأت كتاب الله بقصد أن أبحث فيه عن بيان وأبحث فيه عن منهج يهديني ويعالج هذه المشكلة، ويقول والله من غير مبالغة إني أجد ذلك بكل يسر وسهولة، أفتح المصحف من أي موضع ثم أقرأ كتاب الله عز وجل بقصد الشفاء وبقصد الفرج وبقصد حل مشكلة ما، ثم بعد ذلك أشعر كأن هذه الايات تخاطبني مباشرة في هذه المشكلة.

د. الخضيري: وهذا واضح وجربه كثيرون. نقول إجعلوا هذا الكتاب حياة لكم، إجعلوه نبراساً يضيء لكم هذه الحياة، نعم والله لو صدقنا مع الله لكفانا ولكننا مع كل أسف قد صُرفنا عنها وحالت بيننا وبينه حوائل وعوائق مفتعلة ومصطنعة، والشيطان له دور كبير فيها يريد أن يصرفنا عن هذا الكتاب، ويريد أن يحول بيننا وبين كتاب الله عز وجل لأنه يغار منا ويرى أننا أخذنا فضلاً عظيماً عندما أنزل الله عز وجل هذا الكتاب.

د. الربيعة: تأمل الآية التي بعدها (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) لماذا تفرقوا؟ بعد أن جاءتهم البينة الواضحة؟

د. الخضيري: هذه النعمة جاءت وهي أن هؤلاء القوم كانوا يقولون نحن لا يمكن أن نترك ديننا حتى تأتيما البينة فلما جاءتهم البينة الموافقة لما في كتبهم استكبروا وكان الدافع لهم في الغالب هو الكِبر والحسد، كذبوا حسداً وكذبوا كِبراً كما ذكر الله عز وجل فهم لم يمنعهم عدم وضوح البينة ولم يمنعهم أن هذا الكتاب لم يطابق ما جاء بالإشارات في كتبهم لا والله بل كل الإشارات لا يمكن أن تنطبق إلا على رسول الله وإلا على هذا القرآن.

د. الربيعة: كأن هذه الآية تحذير من الله لنا ونحن نقرأ هذا القرآن أن نتصف بهذه الصفة تأتينا البينة الواضحة ثم نتفرق ونترك دين الله. إنما يذكره الله عز وجل ليخبرنا عنهم لنحذرهم ونحذر وصفهم. تأمل قوله بعد ذلك (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ)

د. الخضيري: هذا تعجيب، بمعنى أيها المنحرفون عن اتباع رسول الله يا من تلكأتم عن الاستجابة لدعوته وقد ثبت إليكم بالدليل الصادق أنه رسول آيات واضحة تدل على أنه رسول وقد تحديتم به أنكم لا تستطيعون أن تأتوا بمثله فدلّ على أنه كلام الله، ما الذي دعاكم إلى أن تكذبوه علماً بأنكم لو رجعت إلى الأوامر الموجودة في كتاب الله لوجدتم أنها هي التي جاءت بها الأنبياء يعني ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس تعالوا واعبدوني أو اعبدوا إلهاً غير الله سبحانه وتعالى حتى يكون لكم سبيل في تكذيب رسول الله. رسول الله ما جاء إلا ليقول لكم اعبدوا الله مخلصين له الدين، أقيموا الصلاة، آتوا الزكاة، وهذا هو الدين الذي جاءت به الأنبياء إذن ما هو الملحظ؟ على ماذا كذبتم؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير