تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من الأطفال ياتون إلى الميزان ويتعلقون بي فرأيت المؤشر قد ارتفع فوصل إلى النهاية ففرحت ثم قمت فعلمت أن الذين أمسكوا بهذا الميزان وثقلوه هم هؤلاء الأيتام. وهذا يدلنا غلى أن كفالة الأيتام ورعايتهم من أجل الأعمال وأعظمها.

د. الربيعة: بل يدلنا على أن الإنسان ينظر ما هو أرجى عمل يرجوه عند الله يثقل به الميزان.

د. الخضيري: وهناك مسألة أخرى وهي مهمة جداً وينبغي أن ننبه عليها ونعظ أنفسنا بها فنحن أحوج بأن نعظ أنفسنا وهي أن يكون لك أخي المسلم خبيئة تثقل بها ميزانك لا يطلع عليها أحد لا والد ولا زوجة ولا ولد، صدقة خفية، عمل سري تعمله كل يوم لا تذكره لأي إنسان، تصدق مع الله فيه ويكون ذلك العمل على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه القضية ينبغي لنا أن نحرص عليها وأكثر من الخبيئات فليكن لك في الصلاة خبيئة وليكن لك في قرآءة القرآن خبيئة وليكن لك في الذكر خبيئة وليكن لك في كفالة الأيتام خبيئة وليكن لك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خبيئة وليكن لك في صلة الرحم خبيئة وهكذا حتى إذا جئت يوم القيامة ووردت على الله عز وجل ماذا وجدت؟ نجد أعمالاً كثير كلها تثقل ميزانك. وبهذه المناسبة أحب أن تذكر المشاهدين من هو المفلِس؟

د. الربيعة: من إذا ذُكر النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي عليه.

د. الخضيري: هذا البخيل والمفلِس من يأتي يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولكنه يأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا فنقول إنتبهوا يا إخواني وغياكم أن تكونوا من هؤلاء المفلسين تعملون أعمالاً تثقل موازينكم ولكنكم تفسدونها بظلم العباد وأخذ أموالهم وأكل حقوقهم والنيل من أعراضهم فهذا والله لا يليق بكم.

د. الربيعة: في تمام الآية يقول الله عز وجل (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ) هذا الذي ثقلت موازينه سيكون عند الله عز وجل في ذلك اليوم الذي فيه القارعة وفيه الهول وفيه تطاير الناس في عيشة راضية (وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) هو في ذلك اليوم في الفزع آمن وهو عند الله بعد ذلك في جزائه في عيشة راضية. تأمل قوله عز وجل (فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ) هو سيعيش عند الله عيشة راضية يعني سيرضى. متى يرضى الإنسان في العيشة؟ إذا كان عنده رغد العيش تماماً فستكون أيها المؤمن بأعمالك الصالحة في عيشة راضية وكلما كنت أعظم أعمالاً بإخلاص وصدق فأنت أعظم عيشة وأعظم رضى بإذن الله. لعلك تقف وقفة سريعة مع ختام هذه السورة قال الله عز وجل (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9))

د. الخضيري: من خفت موازينه أي لم يجد في ميزانه ما يثقل به ذلك الميزان، ليس عنده أعمال صالحة لا صلاة ولا صوم ولا بر والدين ولا صلة رحم فهو يعيش لنفسه، يعيش ولا يرى في هذه الدنيا إلا ذاته ولهذا خف ميزانه يوم القيامة، فهذا أمه هاوية يعني أمه النار، النار ستكون أمه تضمه ضماً شديداً وتحتويه وتؤويه إليها لأنه لا يليق به لما جفّ من الأعمال الصالحة لا يليق به إلا أن يكون حطباً لنار جهنم.

د. الربيعة: ولذلك قال بعدها (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)) إنه والله وعظ عظيم للمؤمن إذا قرأ هذه السورة. هذه السورة نحتاج والله أن نعظ بها قلوبنا ونحن ينبغي أن نقرأ هذه السورة كثيراً عندما تقسو قلوبنا ونشعر بغفلة وما يران على قلوبنا من غفلة يجب أن نقرأ هذه السورة التي تفتح لذكر لله عز وجل ولطاعته وينبغي أن نتذكر دائماً أنه لن يثقل ميزاننا عند الله إلا بأعمالنا ولن نعيش عيشة راضية إلا باعمالنا الصالحة بعد رحمة الله عز وجل. نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتعظين بكتابه ولنا بإذن الله معكم لقاء آخر ونستودعكم الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Sep 2009, 11:33 ص]ـ

الحلقة 16

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير