تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Sep 2009, 11:33 م]ـ

الحلقة 17

(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ?1? الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ?2? يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ?3? كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ?4? وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ?5? نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ?6? الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ?7? إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ?8? فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ?9?)

د. الربيعة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد. معكم في حلقة من حلقات برنامجنا المبارك "لنحيا بالقرآن" والذي نتفيؤ فيه ظل آيات الله عز وجل نقف معها وقفات تدبرية نعني بالجوانب العملية والتطبيقية في حياتنا اليومية. في هذه الحلقة نعرض لسورة من قصار سور المفصل وهي سورة الهمزة. هذه السورة العظيمة يرمز لنا إسمها وافتتاحيتها بالحديث عن أولئك الذي قد سخّروا ألسنتهم للصدّ عن سبيل الله والسخرية بعباد الله وأذيّة المؤمنين بالهمز واللمز وكيف أثرهم على المؤمنين ثم يبين الله في ختام السورة عاقبتهم (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ). إذن هذه السورة العظيمة سورة تتحدث عن أولئك الذي سخّروا ألسنتهم للسخرية بالمؤمنين وأذيتهم بالقول لمزاً وهمزاً وسخرية واستصغاراً ويبين الله عز وجل سبب ذلك فيهم ثم يبين عاقبتهم فلعلنا نتدبر هذه السورة نأخذ منها جوانب عملية من خلال هذا المعنى لنحذر من أن نتصف بهذه الأوصاف أو نكون من أهلها.

د. الخضيري: من أول الأوصاف التي تواجهنا وتبدو لنا ظاهرة من السورة بل من اسمها قوله (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) هذا العيّاب اللعان الشتام الطعّان الذي يؤذي الناس بلسانه فلسانه مثل الثعبان لا يكاد يمر بشيء إلا لدغه، هذا الإنسان ويلٌ له، ولا يجوز لأحد أن يجعل من صفته وسمته أن يكون همازاً لمازاً "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء" وهذه قضية يستهين بها مع كل أسف كثير من الناس حتى من المسلمين فتجده إذا أوتي لساناً وأوتي كلاماً صار يتكلم يقول كلمة فيؤذي هذا ويقول كلمة فيؤذي هذا ويقول كلمة فيلعن ذاك ويقول كلمة فيغتاب ذاك، ويقول كلمة فينمّ بين هذا وهذا ويقول كلمة فيسخر بها من هذا أو ذاك. والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من عاقبة اللسان لما قال النبي صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" ليس أمامك إلا خيارين إما أن تقول الخير أو تسكت عما سواه، لأنك إذا تكلمت فيما سواه فأنت بين سوأتني السوءة الأولى أن تقول شراً فتهلك والسوءة الثانية أن تقول شيئاً مباحاً فتندم، لأنك إذا جئت يوم القيامة هذا اللسان الذي يمكن أن تحصّل فيه الحسنات والخيرات وإذا بك حصّلت به التفاهات فيكون ندامة وحسة لك يوم القيامة. قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما قال له إملك عليك لسانك وأخذ بلسانه، فقال معاذ أونؤاخذ يا رسول الله على ما نتكلم به؟ قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" تصوروا ماذا يحصل للناس يوم القيامة إن كثيراً من جرائمهم وكثيراً من سيئاتهم وكثيراً مما يكبهم في النار هو ما يتفوهون به بألسنتهم ولذلك ورد في الحديث "إن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً" ويتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يبلغ بها من رضوان الله مبلغاً عظيماً.

د. الربيعة: ولعل أعظم ما يتكلم به الإنسان إثماً وجرماً وظلماً هو أن يكون هذا الكلام في الصدّ عن سبيل الله والسخرية بالمؤمنين.

د. الخضيري: هذا في القمة وقد يُخرِج الإنسان من دينه.

د. الربيعة: أرأيت الذي يلمزون المطوعين من المؤمنين ويلمزون أهل الحسبة من المؤمنين ويلمزون أهل الخير والاستقامة من المؤمنين، كيف وزرهم وإثمهم؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير