تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: كان مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان في غزوة تبوك رجالٌ سولت لهم أنفسهم وتكلموا بكلمات ما ظنوا أنها تبلغ ما بلغت، قالوا ما رأينا مثل قرّائنا هؤلاء (وهم خيار الصحابة) أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء فسمعهم أحد الصحابة فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قالوا فأنزل الله عز وجل قوله (قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (66) التوبة) فالقضية خطيرة.

د. الربيعة: إذن الويل كل الويل لمن جعل همه ووظيفته في الحياة أن يسخر بالمؤمنين في الصحف أو في مواقع أو في وسائل الإعلام أو في أي مجال

د. الخضيري: حتى في المجالس العادية، أحياناً يتندّر الإنسان يريد أن يضحك الناس فيستهزئ بعبد من عباد الله، إمام مسجد أو مفتي أو عالِم أو حتى مؤمن عادي، كل ذلك من موارد الهلاك، إتقِ الله، النبي صلى الله عليه وسلم نهى المؤمن أن يسخر من أخيه المؤمن و قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) الحجرات)

د. الربيعة: ما الفرق بين اللمز والهمز؟

د. الخضيري: هذه قضية اختلف فيها المفسرون فبعضهم يقول الهمز يكون بالعين واللمز يكون باللسان ويستدلون على ذلك بقول الله عز وجل (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) التوبة)

د. الربيعة: لمزوهم بألسنتهم

د. الخضيري: إذن الهمز يكون بالعين أو بأداة أخرى. وعلى كل أنا أرى أن هذا من الأمثلة الواضحة للخلاف الذي يقع بين اللغويين أو يقع بين السلف الصالح في تفسير الآية لكنهم جميعاً يحومون حول معنى واحد سواء قلت الهمز هذا أو اللمز هذا أو العكس فالجميع مذموم.

د. الربيعة: ولهذا أذكر معنى جميلاً لأحد المفسرين يقول الغرض في الجمع بينهما ليشمل كل حال من أحوال السخرية والهمز واللمز والعيب ظاهراً أو باطناً، خفياً أو علناً، باللسان أو بالإشارة أو غير ذلك. إذن كل من اتخذ المؤمنين وسيلة لعيبهم بأي مجال من مجالات أو من الوسائل فهو داخل في هذه الآية.

د. الخضيري: ولذلك نقول في هذه المناسبة هناك شيء قد لا يفظن له بعض الناس والآية تصرّح بأنه داخل في هذه الأمور التي ذكرناها. هؤلاء رسامي الكاريكاتور قد يرسم كاريكاتوراً يسخر به من جماعة أو من أهل الحسبة أو من بعض طلاب العلم أو من بعض النافعين من العباد فنقول له إحذر أن تكون من الداخلين في هذا الوعيد (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) طعّان عيّاب همّاز سخّار بالناس فنحن نحذر هؤلاء ونقول إتقوا الله في أنفسكم وفي دينكم لئى يصابوا باللاء ولئلا يستجرهم ذلك إلى عقوبة الله عز وجل.

د. الربيعة: وأعظم ما يدخل في هذا أولئك أعداء الله الذين سخروا برسول الله صلى الله عليه وسلم فرسموا فيه تلك الرسومات والتصاوير المهينة، إن أولئك من أعظم من يدخل في هذه الآية ومن أعظم ما يستحق له الويل وأسأل الله ما يذيقهم ما فيه وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ مهانة وذلة.

د. الخضيري: هناك ملحظ نريد أن نصوره للمشاهدين. نحن نلاحظ أن عندنا أزمة حقيقية في ألفاظنا يجب علينا أن نسعى جميعاً لتداركها، الألفاظ التي نتفوه بها ونتكلم بها في كثير من علاقاتنا ألفاظ جافة ليس فيها دفء وليس فيها رحمة ولا لين ولا مودة ولا رحمة وإنما تجد السب والشتم والكلمات الجارحة. عندما يحدثك معك لا يناديك إلا بأقبح أسمائك واقبح ألقابك وهذا لا يليق بنا نحن نحن المؤمنين. يجب علينا أن نكون مجتمع حضاري في علاقاتنا مع بعضنا ألفاظاً جافة والسب والشتم والألفاظ الجارحة لا يناديك لا يناديك إلا بأقبح اسمائك وأقبح ألقابك وأقبح

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير