د. الخضيري: سأسمعك قصة ولا تخفى على مثلك. رجل رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب إلى خيبر فدعاه النبي إلى الإسلام فأسلم ولما أسلم دخل الإيمان في قلبه فقال له بعض الصحابة إذهب إلى صاحبك فقال بل أذهب فأرد إليه الغنم وأعود لأقاتل مع رسول الله فقال له النبي صلى الله عليه كأنه لم يستعجل عليه فقاللا، ألم أبايعك على أني إن قاتلت معك فقتلت دخلت الجنة؟ قال نعم، فذهب وردّ الغنم إلى صاحبها ثم جاء فقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أشار في كلامه مع رسول الله قال أريد يا رسول الله أن يأتيني سهم طائش فيضربني هاهنا فأموت فأدخل الجنة، فوجدوه وقد ضربه سهم في المكان الذي اشار إليه ولم يسجد لله سجدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه لم يسجد لله سجدة ومع ذلك دخل الجنة. انظر إلى مستوى الإيمان عندما ارتفع عند هذا الرجل تحقق له النجاة به بإذن الله.
د. الربيعة: أعظم موازين الربح الإيمان ولذلك يقول عمر رضي الله عنه "لو وُزِن إيمان الأمة بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر" لعظم إيمانه. الميزان الثاني من موازين الربح والخسارة هو العمل الصالح ربحاً والعمل السيء خسارة. فالعمل الصالح هو جميع أمور الطاعات بعد الإيمان من الصلاة والذكر وبر الوالدين وصلة الرحم والنفقة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحسن الخُلُق
د. الخضيري: والقيام بهذه الوظائف الموكولة إلينا وأدائها على الوجه الصحيح هذه من العمل الصالح. والثالث التواصي بالحق أن أوصيك بالحق وتوصيني، أن أكون مرآة لك وأن تكون مرآة لي، اصدق معك وتصدق معي، أنصحك وتنصحني
د. الربيعة: والله هذه التي نحن بحاجة إليها.
د. الخضيري: والآن نلاحظ أن مجتمعاتنا صارت تسقط إذا رأينا واحداً من إخواننا قد نقصت دنياه جميعاً ننكب وننصحه عندما نراه قصّر في دنياه. مثلاً الأب لما يرى ابنه قد تخلف عن وظيفة أوعن المدرسة ينصحه ويشفق عليه ويعظه وقد يزجره ولا يهنأ له نوم ويخاف عليه أن يخسر في الدنيا، لكن عندما ينام عن الصلاة، عندما يترك الصوم، عندما لا يبادر إلى الحج، عندما لا يطيع الله عز وجل يقول لكم دينكم ولي ديني والهادي هو الله. لماذا لا يكون الهادي هو الله في أمور الدنيا؟
د. الربيعة: إذن يجب علينا أن نتواصى بالحق
د. الخضيري: وأن يكون كل واحد منا مرآة لأخيه. ويختم بالتواصي بالصبر.
د. الربيعة: التواصي بالصبر ختم الله بها هذه الصفات لأنها جامعة لهذه الأمور، نحن بحاجة إلى الصبر في الإيمان والعمل الصالح والتواصي. والتواصي بالصبر يعني في واقع حياتنا أن نصبر على طاعة الله ونصبر عن معصية الله ونصبر على أقدار الله المؤلمة، هذا هو كمال الصبر. ونحن في هذه الحياة كم تأتينا من الأمور التي ربما يواجهها الإنسان وقد لا يصبر. يحتاج لأن يوثق نفسه بالصبر. فأنت أيها المؤمن حينما تتصف بهذه الصفات الأربعة الإيمان والعمل الصالح ثم تنشر هذا الإيمان والعمل الصالح بالدعوة والتواصي بينك وبين إخوانك ثم تصبر وتثبت إن هذا هو الدين الحق وأن هذا هو الربح والفوز.
د. الخضيري: ومما يؤكد كلامك بأن الصبر ليس صبراً على أقدار الله فقط وإنما أيضاً على طاعة الله قول الله عز وجل (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) طه) لما استعمل الصبر في أمر الأهل بالصلاة قال واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى. هذه الأمور الأربعة إذا التزمنا بها وقمنا بها وتعاهدنا عليها ووصى بعضنا بعضاً بها فإننا والله مفلحون ناجحون مدركون لخيري الدنيا والآخرة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينني وغياكم على ذلك وإلى لقاء قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Sep 2009, 11:30 ص]ـ
الحلقة 20:
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ?1? أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ?2? وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ?3? تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ?4? فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ?5? الفيل)
¥