د. الربيعة: الإنسان بكونه إنساناً لكن حينما يتصف بصفات الدين فيكون مسلماً أو مؤمناً أو محسناً فإنه سينقلب من الخسران إلى الفلاح فالإنسان في أصله خسران إلا بما يملأ به هذا الزمان وهذا العصر بما يجعله رابحاً
د. الخضري: مما يؤكد كلامك من أن الإنسان خاسر قول الله عز وجل (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب) في الأصل أن الإنسان مركب فيه الظلم والجهل فإذا استجاب لهما ولبّى داعيهما في نفسه ولم يترفع ويزكي نفسه بالأخلاق الطيبة والعلم النافع والعمل الصالح فإنه لا محالة خاسر. ولذلك لكا يقول الله عز وجل لآدم يوم القيامة يا آدم أخرِج بعث النار فيُخرج بعث النار، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، والناجي من بني آدم واحد من ألف، هذا هو الناجي. هل أنت هذا الواحد؟ تأكد فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن الذي ينجو من بني آدم واحد من ألف، فهل عملت حتى تكون هذا الواحد؟
د. الربيعة: عمر رضي الله عنه كان يقول: لو قيل يوم القيامة كل الناس ناجون إلا رجل لظننت أني أنا هذا الرجل، من خوفه وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه!. في هذا السياق لو تأملنا واقع الناس اليوم في حياتهم لوجدنا أن كثيراً من الناس مغبون ومحروم من وقته وخسران، كم تضيع علينا الأوقات؟! تجد الإنسان يسمر مع زملائه ساعات ولا يبالي مع الأسف ولا يظن أنه خاسر
د. الخضيري: وعندما تقول هه في المقابل يا فلان هناك محاضرة، هناك درس، هناك جلسة قرآن، يقول لك والله أنا مشغول، عندي ارتباط، تأتي المشاغل وتأتي الهموم وتأتي الارتباطات عندما تكون هناك جلسة حقيقية تعيد الإنسان إلى صوابه وتعود بوصلة الإنسان للإتجاه الصحيح. أما عندما يكون هناك سمر وسهر ولعب ولهو فإن الإنسان يعطي الأوقات بلا حساب
د. الربيعة: أضرب مثالاً في وقت الصلاة تجد الناس إذا أتوا للصلاة وتأخر الإمام دقائق معدودة فإذا هم ينظر الواحد منهم إلى الآخر ثم إذا سلّم الإمام وخرج ربما يقف هو وصاحبه ساعة كاملة يتحدثون عند الباب في أمور الدنيا
د. الخضيري: أو ذهب إلى بيته وبقي أمام التلفاز يشاهد البرامج والله لا تعود عليه بشيء من النفع.
د. الربيعة: لماذا؟ أن مقياسه للحياة مقياس عكسي لو كان يعرف حقيقة هذا الزمن والوقت وأنك بطاعة الله ومكوثك في المسجد الذي تستغفر لك به الملائكة والله لازدت بذلك طمأنينة ومكوثاً. ثم الواقع الذي نعيشه تجد بعض الشباب يسمر مع أصحابه في استراحة أو على البحر أو في نزهة طيلة الليل ومن جلوسهم إلى انتهائهم لا يذكرون الله.
د. الخضيري: وهذه مصيبة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلّوا على النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار". دعنا ننتقل إلى شروط النجاة والخسران، ذكر الله أربعة شروط يعني من حققها نجا ومن أخل بواحد منها فله نصيب من الخسران، قد يكون الخسران كاملاً وقد يكون ناقصاً قال (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
د. الربيعة: لعلنا نشير إشارات.
د. الخضيري: أولها الإيمان. أنا أريد أن أسأل نفسي وأسأل المشاهدين هل نحن مؤمنون حقاً؟ المؤمن حقاً هو الذي يرى ما وراء الغيب كأنه بين عينيه. أنت مؤمن بالجنة؟ تقول نعم أنا مؤمن بالجنة، لو كنت مؤمناً بها حقاً لعملت لها. أنت مؤمن بالنار؟ لو كنت مؤمناً بها حقاً لخفت منها ولحذرت منها. مثل أن تقول لإنسان أنت تحب الغنى؟ يقول نعم أنا أحب الغنى ولذلك أخرج إلى العمل من الصباح إلى الليل. هل تخاف من الفقر؟ نعم أنا أخاف من الفقر بدليل أني ما أترك فرصة يبدو لي فيها ربح أو مكسب إلا بادرت إليها. غذن أنت بالفعل تحب الغنى وتخشى الفقر. إذا لماذا لا تعامل الجنة والنار بمثل ذلك؟ لأن الإيمان ضعيف، باهت، قد ذبُل في نفسك. إذن ينبغي أن أراجع إيماني، إيماني بالله، إيماني برسله، إسماني بملائكته، إيماني باليوم الآخر، إيماني بالقدر، إيماني بالكتب، إيماني بكل ما أوجب الله عز وجل.
د. الربيعة: يعني من أعظم مقاييس الربح وموازينه الإيمان.
¥