تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما النصراني واليهودي فلا يقر برسالة محمد، هل الإله واحد أو متعدد؟!

د. الربيعة: وهذا يجعلنا نرجع إلى السورة نفسها في سببها. السورة نفسها في تقارب الأديان سبب ذلك أن المشركين حينما رأوا قوة النبي صلى الله عليه وسلم في دينه ونفوذه وتأثيره واتساعه قالوا لا سبيل لنا إلا أن نلتقي معه نتقارب معه يكون بيننا وبينه توافق فأتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا نعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يجبهم إلى ذلك جواباً لينتظر وحياً من الله عز وجل فجاءه وحي من الله عز وجل صريحاً وبمواجهة صريحة مع الكافرين قال (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) لم يقل يا أيها الناس ولا يا قريش أو يا أيها المحاورون، تصريح في كفرهم قل يا أيها الكافرون بالله كيف نجتمع وإياكم وأنتم كافرون بالله؟ إذن كل كافر بالله في توحيده لا يمكن أن ألتقي معه.

د. الخضيري: بهض الناس يقول هذه مسألة بسيطة فلماذا أنتم تشددون في هذا الأمر؟ تقولون إن قضية التوحيد هي أخطر قضية وهي القضية التي نفاصل فيها غيرنا من الأديان فلماذا أنتم تشددون في هذا الأمر؟ الأمر اسمح من ذلك. وأنا أرد على هؤلاء برد جميل: أنت لا ترضى بهذا لنفسك، يعني زوجتك التي تزوجتها هل ترضى أن يشاركك أحد ما فيها؟ يقول لا، أبداً لماذا؟ لأنها هي حق لي ولا أرضى أن يشاركني أحد فيها. أولادك، هل ترضى أن يشاركك أحد فيهم؟ يوقل لا، أبداً لا يمكن، مالك الذي في جيبك أو رصيدك الذي في البنك هل ترضى أن نتشارك فيه؟ يقول لا أبداً، لماذا؟ لأنها حقوق خاصة لك. فإذا كانت حقوقك الخاصة لا ترضى أن يشاركك فيها أحد فالله عز وجل حقه لا يرضى أن يشارك فيه أحد وهو حقه الذي ليس وراءه حق، ليس هناك مجال أن يتنازل عن الحق أو يعترف أن هؤلاء الذين يعبدون هم آلهة بالفعل أو لهم حق في العبودية

د. الربيعة: لأنه سبحانه وتعالى هو الخالق وهو الرازق، هو المجيب هو النافع هو الضارّ. هل من إله غير الله عز وجل يدفع الضر ويحلب النفع؟

د. الخضيري: أبداً. ولذلك نقول نحن نؤكد كما أكد في السورة على أن هناك براءة تامة ومفاصلة تامة بين الإيمان وبين الكفر وأنهما ضدان لا يلتقيان ولا يجتمعان وأنه من حاول أن يجمع بينهما كمن يحاول الجمع بين الليل والنهار وكمن يحاول الجميع بين الظالم والمظلوم ويجعلهما شيئاً واحداً فنقول كذبتم وربي لا يمكن لهذا أن يجتمعوا.

د. الربيعة: ولهذا هذه المفاصلة أيضاً ظاهرة في السورة في كل آياتها. يقول الله عز وجل (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ?1? لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ?2? وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ?3?) أنا لا أعبد ما تعبدون آلهة غير الله وأنتم لن تعبدون الله حقاً إلا أن تتجردوا الألوهية له وتخلصوا العبادة له، إذن لا يمكن ذلك، كيف هم سيعبدون الله سنة مع آلهتهم فهل تتحقق عبوديتهم لله إله النبي صلى الله عليه وسلم؟

د. الخضيري: لا تقبل العبادة لله إلا إذا كانت له وحده دون أحد سواه.

د. الربيعة: ثم يعيد مرة أخرى فيقول (وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)) القارئ يقول ما هذا التكرار؟ هذا التكرار مقصود في تأصيل هذه القضية وتأكيدها في النفس وإن كنا نلحظ فرقاً بين المعنيين فهل يمكن أن تبينه لنا؟

د. الخضيري: العلماء ذكروا أن الأوليين مختلفان عن الأخريين. فبعض العلماء يقول (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) (39)) هذه في المستقبل فيما ياتي من زمن بعد ذلك، (وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (5)) هذه في الماضي يعني لم يحصل ذلك ولن يحصل. وبعضهم عَكَس المعنى وبعضهم قال الأولى في الآلهة والثانية في العبادة يعني لا أعبد آلهتكم ولا أعبد كعبادتكم والمقصود من هذا كله تأكيد هذا الأمر وبيان أنه لا التقاء بين الإيمان والكفر لأنهم كما أنهم لا يؤمنون بالله ولا يوحدونه فكيف نرضى أن نلتقي معهم في شركهم نسأل الله العافية والسلامة. وبهذه المناسبة تحضرني قصة جميلة حصلت للمسلمين في القرون الأولى يقال إن يهودياً كان في بغداد يطوف على المساجد يقول يا أيها الناس هل تؤمنون بموسى؟ فيقول الناس نعم، نؤمن بموسى، فيقول حسناً، هل تؤمنون بعيسى؟ فيقول الناس نعم نؤمن بعيسى، فيقول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير