ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Sep 2009, 10:29 ص]ـ
الحلقة 24
د. الربيعة: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله سلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. حياكم الله في جلسة من جلساتنا المباركة في برنامجنا لنحيا بالقرآن ومع سورة كريمة من سور هذا القرآن العظيم ومن قصار سوره، وهي سورة الكافرون. يقول الله سبحانه وتعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ?1? لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ?2? وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ?3? وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ?4? وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ?5? لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ?6?). لو تأملنا في هذه السورة في تسميتها بالكافرون ونداء الله عز وجل هنا للنبي صلى الله عليه وسلم (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ?1? لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) فإننا نلحظ ظاهراً أن هذه السورة تتحدث في موقفنا من الكافرين
د. الخضيري: ومن معبوداتهم
د. الربيعة: والمفاصلة التامة بيننا وبينهم
د. الخضيري: وأنهما لا يلتقيان مهما طال الزمن وتغيرت الوسائل وتعددت الخطان لا يمكن أن يلتقيا
د. الربيعة: إذن هذه السورة كما ذكر ابن القيم رحمه الله هي في البراءة من الكافرين ومن دينهم وعباداتهم.
د. الخضيري: ولذلك يسميها العلماء سورة الإخلاص بمعنى أنها أخلصت العبادة لله جلا وعلا فلا أحد يُعبد إلا الله سبحانه وتعالى. ولعل هذا هو السر في أننا أمرنا بقراءتها في مواطن متعددة هي وسورة الصمد وهما سورتا الإخلاص، تقرآن في ركعتي نافلة الفجر وتقرآن في الركعتين بعد المغرب وتقرآن في آخر صلاة يصليها الإنسان في ليلته في ركعتي الوتر وفي ركعتي الطواف وتقرأ عند النوم وتقرأ سورة الصمد عند النوم. هذا يدلنا على أنها سورة من سور التوحيد العظيمة.
د. الربيعة: بمعنى أن الإنسان حينما يكررها ويقرأها في بداية يومه وفي نهاية يومه وفي بدء ليله ليجدد التوحيد والإخلاص
د. الخضيري: ونحن بحاجة لئن نجدد التوحيد ونجدد الإخلاص في قلوبنا وفي نفوسنا وفي حياتنا ولهذا نوجه رسالة لا تظن أنك بإيمانك الأول قد انتهى كل شيء وبتوحيدك الأول قد انتهى كل شيء أنت بحاجة لئن تجدد التوحيد في كل يوم. نلاحظ المؤذن يرفع الأذان كل يوم لا يسبح الله ويحمده إنما يؤكد على معنى التوحيد فيقول (الله أكبر الله أكبر، اشهد أن لا إله إلا الله ثم يختم بلا إله إلا الله) تجديداً للتوحيد وتأكيداً له لأننا بحاجة لئن نجدد التوحيد.
د. الربيعة: قد يتساءل المستمع في الفرق بين سورة الكافرون وسورة الصمد في سر اجتماعهما والفرق بينهما في كونهما سورتي الإخلاص
د. الخضيري: الذي يظهر والله أعلم أن سورة الكافرون هي في توحيد العبادة لله عز وجل يعني التوحيد العملي لله، يعني عملك لا يكون إلا لله، صومك، صلاتك، استغاثتك، خضوعك، ذلك، إخباتك، حجك، صدقتك، برك، إحسانك، كله لله عز وجل.
د. الربيعة: يعني إخلاص العبادة لله عز وجل.
د. الخضيري: أما سورة الصمد فهي سورة الإخلاص بمعنى أنها هي خالصة في ذكر الله عز وجل لا يشارك الله عز وجل أحد فيها فهي وحّدت الله في ألوهيته وفي ربوبيته وفي أسمائه وصفاته. في سورة الكافرون هي في الإخلاص العملي وسورة الصمد في العلمي الاعتقادي. فأنت أيها المسلم عندما تؤمن بسورة الصمد وتصدق فيها فإنك قد أسلمت حقاً لله ولم تشرك مع الله أحداً سواه ولذلك نلاحظ أن الشارع جعل قراءتها بثلث القرآن (وهذا سيأتي الحديث عنه)
د. الربيعة: هذا يدعوننا ونحن في هذا الوقت الذي تقاربت به أمم أهل الأرض وتداخل أهل الديانات بعضهم مع بعض أننا بحاجة أعظم الحاجة اليوم في تحقيق هذه السورة.
د. الخضيري: نعم هذا صحيح، لأنه نجد هناك من يدعون إلى وحدة الأديان ويقولون اليهودية والنصرانية والإسلام كلها أديان سماوية فلماذا لا نوحّد بينها؟ ولماذا لا نجمع بينها؟ فنقول كيف تجمع بين التوحيد والشرك؟! واحد يقول الله ثلاثة وواحد يقول الله واحد، هل يمكن أن يلتقيا؟! لا يمكن. لأنهم قد اختلفوا في أصل الدين. الآن لم يختلفوا في الصلاة هل هي الثانية عشر أو الواحدة، لم يختلفوا في الصوم هل هو في شعبان أو رمضان، لا، ولم يختلفوا في الحج هو هو في ذي القعدة أو في محرم، لكنهم اختلفوا في ما هو أعظم من ذلك هل محمد رسول أو ليس برسول؟.
¥