تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الربيعة: هنا وقفة أشرت إليه في قوله (نصر الله) النصر ليس على كل حال أن يكون الإنسان يُفتح له في البلاد، النصر هو لثبات على الدين والقوة والرسوخ كما مثلت في نصر إخواننا في غزة. لقد نُصروا وإن لم يفتح لهم في بلادهم لكننا نسال الله أن يُتبع الله لهم هذا النصر فتحاً فيمكنهم في الأرض وبإذن الله سيكون لهم ذلك إن ثبتوا على نصر الله ودينه. في قوله (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) هذا وعد من الله بأن هذا الدين سيدخله الناس.

د. الخضيري: وهذا رآه الناس فيما قبل ورأينا شيئاً منه

د. الربيعة: ورآه النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفتح وفي عام الوفود.

د. الخضيري: في عام الوفود بعد الفتح بعام جاءت وفود من كل مكان فدخلت في دين الله أفواجاً. ونحن اليوم نرى شيئاً من ذلك، في قارة أفريقيا يدخل الناس في دين الله أفواجاً والله ليسوا بالمئات ولا بالآلآف بل بعشرات الآلآف قرى بأكملها عن بكرة أبيها تدخل في دين الله عز وجل مذعنة طائعة.

د. الربيعة: بل في الدول العظمى التي تواجه الإسلام تجد من المسلمين كثير. لعلنا نختم السورة بختامها (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)

د. الخضيري: ينبغي أن نقابل كل نعمة بأن نُكثر من عبادة الله وذكره. وذكر الله هو أجلّ العبادات. فإذا فتح الله عز وجل علينا وآتانا من فضله فعلينا أن نشطر نعمة الله سبحانه وتعالى وأن نسبح بحمد الله وأن نستغفره. قد تقول لماذا الاستغفار وقد أنعم الله علينا؟ لماذا الاستغفار وقد قمنا بنصر الله؟ فأقول لا يمكن للإنسان أن يقوم بعبادة الله على وجه الكمال والتمام فلا بد أن نقصِّر نحن بشر لا بد أن نخطيء نحن بشر، ولا بد أن يجري على أعمالنا شيء من الشوائب نحن بشر ولذلك نستغفر الله عز وجل. أُنظر إلينا أول ما ننتهي من صلاتنا نستغفر الله لأنك في صلاتك قد تخطيء، قد تسهو، قد تغفل، قد تقصر في الخشوع فإنك تستغفر الله لأنك ما عبدت الله عز وجل حق عبادته.

د. الربيعة: وهناك معنى آخر وهو أن الاستغفار يقطع على الإنسان وساوس الشيطان بالبطر والإعجاب بهذا العمل بعد تمامه فإن هذا من أعظم مداخل الشيطان يصطاد بها الإنسان يُظهر له العُجب وأنك فعلت وفعلت فيُبطل أجره. فهذا الاستغفار يجعلك تستحضر قصورك وافتقارك وأن هذا العمل ليس في حق الله لم يكن في حق الله في شيء فحق الله عظيم، هذا عمل يسير فيما آتاك الله تعالى. ختام السورة عظيم فتسبيح لله عز وجل هو تمجيد يوم أن مجّدك الله ومجّد دينك تمجّده وتسبحه. والحمد هو الوصف الكامل لله عز وجل فتسبحه وتحمده (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ) فهذا من الشكر يوم أن كمّل الله تعالى لك الدين فاجعل هذا في الثناء على الله عز وجل ثم بعد ذلك في الاستغفار فالجمع بينهما له مناسبة ظاهرة. ثم في ختام السورة (إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) هذا المعنى يعطينا فسحة من ربنا والله تعالى يمد يديه إلينا فيقول (إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) إنه يدعونا أن نتوب وأن نستغفر وأن نرجع إليه

د. الخضيري: وهو توّاب كثير التوبة على عباده.

د. الربيعة: ما أعظم هذا الختام! وما أعظم أن نكون من أهله وأن نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم الذي كان يتأوّل هذه السورة فكان يُكثر في آخر حياته من الاستغفار والتسبيح لله عز وجل كما قالت عائشة رضي الله عنها

د. الخضيري: كان يُكثر أن يقول في سجوده وفي ركوعه سبحانك الله وبحمد اللهم اغفر لي.

د. الربيعة: ختاماً هذه السورة العظيمة التي تعطينا معنى النصر والوعد من ربنا بالنصر وتعطينا الوعد من ربنا بالفتح وتعطينا من ربنا لهذه الأمة أن هذه الأمة أمة سيكثرها الله تعالى بالدخول في دين الله عز وجل فما علينا إلا أن نقوم بحق هذا الدين بالنصر، حق هذا الدين أن نكون من أنصاره وأن ننصر الله عز وجل بعبادته وطاعته والدفاع عن دينه والبذل في سبيله علنا أن نحوز وأن نكون من أهل نصر الله عز وجل. فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنحنا نصره المبين وفتحه الكريم وأن يقر أعيننا بفتح ونصر للإسلام والمسلمين. بهذا نختم هذا اللقاء ونسأل الله عز وجل لنا ولكم التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Sep 2009, 11:09 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير