القمر إستعيذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب. فقد يقول قائل النبي صلى الله عليه وسلم اشار إلى القمر فهل هذا يتعارض مع صدّرتم به الآية أنه الليل؟ نقول لا تعارض
د. الربيعة: هو هنا تعوذ فأنت تتعوذ بالله من شر هذ الليل ثم المعنى الآخر القمر أنه هو موضع الإضاءة وموضع النور والضياء والكشف فلعلك تستعيذ برب هذا القمر الذي يضيء أن يكشف لك هذه الظلمة وما فيها من الشرور ويزيلها عنك. هذا معنى لعله ظاهر في هذا.
د. الخضيري: أنا لا أعرف هذا المعنى ولعله إن شاء الله يكون مقبولاً أو شيئاً مما يتسع له صدر المفسِّر. لكن ذكر العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى القمر وأراد به أنه آية الليل لأن القمر يظهر في الليل، فالآية اشرات إلى الليل والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر علامة الليل وهو ظهور القمر والله أعلم ..
د. الربيعة: بعد ذلك يقول الله سبحانه وتعالى (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)
د. الخضيري: قبل ذلك بقي أمر مهم نحن دائماً نحاول أن نربط الآيات بالواقع فنقول هذا الليل يمكن أن يستعمل بالخير ويمكن أن يستعمل في الشر فهو آية من ىيات الله وعلينا أن نستعمله في الخير وأن لا نتخذه مطيّة إلى الأعمال السيئة، هذا أولاً. ثانياً أن نتقي الشر والأشرار في هذا الليل فنكفّ أبناءنا ونمنعهم من السهر ونحرص على أن نجتمع بهم في أول الليل ثم نطمئن أنهم أخلدوا للراحة والنوم ولا نسمح لهم بالخروج إلا في حدود الحاجة والضرورة ولا نتيح لأبنائنا أن يعبثوا بالأمن ويذهبوا للأسواق ويسيئوا بالأمن ونحن في فروشنا فيؤذوا عباد الله ونكون قد تحملنا وزرهم.
د. الربيعة: في الحقيقة في الليل يجتمع شياطين الإنس والجن فيكون سبباً في الفساد المركّب. بعد ذلك يقول عز وجل في الشر الذي يستعيذ الإنسان منه (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)
د. الخضيري: المقصود بها السحر بغض النظر هل النفاثات هم السواحر أو الأنفس السواحر، المقصود بأن السحر شرّه عظيم وخطره بالغ ولأنه شيء غير مشاهد ولا يمكن أن يحترز منه فجعله الله مما يستعاذ منه في هذه السورة.
د. الربيعة: وهذا أمر ظاهر في الناس بسبب ما يكون بينهم من الشحناء والبغضاء وما يوغره الشيطان في صدورهم من العداوة فهذا السحر من أسباب إظهار الشر بينهم وهو واضح ظاهر في وقتنا الحاضر نسأل الله العافية. كم نسمع من السواحر والسحرات الذين انتشر شرهم فيستعيذ الإنسان بالله من شر هذا السحر وأهله. والتعبير بالنفّاثات هل هو دلالة على الساحرات أو الأرواح والأنفس السواحر؟ أقول تعبيره بالنفث للإستعاذة من شر هذا الساحر في وقت سحره ونفثه وهو اجتماع الأرواح الشريرة وقت فعل هذا الساحر لهذا السحر فينبغي للإنسان أن يستحضر هذا المعنى وأقول أن من أعظم ما يدفع شر الساحر والسحرة عنه أن يمتثل أمر الله عز وجل ويستعيذ بالله عز وجل من شرهم فيقرأ هذه السورة. هذه السورة من أعظم العلاج لدفع هذا السحر وهذا الشر العظيم.
د. الخضيري: ونقول ايضاً أنه متى علمت أخي المشاهد بساحر أو ساحرة يمارس هذا السحر فعليك أن تقوم بواجبك بإبلاغ السلطات والجهات المعنية عن هؤلاء لأنهم مفسدون في الأرض. وليسوا مفسدين فقط بل كفار والعياذ بالله لأن الساحر لا يتمكن من السحر حتى يخضع للجن ويعبدهم من دون الله، بل إننا وجدناهم ورأيناهم بالصور وهم والعياذ بالله يطأون على المصاحف ويبولون عليها ويتغوطون والعياذ بالله عليها ويضعونها في دورات المياه إرضاء لجنّهم وشياطينهم حتى يسخروا لهم ما يريدون أن يفعلوه بالناس. فالسحر بوابة الكفر لا يمكن للإنسان أن يكون ساحراً حتى يكفر بالله عز وجل. إذن نحن نقول متى علمتم بساحر أو علمتم بساحرة فاجتهدوا أن تكافحوهم وأن تقلعوا هذا الشر والفساد من أرض الله. وحدّ الساحر كما ورد في الحديث ضربة بالسيف فيجب أن يُستأصل هؤلاء الأشرار من الأرض.
د. الربيعة: ما أرحم الله تعالى بنا عندما أمرنا بالتعوذ من هذا الشر العظيم. الشر الذي أمرنا الله بالإستعاذة منه هو الحسد والعين (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)
¥