وإذا بصرت به بصرت بسيد ... وإذا تكلمه تكشف عن صبِ
أنا من ضميري ساكن في معقلٍ ... أنا من خلالي سائر في موكبي
إني إذا نزل البلاء بصاحبي ... دافعت عنه بناجذي وبمخلبي
وشددت ساعده الضعيف بساعدي ... وسترت منكبه العريّ بمنكبي
فإذا رآني ذو الغباوة دونه ... فكما ترى في الماء ظل كوكبِ
المقدم: والله حركتني وذكرتني بمعن ابن أوس له مقطوعة في هذه المعاني وهذه السياقات المؤثرة يقول:
لعمرك ما أهويت كفي لريبة ... ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
ولست بماش ما حييت لمنكر ... من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي
ولا مؤثرا نفسي على ذي قرابة ... و أوثر ضيفي ما أقام على أهلي
الضيف: أيضاً من القصائد الطريفة الجميلة، هي قصيدة لشاعر مغمور لا يعرفه كثيرٌ من الناس، له اسم السر در، يقول:
أبينا أن نطيعكم أبينا ... فلا تهدوا نصيحتكم إلينا
ركبنا في الهوى خطرا فإما ... لنا ما قد ركبنا أو علينا
فما تسائلكم عن كل صبٍّ ... فإن لكم على العشاق دينا
نسائل عن ثمامات بحذوى ... وبان الرمل يعلم من عنينا
ولو أني أنادي يا سليمى ... لقالوا ما عنيت سوى لبينا
ألا لله طيفٌ منك يسقي ... بكاسات الكرى زوراً ومينا
مطيته طوال الدهر جفني ... فكيف شكى إليك وجىً وأينا؟
فأمسينا كأنا ما افترقنا ... وأصبحنا كأنا ما التقينا
المقدم: يا سلام يا دكتور عبدالرحمن ما هذا الجمال الحقيقة .. دعنا ننتقل يا دكتور عبدالرحمن إلى الفقرة من يجيز؟ ..
فاصل:
" من يجيز "
المقدم: أهلاً بكم هذه فقرتنا دكتور عبدالرحمن من يجيز فيها تحريك للذهن والقلم وجاءتنا الحقيقة ردود جميلة، قبل أن ندخل فيها نستعرض صدر البيت الذي نزل في المنتدى ثم نأخذ المشاركات التي وصلتنا فإلى صدر البيت ..
فاصل:
"من يجيز"
ودع الصبر محبٌ ودعك
المقدم: دكتور عبدالرحمن قبل أن نبدأ في المشاركات التي أتحفونا به الإخوان، أنا وعدت المشاهدين المرة الماضية، لما أتت هذه قلت ما أبغَ أغشش الشعراء، ولكني وعدتهم أن أقول لهم هذه المقطوعة، إن صحّ أن يقال عنه شعر، هناك شعر يقطر عذوبة فهذه المقطوعة أن تقطر وهي لابن زيدون .. يقول:
ودع الصبر محب ودعّك ... ذائع من سره ما استودعك
يقرع السن على أن لم يكن ... زاد في تلك الخطا إذ شيعّك
يا أخا البدر سناءً وسنا ... حفظ الله زمانا أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم ... بت أشكو قصر الليل معك
الضيف: ... الشريف عبدالله من جازان يقول:
ودع الصبر محب ودعك ... وجفاه النوم لما شيعك
المقدم: دخيل الحربي هنا يقول:
ودعَ الصبرَ محبٌ ودعكْ ... لم يذق طعم الهوى إلا معك
الضيف: أسارير الدموع تقول أو يقول:
ودعَ الصبرَ محبٌ ودعكْ ... وبكى بالليل حتى أسمعك
المقدم: يقول الحطيئة:
ودعَ الصبرَ محبٌ ودعكْ ... لن يواسي بعد نأي أدمعك
الضيف: فارس الآمال يقول:
ودعَ الصبرَ محبٌ ودعكْ ... هائم القلب يناجي مرتعك
المقدم: أبو الأشبال وما أدراك ما أبو الأشبال يقول:
ودعَ الصبرَ محبٌ ودعكْ ... أيها الحب أعرني أدمعك
فاصل:
"من يجيز "
قف بالمنازل إن شجتك ربوعها
المقدم: أهلا بكم من جديد دكتور عبدالرحمن، نعود إلى لوحتك مرة أخرى ..
الضيف: الله يحفظك يا أبو سندس الحقيقة، كل فقرة أحسن من الثاني ما شاء الله عليكم، يعني تدربون الناس تدريب على اشتعال القريحة، (ذكرني هذا ودعَ الصبرَ محبٌ ودعكْ) بقصيدتكم التي سمعتها في الحلقة الماضية أو التي قبلها .. !!
نعم أنت فاتنة إنما ... أرى عزة النفس لي أفتنا
إذا كان عندك سحر الجمال ... فسحر الرجولة عندي أنا
كأني سمعتكم تقولون: أنه للهمشري، وأنا الذي أعرفه أنه لصالح جودة، شاعر رائع جداً ومغمور، دعني أسمعك أبيات من أبياته سافر إلى قرطاجة في تونس عام 1392هـ قال قصيدة جميلة يقول:
فدّيت ذات الأعين الخضر ... حسناءُ قرطاجية الكبر
لمّا تزل من عهد أندلس ... في صوتها ترنيمةٌ تسري
وتمر بالمالوف شاديةً ... فتزيدني سكراً على سكرِ
مرت بحلق الواد تسألني ... من أين أنت؟ فقلت من مصر
قالت: وكيف النيل؟ قلت ... لها رغم الحوادث لم يزل يجري
متحملاً لجراح عزته ... متدرعاً بالصمت والصبر
¥