تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهكذا كان يصنع رحمه الله إذا عنّ له إشكال في المسألة وما أجدرك يا طالب العلم أن تصنع مثل هذا الصنيع كلما أشكلت عليك مسالة فاصنع مثل صنيع الإمام الشنقيطي هذا واعكف على المراجع والكتب وابحث وأسال حتى تنكشف لك المسألة فإن المسألة العلمية إذا تعبت في تحصيلها فإنها لاتكاد تذهب عن ذهنك بعد ذلك.

وكان الشيخ رحمه الله حاد الذكاء مفرط الحفظ وكان ذا حافظة نادرة واعية و همة عالية، فسخّر كل ذلك في تحفيظ أو في حفظ القران وفي حفظ التفسير وفي حفظ كتب العلم.

وأذكر حادثة له رحمه الله وقد ذكرها في بداية تفسيره هذا وذكر أن من الأشياء التي دفعته إلى طلب العلم أبيات من الشعر حفظها رحمه الله لأحد أدباء شنقيط ولذلك عندما ذكر تدبر القرآن رحمه الله وذكر إعراض الناس عن تدبر القران واستشهد بقول الشافعي رحمه الله فهذا زاهد في قرب هذا وهذا فيه أزهد منه فيه.

قال رحمه الله:

وإياك يا أخي ثم إياك أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه ولاكثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعوا إليه واعلم أن العاقل الكيس الحكيم لايكترث بانتقاد المجانين واسمعوا قول الأديب الكبير محمد بن حنبل الشنقيطي الحسني رحمه الله عندما قال:

لا تسوء بالعلم ظناً يا فتىإن سوء الظن بالعلم عطب.

لا يزهدك أحد في العلم أن, غمر الجهال أرباب الأدب.

إن تر العالم نضوا مرملا صفر كف لم يساعده سبب

وترى الجاهل فد حاز الغنى محرز المأمول من كل أرب

قد تجوع الأسد في أجامها والذئاب الغبش تعتام القتب

جرع النفس على تحصيله مضض المرين ذل وسغب

لا يهاب الشوك قطاف الجنى وإبار النحل مشتار الضرب

وهذه الأبيات تجدونها في كتاب الوسيط في تراجم أدباء الشنقيط للشاعر وهي طويلة.

فانظر إلى هذه الأبيات التي حفزت الإمام الشنقيطي إلى طلب العلم في بداية الطلب، وكانت بإذن الله سبحانه وتعالى فاتحة لخير كثير، قد ذكرها في بداية تفسيره ثم قال رحمه الله في مقدمة التفسير

قال أما بعد:فإن لما عرفنا إعراب أكثر المتسمين باسم المسلمين اليوم ونبذهم له وراء ظهورهم وعدم رغبتهم في وعده وعدم خوفهم من وعيده، علمنا ان ذلك مما يعين على من أعطاه الله علماً بكتابه أن يجعل همته في خدمته من بيان معانيه وإظهار محاسنه وإزالة الإشكال عما أشكل منه وبيان أحكامه والدعوة إلى العمل به وترك كل مايخالفه واعلم أن السنة كلها تندرج في آية واحدة من بحره الزاخر وهي قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ? وَاتَّقُوا اللَّهَ ? إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر

ومن أهم المقاصد في ذلك هذا الكتاب المبارك الذي هذه ترجمته.

واعلم أن من أهم المقصود بتأليفه أمران:

يقول رحمه الله من أهم المقاصد التي قصدتها من تأليف كتابي من أضواء البيان في إيضاح القران بالقران مقصدين:

المقصد الأول: بيان القران بالقران تفسير القران بالقران لإجماع العلماء على أن اشرف أنواع التفسير وأجلها هو تفسير كتاب الله بكتاب الله، إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله جل وعلا من الله جل وعلا وقد التزمنا أن لانبين القران إلا بقراءة سبعية أي إلا بقراءة من القراءات السبع المتواترة سواء كانت قراءة أخرى في الآية المبينة نفسها أو آية أخرى غيرها، ولانعتمد على البيان بالقراءات الشاذة وربما ذكرنا القراءة الشاذة استشهادا للبيان بالقراءة السبعية.

المقصد الثاني: من تصنيفه للتفسير بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة بالفتح في هذا الكتاب فإننا نبين مافيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك ونرجح ماظهر لنا أنه الراجح في الدليل من غير تعصب لمذهب معين ولا لقول قائل معين لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله.

إذاً الإمام الشنقيطي في كتابه أضواء البيان قصد مقصدين:

المقصد الأول: تفسير القران بالقران وهذا الكتاب يعتبر من أجود وأفضل الكتب التي عنيت بتفسير القران بالقران، وهذا المنهج في التفسير هو أجود المناهج في التفسير وقد عني فيه من المتقدمين كما تقدم معنا العلامة إسماعيل بن عمر بن كثير في كتابه تفسير القران العظيم فابن كثير رحمه الله عني عناية كبيرة بتفسير القران بالقران وقد سبق أن عرضنا هذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير