المقصد الثاني: الذي قصده الشنقيطي هو تفسير آيات الأحكام وبيان الأحكام الفقهية التي اشتملت عليها الآيات التي يبينها في تفسيره ولذلك توقف عند بعض الآيات الأحكام في القران الكريم فيطيل في تفسيره ولذلك لما جاء ذكر آيات الحج أطال في تفسيرها جدا وبين فيها أقوال العلماء والفقهاء وأجاد فيها أيمّا إجادة.
وقال: وقد تضمن هذا الكتاب أموراً زائدة على ذلك يعني على بيان القران بالقران وعلى بيان آيات الأحكام قال:وقد تضمن هذا الكتاب أموراً زائدة على ذلك كتحقيق بعض المسائل اللغوية وما يحتاج إليه من صرف ومن إعراب والاستشهاد بشعر العرب وتحقيق ما يحتاج إليه فيه من المسائل الأصولية والكلام على أسانيد الأحاديث كما ستراه إن شاء الله.
بدأ كتابه في المقدمة بذكر أنواع بيان القران للقران فجاء فيه بكلام نفيس جداً انصح طالب العلم بقراءته والتفقه فيه ارجع إلى هذه المقدمة لهذا الكتاب واقرأ أنواع القران الكريم بالقران كما ذكر الإمام الشنقيطي وذكر مقدمة أيضاً في تعريف الإجمال والبيان.
واذكر مثالا من هذا البيان يقول رحمه الله أن مثال من أنواع البيان أن يكون بيان الإجمال الواقع بسبب الاشتراك تكون اللفظة مشتركة واللفظة المشتركة عند العلماء هي اللفظة الواحدة التي تدل على أكثر من معاني فكيف نختار المعنى المناسب منها كما قال هنا قال:ومثال الإجمال بسبب الاشتراك في فعل قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) مامعنى َعسْعَسَعَسْعَسَ هنا مشتركة تدل على أقبل وتدل على أدبر قال فإنه مشترك بين إقبال الليل وإدباره وقد جاءت آية تؤيد أن معناه في الآية أدبر وهي قوله تعالى وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) فيكون معنى عسْعَسَ في الآية بمعنى أدبر يطابق معنى آية المدثر هذه كما ترى ... الخ ماذكر في هذه المقدمة الرائعة جداُ جداً.
ثم بدأ بعد ذلك في تفسيره فتكلم عن سورة الفاتحة ثم تكلم بعد ذلك عن سورة البقرة وهكذا فسر الآيات التي وجد لها تفسيراً في القران الكريم.
وهذه مسألة أيها الإخوة أريد أن أنبه إليها نحن نقول دائما تفسير القران بالقران هو أفضل أنواع التفسير لاشك في ذلك لكن تفسير القران بالقران هو يدخل تحت باب التفسير بالرأي. كيف؟
هناك تفسير القران بالقران نوعان:
النوع الأول تفسير القران للقران وهذا ملزم كما في قوله سبحانه وتعالى: وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) ثم قال:النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) هذا تفسير للقران بالقران فنقول تفسير القران للقران ملزم. وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) وقال الله سبحانه وتعالى إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) م فسر معنى هَلُوعًا قال إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20)
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21).ولذلك قال عمر بن الخطاب لو لم يخبرنا الله مامعنى الهلوع ماعرفناه.
فهذا تفسير القران للقران.
أما تفسير القران بالقران فهو أن تأتي آية ثم يجتهد مجتهد سواء كان هذا المجتهد هو النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابي أو تابعي أو عالم من العلماء فيربط فيفسر آية بآية كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الصحابة وقالوا الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَ?ئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) فشق هذا على الصحابة قالوا أينّا لايظلم نفسه فهذه آية في سورة الأنعام.
النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال لهم قال: ليس الذي تعنون الم تسمعوا قول العبد الصالح ويقصد لقمان عليه السلام يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ? إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم في سورة الأنعام بالشرك في سورة لقمان، هذا تفسير للقران بالقران باجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يعتبر من التفسير النبوي لان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي فسره.
يأتي عبد الله بن عباس بعد ذلك فيفسر مثلاً قول الله تعالى أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ? وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ? أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)
¥