تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من منهجية مقاتل بن سليمان أن روايته للأحاديث والآثار كما تقدم معنا غير موثوق بها عند أهل الحديث لأنه يحذف الأسانيد ولذلك اختلط المقبول من الروايات في تفسيره بالمردود فهو يروي أحاديث هي في الصحيحين ومن الأحاديث المشهورة المعروفة بالصحة ولكنه يروي أحاديث معروفة بالوضع والاختلاق، غير أن هذه اختلطت بهذه فتحتاج إلى تخريج وتحتاج إلى تمييز ويحتاج القارئ في تفسير مقاتل أن يكون على حذر منها.

أيضا أورد مقاتل بن سليمان روايات إسرائيلية في تفسيره في مواضع متفرقة من قصص الأنبياء والأمم السابقة وهو في الحقيقة ليس بدعا في صنيعه هذا بين المفسرين، وقد تقدم معنا أن المفسرين من الصحابة ومن التابعين وممن بعدهم كانوا يذكرون الإسرائيليات في كتب التفسير، وقد تقدم معنا أن لإيراد الإسرائيليات ضوابط معروفة عند المفسرين فلا ضير في ذلك.

يعتبر تفسير مقاتل بن سليمان الذي بين أيدينا أول تفسير كامل للقران الكريم يصل إلينا حيث كان من سبقه من المفسرين يفسرون بعض آيات من القران الكريم ولا يشملون جميع آيات القران الكريم، ويعدّ تفسير مقاتل هو أول تفسير كامل للقران الكريم وصل إلينا ثم جاء بعده من ذكرنا وهو تفسير يحيى بن سلام ثم جاء بعده بقية المفسرين.

كان مقاتل بن سليمان يعنّى بذكر مقاصد القران الكريم وبيانها وله في ذلك كلام جيد في كثير من السور.

أيضاً من مميزات تفسير مقاتل بن سليمان سهولة عبارته ووضوحها فكأنه على تقدم زمانه كان هذا التفسير من التفسيرات المعاصرة المختصرة لسهولة عبارته ووضوحها فهو يصلح مع أهميته لطلب العلم المتقدمين والمتخصصين لتقدم لمؤلفه وإمامته في باب التفسير إلا انه أيضاً يصلح لعامة الناس لأنهم يقرؤون فيه كلاما واضحاً سهلاً وعبارة واضحة دون الدخول في الخلافيات والتعقيدات في خلافات العلماء.

فهو أشبه ما يكون بالمختصرات في زمانهم.

أيضاً شخصية مقاتل بن سليمان ظاهرة في هذا التفسير فهو ينقد ويرد ويبين ضعف بعض الأقوال وتميز بعض الأقوال ويختار فيها ويرجح.

أيضاً من الملاحظ في تفسير مقاتل بن سليمان المطبوع أن الراوي للتفسير يتدخل في صلب التفسير أحيانا فيضيف أشياء ليست من تفسير مقاتل بن سيلمان، وقد ذكر راوي التفسير الهذيل بن حبيب بعض الآثار المتعلقة بالقران وتفسيره من طريق مقاتل ومن طريق غيره ومن ذلك ما ورد في قوله حدثنا عبيد الله قال وحدثني أبي عن الهذيل عن صيّفي بن سالم عن عبيد عن الحسن في قوله: أَكَادُ أُخْفِيهَا (15)

قال أخفيها من نفسي قال هذيل: ولم اسمع مقاتلا يعني لم اسمع هذا التفسير من مقاتل مع انه أورد هذا القول في تفسير مقاتل.

وأيضا قد تجد بعض الأقوال في تفسير مقاتل منسوبة إلى أبي العباس ثعلب أو غيره من النحويين مع أن أبي العباس متأخر وقد ولد بعد موت مقاتل بن سليمان بدهور ولذلك قال أبو محمد قال أبو العباس ثعلب قال الفراء وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) الأنبياء

فهذا أيضاً من تدخل رواة هذا التفسير فيما بعد

أيضاً قلة الأحاديث والآثار في تفسير مقاتل، نحن قلنا أنه غير موثوق به في رواية الأحاديث والآثار إلا أنه على هذا مقل جداً من ذكر الأحاديث والآثار ولذلك يعتبر هذا مما يعزي من يعلم أن مقاتل كان ضعيفا في الرواية نقول له: الآيات والتفسير قليلة فلا عليك.

أيضاً من مميزات هذا التفسير كما تقدم أنه تفسير كامل للقران الكريم ففسر فيه القران الكريم آية آية ولذلك يذكرون في بعض تراجمه أنه لمّا رأى الضحاك بن مزاحم تفسير مقاتل عابه بأنه فسر القران آية آية.

طبعاً إذا سلمنا بأنه قد صنف تفسيره في حياة الضحاك بن مزاحم لكن يقولون أنه عاب عليه أنه فسر القران آية آية وكأن منهج المفسرون في ذلك الوقت أنهم يفسرون ما يشكل أو ما يستغرب من آيات القران الكريم دون سائر آيات القران الكريم لأنها ظاهرة وواضحة كما في صنيع أبي عبيدة معمر بن المثنى وأصحاب كتب المعاني ومجاهد بن جبر من قبلهم.

مبهمات القران الكريم عني بها مقاتل بن سليمان أيضاً بكتابه التفسير فكان يعنى ببيان المبهمات مثل قوله سبحانه وتعالى في سورة طه:

إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى? أُمِّكَ مَا يُوحَى? (38)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير