تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

طبعاً تفسير مقاتل عنوانه التفسير الكبير يسمونه التفسير الكبير وإن كان قد اشتهر بأنه تفسير مقاتل بن سليمان في هذا الاسم

منهج مقاتل في تفسيره:

أولاً: جمع فيه مقتل بين الرواية والدراية فهو ينقل تفاسير السلف من الصحابة والتابعين ويضيف إليها رأيه وقوله أيضاً، وقد ذكر في مقدمة تفسيره من روى عنه التفسير من الصحابة وقد سردهم سرداً دون بيان لمّا أخذه عن كل واحد بمفرده، ولذلك عيبت عليه هذه الطريقة وانتقد في منهجه هذا.

قال راوي تفسيره أبو صالح الهذيل بن حبيب وهو يروي تفسير مقاتل عن مقاتل بن سليمان قال مقاتل بن سليمان عن ثلاثين رجلاً منهم 12 عشر رجلا من التابعين منهم من زاد على صاحبه الحرف ومنهم من وافق صاحبه في التفسير، فمن الإثني عشر عطاء بن أبي رباح وهو من التابعين وهو من تلامذة بن عباس والضحاك بن مزاحم ونافع مولى بن عمر وبن شهاب الزهري ومحمد بن سيرين وبن أبي مليكة وشهر بن حوشب وعكرمة وعطية العوفي والكوفي والشعبي ومحمد بن علي بن الحسين بن علي ومن بعد هؤلاء قتادة بن دعامة السدوسي ونظراؤه حتى ألفت هذا الكتاب.

قال عبد الخالق بن حسن وهو من رواة تفسير مقاتل بن سليمان: وجدت على ظهر كتاب عبيد الله بن ثابت عن أبيه تمام الثلاثين الذين أخذ عنهم سوى من سمينا قتادة بن دعامة وسليمان بن مهران الأعمش وحماد بن أبي سليمان وإسماعيل بن أبي خالد وابن طاووس اليماني وعبد الكريم وعبد القدوس صاحبي الحسن وأبو روق وابن أبي نجيح وليث بن سليم وأيوب وعمر بن دينار والى أن ذكر سفيان الثوري.

ثم قال أبو محمد قال أبي فقلت لأبي صالح لمّ كتب عن سفيان؟ وتقدم معنا أن سفيان ممن أخذ عن مقاتل قال وهو اكبر منه فقال: لأن مقاتل عمّر فكتب عن الصغار و الكبار فقال أبو محمد قال أبي: قال أبو صالح: بذلك اخبرني مقاتل.

وفي قول أبي محمد هنا أو في قول أبي صالح أن مقاتل قد عمّر دليل على أنه قد عاش عمراً طويلاً، فإذا كان توفي سنة 150 من الهجرة باتفاق المؤرخين الذين ترجموا له فنحن قد قلنا ولد سنة 75 تقدير ا فيكون عمره عندما توفي 75 عاما، وإلا فالمعمر في الحقيقة منه من عاش إلى 80 و85 و90 فربما يكون قد ولد في سنة 60 من الهجرة أو سنة 65 من الهجرة حتى يصدق فيه أنه قد عمر رحمه الله تعالى.

ويظهر من أسماء هؤلاء الذين روى عنهم مقاتل بن سليمان أنه قد أخذ عن بعضهم التفسير وقد اخذ عن بعضهم الحديث وربما روى عن بعضهم أحاديث في التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذا من مميزات تفسير مقاتل بن سليمان انه جمع فيه بين الرواية والدراية.

أيضاً من مميزات تفسيره و منهجه فيه أنه فسر فيه القران بالقران وهذه الميزة في تفسير مقاتل بن سليمان من أظهر ما يكون، فقد عنيّ عناية بالغة بتفسير القران بالقران، وأنا أقول لو بحث باحث من الباحثين تفسير القران بالقران عند مقاتل بن سليمان لكان بحثاً ضافيا ولا أعلم أحد كتب في هذا الموضوع مع أهميته ومع تقدم مقاتل بن سليمان.

ونحن نقول أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأن بن كثير من المتأخرين كما تقدم معنا في تفسيره عند ما عرضناه، وقلنا أن من أهم مميزات تفسير بن كثير انه فسر القران بالقران وعني به على قلة احتفال المتقدم به لكن عندما تراجع تفسير مقاتل بن سليمان وتقرا فيه تجد أنه من أكثر العلماء عناية بتفسير القران بالقران مع تقدمه فدراسة هذا الموضوع فيه من أهم ما يكون.

أيضاً من مميزات تفسير مقاتل بن سليمان انه بيّن فيه كليات ألفاظ القران الكريم وقد أحصى الدكتور عبد الله محمود شحاته له في تفسيره عدد الكليات التي فسرها ورتبها على الحروف فمقاتل بن سليمان كلما مر بلفظة هي من الكليات القرآنية فانه ينص على أن هذه اللفظة من الكليات وأن كل كلمة ترد بهذه المعنى فهي بمعنى كذا وكذا وله كتابه المعروف الأشباه والنظائر قد تتبع فيه أيضاً هذه المسالة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير