عنوان تفسيره "" روح المعاني في تفسير القران العظيم والسبع المثاني "" والذي سماه بهذا الاسم ليس مؤلفه وإنما بعد أن أتم المؤلف تصنيف الكتاب تحيّر في تسمية هذا الكتاب فذهب إلى رئيس الوزراء في زمانه علي رضا باشا وتحدث في العنوان المناسب لهذا التفسير فسماه علي رضا باشا مباشرة روح المعاني في تفسير القران العظيم والسبع المثاني فاستحسن الألوسي هذه التسمية ومعنى هذا أن التسمية بهذا الاسم جاءت بعد الانتهاء من التأليف وأنه ليس المؤلف هو الذي سماه ولكنه ارتضى هذا الاسم والمقصود بالسبع المثاني في أقوال كثير من العلماء الفاتحة وان كان الألوسي أيضاً يرى أن التسمية السبع الطوال من القران الكريم بالسبع المثاني قول له وجهته أيضا وهذا العنوان مأخوذ من قوله تعالى في سورة الحجر "" وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) ""
مؤلف هذا التفسير هو شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي البغدادي والألوسي نسبة إلى ألوس وهي قرية على نهر الفرات وهي موطن أجداده وعلماء هذه الأسرة كثيرون , الألوسيون في بغداد أسرة كبيرة وعلماؤها كثيرون فمؤلف التفسير محمود بن عبد الله عالم وابنه وحفيده من العلماء الكبار ولذلك يقال للمفسر الذي معنا في هذه الحلقة يقال له ""الألوسي الكبير ""
ولد محمود الألوسي رحمه الله في بغداد سنة 1217 من الهجرة وتوفي بها سنة 1270 من الهجرة رحمه الله رحمة واسعة ودفن بالكرخ من ضواحي مدينة بغداد مدينة السلام ردها الله وكفاها شر الأعداء.
وقد عاش الألوسي رحمه الله 53 سنة فقط وهي على قصرها حافلة بالعلم والتحقيق والتألف.
سبب تأليفه لهذا التفسير الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة أن شاء الله هي رؤيا رآها وتذكرون أنا قلنا في ترجمة الإمام الطبري رحمه الله أن والده قد رأى رؤيا في صغره لما أولها له المعبرون قال له إن ابنك يذب عن سنة النبي ويكون عالم من العلماء فعنيّ بابنه منذ ذلك الوقت.
الإمام الألوسي رحمه الله رأى رؤيا أيضاً قال انه رآها في إحدى ليالي الجمعة من شهر رجب عام 1252 للهجرة يقول أنه رأى أن الله أمره بطي السموات والأرض ورتق فتقهما على الطول والعرض فرفع يداً إلى السماء وخفض أخرى إلى مستقر الماء ثم انتبه من نومته تجدون هذا في مقدمة تفسيره.
تطلّب الألوسي تفسيراً لهذه الرؤيا فوجد في كتاب من كتب تعبير الرؤى أن تأويلها أنه يصنف تفسيراً للقران وكان من قبل رؤيته لهذه الرؤيا يحدث نفسه بتصنيف كتاب في التفسير فلما رأى هذه الرؤيا وقرأ تأويلها عقد العزم وتوكل على الله وشرع في تصنيف الكتاب.
متى بدأتصنيفه لهذا الكتاب؟؟
قلنا أنه رأى رؤيا في ليلة من ليالي الجعة في منتصف شهر رجب بدأ في تأليف الكتاب يوم 16//8//1252 أي بعد هذه الرؤيا بما يقارب الشهر أو أقل وهذا دليل على علو همة الإمام الألوسي و مبادرته إلى جلائل الأعمال وعدم تسويفه وهو درس لطالب العلم الجاد أن لا يؤجل أعماله العلمية وقراءته وبحثه فان للزمان قواطع وصوارف تنسي وتصرف رحم الله أبا الحسن التهامي عندما قال:
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا ***** أنْ تُسترد فإنهن عوار
وكان عمر الألوسي عندما بدأ بتصنيف تفسيره 34 سنة وكان الخليفة العثماني محمود خان بن السلطان عبد الحميد خان هو الخليفة في ذلك الوقت فبعد أن انتهى الألوسي من تصنيفه سافر إلى الأستان عاصمة الخلافة العثمانية واهده إلى الخليفة العثماني ويذكرون انه لم يستطع أن يصل إليه فلقي المفتي.
الألوسي محمود كان عالماً كبيراً وكان إمام عصره في العراق فقهاً وعلماً وأدباً انكب على الدرس والتحصيل منذ نعومة أظفاره على يد والده وهو غير العلامة المصلح و مجدد الإسلام محمود شكري الألوسي المتأخر ولمّا نبغ محمود الألوسي وظهر تضلعه في العلم وشاع خبر نبوغه العلمي في العلوم الإسلامية والعربية نصب نفسه للتدريس وجلس في مجلس التدريس فتوافد عليه طلبة العلم من أنحاء العراق ومن خارجه ولذلك انتهت إليه رئاسة الفقه والإفتاء في عهده في العراق فتقلد منصب الإفتاء على المذهب الحنفي لتميزه وتمكنه من العلم وقد كتب الإمام الألوسي كثيراً من الكتب كتب في أنواع كثيرة وكتب في الرحلة وكتب في المقامة وكتب في مختلف الأبحاث الأدبية والكلامية وانكب على التفسير بعد
¥