الاهتمام به منذ صباه وولعه به بالإسهام فيه منذ وقت مبكر ثم بعد الرؤيا التي رآها شرع في تفسير كتابه هذا روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني.
ويعدّ محمود الألوسي من المفسرين المتأخرين في القرن الثالث عشر الهجري وهذا التأخر الزمني مكنّه من الإطلاع الواسع والتعمق الكبير على تراث المتقدمين من العلماء في التفسير وفي علوم القران فتهيأ له أن يستوعب آراء المتقدمين ويقطف ثمار الاجتهادات والآراء السديدة ويوازن ويستقي منها الأقوى والأصح في كل باب من أبواب تلك العلوم وقد كتب مقدمة بديعة لتفسيره سوف يأتي الحديث عنها.
ولذلك يقول الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله في كتابه تفسير المفسرون عندما جاء الحديث عن هذا الكتاب قال: "" إن هذا التفسير والحق يقال قد افرغ فيه مؤلفه وسعه وبذل مجهوده حتى أخرجه للناس كتاباً جامعاً لآراء السلف رواية ودراية مشتملاً على أقوال العلماء بكل أمانة وعناية فهو جامع لخلاصة كل ما سبقه من التفاسير "" انتهى كلام الذهبي
كتب الإمام الألوسي مقدمة حافلة لكتابه في التفسير وأطال فيها اشتملت هذه المقدمة على الثناء على علم التفسير وجدارته بان تصرف إليه عناية طالب العلم ثم ذكر سبب تأليفه للتفسير وتسميته وزمن بدء التصنيف وذكر الرؤيا التي تقدم الحديث عنها.
ثم أتبع ذلك بمقدمات سماها فوائد وهي سبع فوائد:
الفائدة الأولى: تكلم فيها عن معنى التفسير والتأويل وبيان الحاجة إلى هذا العلم وشرفه.
الفائدة الثانية: ذكر فيها ما يحتاجه المفسر أو ما يحتاجه التفسير ومعنى التفسير بالرأي ثم تكلم عن مسألة مهمة وهي حكم كلام السادة الصوفية في القرآن.
الفائدة الثالثة: تكلم فيها عن أسماء القران الكريم ذكر فيها أن أسماء القران كلها التي ذكرها العلماء ترجع إلى اسمين هما القرآن والفرقان وأطال في ذلك من كلام من كلام أهل التصوف لا طائل من وراءه.
الفائدة الرابعة: تكلم فيها في تحقيق أن القران كلام الله غير مخلوق وقد تحدث فيه بحديث مفصل زعم انه لم يسبق إليه في تحقيق هذه المسالة العلمية وشنع فيه على أئمة السنة في كلام لا طائل من وراءه وفيه عجب ما كان لمثل الإمام الألوسي أن يذكره ولكن والله اعلم ثورة الشباب فهو قد صنفه وهو في الثلاثينات من عمره رحمه الله عليه.
الفائدة الخامسة: في بيان معنى الأحرف السبعة التي نزل بها القران الكريم.
الفائدة السادسة: في جمع القران وترتيبه
الفائدة السابعة: في بيان وجه إعجاز القران الكريم وهو والوجه الذي رأى هو أن إعجاز القران الكريم يكمن فيه قال بلاغته ونظمه وإخباره بالغيب وموافقته للعقل ودقة معانيه وقد يظهر هذا كله في آية واحدة وقد يظهر بعضها ويختفي بعضها وهكذا
ثم بدأ بعد ذلك بعد أن أنهى هذه المقدمة وهذه الفوائد السبع بدا في تفسير سورة الفاتحة فأطال جدا في تفسيرها وفي تفسير البسملة.
منهجه في التفسير:
بصفة عامة منهج الألوسي في التفسير هو المنهج الجامع الشامل لكل مناحي التفسير من لغة وبيان ورواية ودراية وتأويل وتفسير واستعراض للآراء المختلفة في التفسير والتعقيب عليها بالتفنيد أو القبول أو الترجيح والموازنة فيجد فيه القارئ طلبه في العلوم القرآنية كلها من قراءات وأحكام وإعجاز وتأويل وقصص وتاريخ وكونيات ونقول من مختلف التفاسير
فإن نقل عن أبي السعود العمادي مثلاً نقل منه باسم شيخ الإسلام قال شيخ الإسلام إذا قال الألوسي به روح المعاني قال شيخ الإسلام فهو يعني أبا السعود العماري صاحب كتاب إرشاد العقل السليم وإذا نقل عن البيضاوي من تفسير أنوار التنزيل قال قال القاضي وإذا نقل عن الرازي من كتابه مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير قال قال الإمام أما بقية العلماء فهو يذكرهم بأسمائهم.
¥