تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مرحباً بكم أيها الأخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في برنامجكم الأسبوعي أهل التفسير.

كنت ذكرت لكم في إحدى حلقات هذا البرنامج أننا لانتقيد بزمان نسير عليه في هذه التراجم، وإنما نتنقل بين العصور الإسلامية فنختار من المفسرين من هو من المؤلفين الذين لهم مؤلفات ولهم كتب مطبوعة حتى يكون انتفاعك أيها الأخ المشاهد الكريم على وجهه،عندما نتكلم عن كتاب مطبوع تجده في المكتبات وتشتريه وتقرأه وتعرف منهجه.

وكنت ذكرت لكم في ترجمة قَتادة ابن دعِامة السدوسي رحمه الله المفسر التابعي الكبير، ذكرت لكم أن أبا عبيدة معمر ابن المثنى، ذكر أنه ماكان يوم يمر عليهم في البصرة إلا ويرون قادماً يقدم من جهة بلاد الشام من جهة خلفاء بني أمية يسأل عن بيت من الشعر أو يسأل عن يوم من أيام العرب ثم يعود إلى الشام.

وأريد أن أتحدث في هذه الحلقة عن أبي عبيدة معمر ابن المثنى ذلك العالم الذي نقل لنا هذه أو هذا الخبر.

معمر ابن المثنى التيمي البصري عالم كبير من علماء التفسير ومن علماء اللغة، وقد كان له صولة وجولة في العلم،وصنف مصنفات كثيرة زادت عن المائتين مصنف، واختلف فيه المترجمون وفي ترجمته ولذلك فانك لاتكاد تجد في كتب التراجم عن أبي عبيدة إلا النذر اليسير من أحداث حياته، ومن تفاصيلها غير أن الذي دعاني إلى الحديث عنه وفي هذه الحلقة وهو كتابه مجاز القرآن هذا الكتاب العمدة التي اعتمد عليه من جاء بعده من المفسرين، والذين كتبوا في غريب القران أيضاً.

وقد ذكر أبو عبيدة في أوله كلاماً قال فيه رحمه الله ((إنما أنزل القران بلسان عربي مبين وتصّداق ذلك في آية من القرآن وفي آية أخرى ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ (4))) إبراهيم

فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسألوا عن معانيه لأنهم كانوا عرب الألسن فاستغنوا بعلمهم به عن المسألة عن معانيه)).

وأما فيه مما في كلام العرب مثله من الوجوه والتلخيص، وفي القران مثل مافي كلام العرب من وجوه الإعراب ومن الغريب ومعانيه.

هذا الكلام يقوله أبو عبيدة في المقدمة الثانية من كتابه مجاز القرآن.

أبو عبيدة ولد تقريبا سنة 110 وبعض الروايات تنقل هذا عنه انه توفي في السنة أو أنه ولد في السنة التي توفي فيها الحسن البصري رحمه الله تعالى سنة 110 وتوفي أبو عبيدة سنة 211، فقد عاش أبو عبيدة مايقارب المائة من السنوات، وهذا عمر طويل أتاح لأبو عبيدة أن يطلب العلم،وأن ينهل منه وأن يصنف المصنفات الكثيرة،وأن يدرك الكثير من العلماء من التابعين ومن بعدهم.

أبو عبيدة رحمه الله صنف كتابه (مجاز القران) الذي نريد أن نتحدث عنه تقريبا سنة 188 من الهجرة، وقد ذكر أهل التراجم في سبب تأليفه لهذا الكتاب الذي معنا في هذه الحلقة وهو مجاز القران، ذكروا قصة طريفة وهي أنه قدم إلى بغداد وهو من أهل البصرة قدم إلى بغداد على الفضل ابن ربيع، فدار حديث في مجلس الفضل عن قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ((طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات)) وهي شجرة الزقوم قال ((طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)))) فقال سائل لأبي عبيدة ياأبي عبيدة إن العرب تشبِّه الشيء المجهول بالشيء المعلوم حتى يتضح الشيء المجهول، فكيف يشبّه الله هنا شيئا مجهولاً بشيء مجهول؟ يقول عن شجرة الزقوم التي طعام أهل النار والعياذ بالله ((طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65))) ونحن لم نرى الشيطان ولم نعرف كيف هو رأسه

فقال أبو عبيدة في جوابه على هذا السؤال أن العرب قد استقر في كلامها أن الشيطان قبيح المنظر وكذلك الغول، فأصبحت تشبه به كل شيء قبيح فتقول هذا وجهه قبيح كوجه الشيطان وهذا رأسه قبيح كرأس الشيطان،ثم استشهد له ببيت من قصيدة امرئ القيس اللامية المشهورة التي تكاد تتفوق على المعلقة في جودتها وفي جمالها وهي التي يقول في مطلعها:

ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي

وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ

ثم ذكر الشاهد الذي يستشهد به فقال:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير