تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. فاضل: هذا أمر آخر. إذن في الأعراف والمؤمنون (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ)، في هود (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)، في الشعراء (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) وفي التقرير النهائي (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) نوح) جمع ما جاء في الأعراف والمؤمنون وهود والشعراء

المقدم: وكأنه يختصر الرسالة التي جاء من أجلها كلها بجميع أركانها

د. فاضل: بهذا المقترح. في الأعراف والمؤمنون (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ) وفي سورة نوح (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ)، في هود (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) وفي سورة نوح أيضاً (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)، في الشعراء (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) وفي نوح (وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ) فجمع ما تفرق وما قيل في كل القصص جمعها في هذا التقرير النهائي. ليس فقط هذا بل جمع بين القول الصريح و (أن) المفسِّرة (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3)) يعني جيمع بين القول الصريح و (أن)

المقدم: (أن اعبدوا) أن والفعل مصدر مأوّل

د. فاضل: أو مفسِّرة وهذا أيضاً ما تفرق في الأعراف والمؤمنون وهود والشعراء. في الأعراف والمؤمنون (فَقَالَ يَا قَوْمِ) قول، في الشعراء (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106)) قول، في هود (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ) (أن) المفسرة، في التقرير النهائي جمع القول الصريح والمأوّل (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) نوح) كما جمع كل ما ذكر في السور الآن جمع كل الصورة التعبيرية ولم يجمع بينهما في موطن آخر وإنما فقط في التقرير النهائي.

المقدم: في سورة نوح فقط، وكأنها تنذر بشيء

د. فاضل: تقرير نهائي. ثم ذكر موقف قومه منه أنهم عصوه (قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)) ثم ذكر أنهم مكروا مكرا كبارا (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)) ثم ذكر عاقبتهم في الدنيا والآخرة، تقرير جامع (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا (25)) هذا في الدنيا (فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا) هذا في الآخرة، إذن التقرير جامع والعقوبة كانت جامعة في الدنيا والآخرة (فَأُدْخِلُوا نَارًا).

المقدم: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا) في الدنيا (فَأُدْخِلُوا نَارًا) في الآخرة

د. فاضل: هذا التقرير الجامع

المقدم: إذن لم يكتف بذكر حالهم في الدنيا فقط وإنما امتد للآخرة

د. فاضل: هذا تقرير جامع. وافق ربنا على هذا الطلب

المقدم: هذا شيء مخيف، هذا التقرير شيء مخيف، أن يحاط بهم العذاب في الدنيا ويبشرون بهذا العذاب الذي ينتظرهم في الآخرة!

د. فاضل: (فَأُدْخِلُوا نَارًا)

المقدم: (ادخلوا) بصيغة الماضي ولم يقل يدخلون

د. فاضل: ربنا وافق على طلب نوح، نوح اقترح مقترحاً وربنا وافق على المقترح وبيّن سبب الإجابة،

المقدم: هو قال (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26))

د. فاضل: وربنا وافق. وبيّن سبب الإجابة، لماذا أجابه؟ ربنا لماذا قَبِل بالمقترح؟ قال (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا (25)) وافق على الطلب بسبب الخطيئات، لاحظ التقرير العجيب: صورة الحدث كله، الصورة النهائية لكل تاريخ الدعوة وذيّل بمقترح (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) وعلل سبب المقترح (إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)) ثم قال (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (28)) لعلي أكون قد قصّرت.

المقدم: هو ما نسي نفسه وأهله ومن آمن معه، دعا على الكفار ودعا للمؤمنين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير