د. فاضل: لعلي قد قصرت في هذا العمل، هذا ما عملته، عذا التقرير. ربنا وافق وبيّن سبب (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ) ثم ختم التقرير بطلب المغفرة والدعاء لأوسع مجموعة لم يذكر مثلها في القرآن الكريم (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (28)) أوسع دعاء لم يرد مثله في القرآن
المقدم: هذا على العموم والإطلاق؟
د. فاضل: على العموم والإطلاق أوسع دعاء في أوسع دعاء جامع، في أوسع تقرير. سورة نوح عجيبة! ..
المقدم: هذه القصة فعلاً عجيبة، كل القرآن حلو لكن هذه القصة لها أثر خاص بالفعل. هذا التقرير النهائي يوحي أن الموقف بالنسبة لهم قد انتهى، اقتربت نهايتهم تماماً
د. فاضل: أصلاً لم يرد لهم ذكر فيما بعد هذه السورة. لم يرد لهم ذكر في القرآن بعد هذه السورة.
المقدم: لِمَ هذا التقرير الذي رفعه سيدنا نوح بعد هذا التجوال والتطواف في عشر سور تقريباً ولم يصنعه كثير من الأنبياء؟ وهذا الاقتراح الذي اقترحه (رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا)؟ لماذا قال سيدنا نوح هذا؟
د. فاضل: لأن قول نوح للبشرية وأما قول الباقين فلأقوامهم
المقدم: سيدنا نوح كان للبشرية ولم يكن لقومه؟
د. فاضل: ولذلك قال (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) الصافات)
المقدم: إذن ليس كل الذين آمنوا به؟
د. فاضل: أولئك عاشوا أعمارهم وماتوا لم يبق لهم عقد، البشرية الآن كلها أولاد نوح أبو البشرية الثاني
المقدم: حتى من كان معه قضوا من أعمارهم ما قضوا وانتهوا ولم يبق إلا سيدنا نوح وذريته فقط؟ يعني نحن ابناء سيدنا نوح فقط؟ كل من على الأرض الآن؟
د. فاضل: كلهم من أبناء نوح. إذن المسألة تختلف. لا يمكن أن تكون مجموعة صغيرة مثل الذي يقدم هذا التقرير، هذا تقرير للبشرية.
المقدم: ومن لحق به الطوفان وقتها غرق وانتهى وينتظره يوم القيامة عذاب النار. لكن ابنه الذي مات (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) هود) انتهى أيضاً (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ (46) هود) وكأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يرسي قواعد في الأرض من أهلك هو من يتبع دعوتك وليس الجنس والأقرب. لكن في قوله تبارك وتعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ (25) هود)
د. فاضل: الآن انتهينا منها ونأتي إلى ما ذكر في سورة هود. استعرضنا سريعاً ما ورد والآن نأتي إلى سورة هود.
المقدم: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ) نسأل عن الواو هنا ما هي هذه الواو مع أنه ليس قبلها قصة؟
د. فاضل: هذه ابتدائية. ابتدأ بها (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا). ذكرنا الغريب أنه عندما ذكرت أول مرة قال (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ (59) الأعراف) وكل الباقي بعدها عندما يذكر أرسلنا جاءت كلها بالواو (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا) كلها بالواو إلا إذا كل القصص الموجودة ليس فيها واو كما في الشعراء والقمر والباقي كلها بالواو وإن لم تكن هناك معطوفة على كلام.
المقدم: إسمها ابتدائية. (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (25) هود) لماذا جاءت إني بالكسر؟
د. فاضل: على إضمار القول بمعنى فقال إني لكم نذير مبين، على إضمار القول، على تقدير فقال إني لكم نذير مبين
المقدم: من الكلام الذي قاله (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ (26) هود)
د. فاضل: هذا ليس مما قاله، هذه مصدرية.
المقدم: نقف على (أن) ما هذه (أن)؟
د. فاضل: هذه أمر آخر، ليست مما قاله. (أن) هنا تحتمل أن تكون مصدرية أو أن تكون مفسِّرة، تفسيرية. (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ) يحتمل مصدر أن يكون معلقاً بأرسلنا
المقدم: (ألا) هي عبارة عن (أن) مع (لا)
د. فاضل: يعني أرسلناه بـ (ألا تعبدوا إلا الله)
المقدم: وكأن (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ) هذه الرسالة التي أرسل بها
د. فاضل: ليس مما قاله، بما أرسله ربنا؟
المقدم: (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) هذا قوله، لكن (ألا تعبدوا)؟
¥