د. فاضل: لا، ليس للكل. يوم عظيم أو يوم كبير أو يوم محيط لم ترد في القرآت إلا في العذاب ولم ترد في الدخول إلى الجنة، لماذا؟ لأن هذا اليوم عظيم يشمل جميع الخلق ويوم القيامة يشمل الجميع (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) الإنسان) الذي قال هذا مؤمنون، هذا عام لجميع الخلق، الجنة ليست لعموم الخلق هذا أشمل، يوم القيامة شامل محيط للجميع عام للجميع لكن الجنة ليست للجميع وإنما مخصصة ولذلك لا تجد في القرآن يوم عظيم أو يوم محيط في الجنة أبداً وإنما فقط في سياق العذاب
المقدم: أما الجنة فهي مخصصى لمن فاز فيها، اللهم اجعلنا منهم. وتقولون العربية سهلة؟!
د. فاضل: العربية سهلة القواعد العامة للنطق سهلة
المقدم: لكن ما تفضلت به من ملاحظات تحتاج إلى علم وفير
د. فاضل: هذا أمر آخر ليس للكلام، ليس لصحة الكلام وإنما لفهم النصوص الأدبية العالية، هذا أمر آخر
المقدم: تحليل النصوص وتحليل المضمون
د. فاضل: هذا أمر آخر.
المقدم: هنا رد الملأ من قوم نوح (فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) هود) الردود من هذا الملأ كيف تقيّمها في ميزان البلاغة والبيان؟
د. فاضل: هؤلاء الملأ ذكروا أموراً تدعوهم إلى الشك.
المقدم: من هم الملأ؟
د. فاضل: أشراف القوم.
المقدم: يعني البطانة؟
د. فاضل: البطانة، هم أشراف القوم. هؤلاء الملأ ذكرواً أموراً تدعوهم إلى الشك
المقدم: ما هي؟
د. فاضل: أولاً قالوا (مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا) فلما أُثرت بهذا الفضل؟
المقدم: هذه مشكلة المشاكل كل الأقوام تكذب بهذا!
د. فاضل: صح، قسم يرون أنه لو أراد الله أن ينزل رسولاً لأنزل ملائكة (وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً (24) المؤمنون) إذن الشبهة الأولى
المقدم: إذن عدم إيمانهم به لشبهة في نفوسهم أنه بشر
د. فاضل: ذكروا شبهات، أمور أولها أنه بشر. ثم من الذين اتبعوك؟ أراذل القوم
المقدم: من هم أراذل القوم؟
د. فاضل: ضعفاء، ليس لهم قيمة في المجتمع، ليسوا أشراف القوم، كيف يرى هؤلاء الأراذل ما لا يراه الأشراف؟!
المقدم: الأشراف ترى كل شيء وتفهم كل شيء؟!
د. فاضل: أصحاب منطق وحجة،
المقدم: هل هذا قياس فاسد؟
د. فاضل: طبعاً. حتى لو كان هؤلاء لا ينبغي أن يجالسوهم
المقدم: هم من الأساس يأخذون موقفاً منهم
د. فاضل: نعم. هؤلاء الذين هم أراذل القوم اتبعوك بادي الرأي يعني من دون تفكير، من دون روية، هم أراذل ومن دون تفكير ما فكروا في الأمر، هم أراذل ومن دون تفكير
المقدم: وكأنهم يسلبونهم الحكمة والمنطق والخطاب
د. فاضل: ربنا يقول (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ (4) المنافقون) أصحاب منطق
المقدم: وهم خشب مسندة مناظر أجسام ولسان
د. فاضل: لكن لا منطق ولا شيء
المقدم: إذن لا ننخدع فيما يقال دائماً ولو من كبار الناس. إذن الأمر يحتاج إلى منطق. لكن معيار الإيمان هل يشتمل كبار الناس أم صغار الناس أم أراذل الناس أم بادي الرأي
د. فاضل: الإيمان عام للكل هم لا يريدون أن يفهموا هذه المسألة
المقدم: كان قبل نوح أنبياء وكان قبله رسل؟ وأناس صالحين؟
د. فاضل: كان قبله أناس صالحين لكن هو أول رسول يبلِّغ. ما ذكر لنا القرآن قبله رسل، هو أول رسول يبلِّغ
المقدم: لكن كان هناك ناس صالحين على ديانة من قبله قالوا (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) نوح) إذن كان عندهم ما يجعلهم يفهمون الأمور على حقيقتها بروية فلم اتبعوا الشيطان هكذا وأعرضوا وصدوا؟
د. فاضل: عموم الأديان عندما تبدأ تبدأ صافية ثم يدخلها دخن.
المقدم: إذن أنهم بشر والذين اتبعوه أراذل واتبعوه من دون تفكير لكن حكمهم (وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ)
د. فاضل: ليس هناك حصافة عقل ولا منطق ولا حالة اجتماعية ولا كلام
المقدم: (بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ)
¥