تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المقدم: هي مكسورة في المصحف

د. فاضل: قلنا فيها قراءتان متواترتان. إذن لو ذكر القول لوجب الكسر عندما حذف القول الآن جاز الوجهان الفتح والكسر، الكسر على إرادة القول والفتح على إرادة أنه أرسله بذلك.

المقدم: هل هذا توسع أم ماذا؟

د. فاضل: طبعاً توسع، الآن في القراءتين دلنا على ما أرسل به وما بلّغ. لو قال تكون فقط للتبليغ

المقدم: ينصرف الذهن إلى شيء واحد

د. فاضل: فإذن هنا ذكر الأمرين. أما الإعراب إذا كانت (إني) قول تصير مقول القول مفعول به

المقدم: وإذا لم يكن مقول القول؟

د. فاضل: نقدره حرف جر (أرسلنا بألا) تكون على نزع الخافض، إذا كانت مصدرية يكون على نزع الخافض

المقدم: الإعراب أيضاً يختلف. كما تعلمونا دائماً أن الإعراب فرع المعنى يستحيل أن أعرب بدون أن أفهم المعنى والمراد في هذه الآية الكريمة. إذا جاءت الآية هكذا كيف أعربها؟ هل أقول هكذا كما قلت؟ إذا كانت مقدرة على مقول القول

د. فاضل: إذا كانت (إني) بالكسر فهي قطعاً مقول القول وإذا كانت مفتوحة فهي مصدرية أو مفسرة

المقدم: إعراب (ألا تعبدوا إلا الله) هل إعراب (أن) هنا كما تفضلت؟

د. فاضل: نفس الشيء

المقدم: هكذا فهمنا أنه صرح بالقول ولم يصرح به في هود. هل يقول قائل لماذا يصرح هنا ولم يصرح هناك؟ أيهما صواب؟ وأيهما الذي حدث فعلاً؟ صرّح أو لم يصرّح؟

د. فاضل: كلاهما صواب. هو ذهب من نفسه؟

المقدم: لا، أُمِر

د. فاضل: أمر بشيء معين؟

المقدم: نعم

د. فاضل: إذن يأتي بـ (أنّ)

المقدم: يعني إذا ذكر القول يقول إن هذا الكلام الذي أُرسل به وإذا لم يذكر القول يعني أرسل بهذه الرسالة

د. فاضل: أرسلناه بهذه الرسالة بهذا الأمر وهو نفّذ أو لم ينفذ؟

المقدم: نفّذ

د. فاضل: كسر الهمزة.

المقدم: ختمت الآية الكريمة بقوله تبارك وتعالى (إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) هود) الملاحظ أن العذاب يكون أليماً وليس اليوم يكون أليماً، فلِمَ وصف اليوم بأنه أليم والمفروض خارج القرآن كما نفهم أن العذاب أليم وليس اليوم؟

د. فاضل: هذا تعبير مجازي، اليوم لا يكون أليماً وإنما ما يقع فيه من العذاب، نهارك صائم أو ليلك قائم عند العرب هذا موجود ويسمى هذا مجاز عقلي

المقدم: ما معنى مجاز عقلي؟

د. فاضل: عقلاً تفهم أنه لا يمكن، نهارك صائم، كيف يمكن أن يكون نهارك صائم؟! ليلك قائم تعني أن تقوم فيه، (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ (33) سبأ) يمكر في الليل والنهار، هذا مجاز عقلي. يبقى لماذا؟ هذا يدلنا على اتساع الألم وشدته بحيث الوقوع في ذلك اليوم على سبيل الاستغراق، استغراق اليوم، شمول. لو كانت كما قلت "أخاف عليكم عذاباً أليماً" يحتمل أن يكون في وقت من أوقات اليوم

المقدم: وبقية اليوم ليس فيه عذاب

د. فاضل: محتمل لكن إذا قال يوم سيشمل مدار اليوم. إذن عذاب يوم أليم صار اليوم كله عذاب، صار أشمل بخلاف ما لو قال عذاباً أليماً

المقدم: إذن مسألة العذاب والعقاب في القرآن لا بد لها من دراسة. اليوم يفرق لهذه الدرجة في الدلالة؟! عذاب يوم أليم غير عذاب أليم؟! كله فيه عذاب وألم

د. فاضل: ليس فقط في الوقت بل فيمن يقع عليه العذاب. لو لم يذكر اليوم، إذا ذكر اليوم سيكون خاصاً بالمجموع على طوال اليوم، لكن لو لم يذكر اليوم قد يكون مقيداً على فترة معينة أو مقيداً بأشخاص (قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) يوسف) هذا محدد بشخص وهو يوسف. لكن هذا يوم أليم وشامل للمجموع،

المقدم: إذن ليس محدداً بمجموعة أشخاص معينين؟

د. فاضل: أولاً متسع ليس فيه وقت محدد

المقدم: يعني ليس في هذا اليوم الأليم قوم نوح فقط ربما يكون معهم أقوام آخرين

د. فاضل: هكذا عامة

المقدم: كل من تنطبق عليه شروط العذاب يكون في هذا اليوم

د. فاضل: في هذا اليوم

المقدم: ولو قال عذاب أليم ينصرف الذهن إلى مجموعة معينة

د. فاضل: وقد يكون في وقت

المقدم: يعني وقت معين وأناس معينين

د. فاضل: محتمل. اليوم أعم. ولذلك في القرآن لم يصف اليوم بأنه أليم أو عظيم أو محيط إلا في سياق العذاب (عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ (84) هود) لم يرد في الدخول في الجنة يوم محيط.

المقدم: مع أنه هناك نعيم للكل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير