وهناك نقولات عديدة عن كثير من السلف الصالح، تؤكد على التشديد فيما إذا ترك المرء النصوص الشرعية، وعارضها بالرأي أو بتقليد الرجال، ومن هنا فإنه يجب على كل مؤمن أن ينقاد لما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأن يستسلم له، وأن يُذعن له، فلا يعارض النصوص الشرعية بما يسمّى المعقولات، كما يقوله بعض المتكلمين، الّذين يجهلون حقيقة بعض الأمور ثم يزعمون أن العقل يدّل على نفيها.
وكذلك لا يعارض المؤمن النصوص الشرعية بالأقيسة الفاسدة، ولا يعارض النصوص بما يقع في النفس أنه أمر الله كما يفعله بعض المتصوفة، ولا يعارض النصوص الشرعية بما يزعم بعضهم أنه السياسة وإصلاح أحوال العامّة كما يفعله بعض أصحاب الولايات.
فإن أعلى درجات السياسة .. وأعلى ما يصلح أحوال الخلق .. هو اتباع النصوص الشرعية، فإذا ورد عليك دليل شرعي أيها المؤمن فسلّم له، ولا تتهم الدليل ولا تصادمه بعقل ولا بقياس، ولا بسياسة. ومتى عرض لك شيء من ذلك،فأتهم فهمك، ولتعرف بأن السبب منك.
وكذلك يجب على المؤمن .. أن يقدم النصوص الشرعية على أراء الرجال، بحيث لا تخالف يا أيها المؤمن أي نص شرعي لا بباطنك ولا بظاهرك، لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك، لا بفعلك ولا بحالك، قال الله تعالى) ومَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَة ٍإذَا قَضَى اللهُ ورَسُولُهُ أمراً أن يَكُونَ َلهُمُ الخِيَرَةُ مِن أمرِهِم (وقال سبحانه) إنَّمَا كَانَ قَولُ المُؤمِنِينَ إذَا دُعُوا إلى اللهِ ورَسُوُلِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أن يَقُولُوا سَمِعنَا وَأطَعنَا (وقال سبحانه) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أنفُسِهِم حَرَجَاً مِمَّا قَضَيت ويُسَلّمُوا تَسلِيمَا (وقال جلَّ وعلا) اتّبِعُوا مَا أُنزِلَ إليكُم مِن رَبِّكُم ولا َتتبِعُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء قَلِيِلاًَ مَا تَذَكّرُون (وقال جلَّ وعلا) وَقَد آتَينَاكَ مِن لَدُنّا ذِكرَا * مَن أعرَضَ عَنهُ فَإنّهُ يَحمِلُ يَومَ القِيامَةِ وِزرَا* خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُم يَومَ القِيَامَةِ حِملَا (.
إن النصوص الشرعية .. قد احتوت على المعاني العظيمة، والمصالح الكبيرة .. لكن إذا لم يذعن العبد لها فلن يعرف مقدارها، ولن تتضح له معانيها، ولن يفتح الله قلبه لفهم أسرارها، قال تعالى) ومَن أعرَضَ عَن ذِكرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَة ًضَنكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَة ِأعمَى (.
تلى الإمام أحمد قوله سبحانه) فَليَحذَرِ الّذينَ يُخَالِفُونَ عَن أمرِه أن تُصِيبَهُم فِتنَة أو يُصِيبَهُم عَذَابٌ ألِيم (فقال: {أتدري ما الفتنة؟ َ! الفتنة الشرك .. لعلّه إذا رد بعض قوله، أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبه فيهلك}.
إن ترك التسليم للنصوص الشرعية وعدم اعتقاد ما تضمنته:، إنما ينشئ من اتباع الهوى وطاعة الشيطان، وذلك من أسباب الضلال .. اسمع الله تعالى يقول) واتلُوا عَلَيهِم نَبَأَ الّذي آتَينَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلخَ مِنهَا فَأتبَعَهُ الشَيطَان فَكَانَ مِن الغَاوِين وَلَو شِئنَا لَرَفَعنَاهُ بِهَا وَلَكّنَّهُ أخلَدَ إلى الأرضِ وَاتّبعَ هَوَاه فَمَثَلُهُ كَمثَلِ الكَلب إن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أو تَترُكَهُ يَلهَث (وقال الله جلَّ وعلا) وأنِ احكُم بَينَهُم بِمَا أنزَلَ الله ولا تتَبِع أهوَاءَهُم وَاحذَرهُم أن يَفتِنُوكَ عَن بَعض ِمَا أنزَلَ اللهُ إليك فَإن تَوَّلوا فَاعلَم أنّمَا يُريدُ اللهِ أن يُصِيبَهُم بِبعضِ ذُنُوبِهِم وإن كَثِيرَاً مِن النّاسِ لَفَاسِقُون أفَحُكمَ الجَاهِليةِ يَبغُون ومن أحسَنُ مِنَ اللهِ حُكمَا ً لِقَوم يُوقِنُون (وقال سبحانه) ثم ّجَعَلنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِن الأمر فَا اتّبِعهَا ولا تتبَع أهَواءِ الّذينَ لا يَعلمُون (.
صاحب الهوى .. يعميه الهوى و يصمّه، فلا يستحضر ما لله ولا ما لرسوله في الأمر ولا يطلبه أصلا، ولا يرضى لرضا الله ورسوله، ولا يغضب لغضب الله ورسوله، فليس قصده أن يكون الدين كله لله وان تكون كلمة الله هي العليا .. بل قصده الحميّة لنفسه أو طائفته، أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه، أو لغرض من الدنيا، فلم يكن لله غضبه، ولم يكن مجاهداً في سبيل الله. وجميع المعاصي تنشئ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[12 Aug 2010, 09:53 م]ـ
جزاك الله خير أختي سمر، وشكر الله جهدك وسعيك.
ربما أخ ماجد ماتفتح لديك الملفات لأن الدروس التي وضعتهافي المرفقات ملف ward 2007 وربما الذي في جهازك ward2003
ربما هذا السبب، فإن لم تفتح معك الملفات التي جمعتها الأخت سمر مع بعض، فأرجو ابلاغنا لأضع لكم الدروس هنا بدلا من الملفات. أعانكم الله.
وان شاءالله غدا أضع تكملة من السلسة.
¥