ومن فوائد التوكل،أنه من أسباب الرزق، ولذا قال النبي صلّى الله عليه وسلم: {لو أنكم تتوكلون على الله حق التوكل، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا ً وتروحوا بطانا}، وقال: {من نزلت به فاقه، فأنزلها بالله، فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل}.
ومن فوائد التوكل .. راحة البال، وطمأنينة النفس، وهداآت القلب.
الدرس كاملا في المرفقات
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[14 Aug 2010, 12:15 ص]ـ
* نبذة من الدرس (18) *
الخشية
أحمده جلَّ وعلا ونخشاه ... ونصلّي ونسلّم على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلم .. أما بعد ..
فإن من أعمال القلوب الخشية، وهي من أعظم الأعمال أجرا، وأكثرها ثوابا، والخشية أخص من الخوف.
إذ الخشية خوف مقرون بعلم وتعظيم، وقد أمر الله جلَّ وعلا المؤمنين أن لا يخشوا أحدا ًمن الخلق كائناً من كان، وأن لا يخشوا أحداً من دون الله، كما قال سبحانه) اليَومَ يئسَ الّذينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُم فَلا تَخشَوهُم واخشَوَني ِ (، وقال جلَّ وعلا) فَلا تَخشَوا النَّاسَ واخشَوَنِي (،وقال) أتَخشَوَنَهُم فالله ُأحقُّ أن تَخشَوهُ إن كُنتُم مُؤمِنِين (، وقال) والله ُأحقُّ أن تَخشَاه (، وقال سبحانه) الّذينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَ يَخشَونَهُ وَلا يَخشَونَ أحَدَا ً الا الله وَكَفَى بالله ِحَسِيبَا (.
جاء في سنن ابن ماجه أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: {لا يحقر أحدكم نفسه. قالوا: يا رسول الله، كيف يحقر أحدنا نفسه؟! قال: يرى أمراً لله عليه فيه مقال ثم لا يقول فيه، فيقول الله عزّ وجلّ له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا .. فيقول خشية الناس، فيقول الله فإياي كنت أحق أن تخشى.}.
إن الخشية من الله .. هي شأن الأنبياء عليهم السلام، وفي مقدّمتهم نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم الذي قال: {إن الخشية شأن العلماء}، كما قال سبحانه) إنّمَا يَخشَى اللهَ مِن عِبَاده ِالعُلَمَاء (يعني إن الذي يخشى الله حق الخشية هم الّذين عرفوا الله، فعرفوا الله بذاته، وعرفوا شرعه وأمره، والمراد بهذه الآية علماء الشريعة، وقد وصف الله أولي الألباب بأنهم يخشون الله، كما قال سبحانه) والذينَ يَصِلُونَ مَا أمَرَ اللهُ بهِ أن يُوصَل ويَخشَونَ رَبّهُم وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَاب (.
إن الخشية من الله .. شأن الملائكة الذين قال الله عنهم) وَهُم مِن خَشيَتِه ِمُشفِقُون (، الخشية من الله .. شأن أهل التقوى، كما قال سبحانه) وذِكرَى للِمُتقِين الّذينَ يَخشَونَ رَبّهم بالغَيبِ وَهُم مِنَ السّاعَةِ مُشفِقُون (.
ما أعظم أجر أهل الخشية .. أسمع الله تعالى يقول في ذلك) وَمَن يُطِعِ ِاللهَ وَرَسُولَه وَيَخشَىَ الله ويتقهِ فَأولَئكَ هُمُ الفَائِزُون (، ويقول سبحانه) إنَّ الّذِينَ يَخشَوَنَ رَبَّهم بِالغَيبِ لَهم مَغفِرة ٌوأَجرٌ كَبِير (، وقال جل وعلا) جَزَاؤُهُم عِندَ رَبّهِم جَنّاتُ عَدن ٍتَجرِي مِن تَحتِهَا الأنّهَار خَالِدينَ فِيهَا أبَدَا رَضيَ الله ُعَنهُم وَرَضُوا عَنهُ ذَلِكَ لِمَن خَشيَ رَبّه (، وقال سبحانه) وَأُزلِفَت ِالجَنّةُ لِلمُتَّقِينَ غَيرَ بَعِيد* هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكلِّ أَوَّابٍ حَفِيظ * مَن خَشِيَ الرّحمَنَ بِالغيب ِوَجَاءَ بِقَلب ٍمُنيِب* أدخُلُوهَا بِسَلام ذَلِكَ يَومُ الخُلُود* لَهُم مَا يَشَاءُون فِيهَا وَلَدَينَا مَزِيد (، وفي الحديث {عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله}، وفي الحديث الآخر {لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع} ..
ومن أسباب الخشية .. تدبر القرآن، وتأمل معانيه، قال تعالى) مَا أنزَلنَا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقَى* الا تَذكِرَة ًلِمَن يَخشَى (.
من أسباب حصول خشية الله تعالى في القلب .. أن يتأمل المرء، قصص الأمم السابقة التي عذبها الله، وأنزل بها النكال بعد ما كانوا فيه من قوة وعزة، قال تعالى عن فرعون) فَأخَذَه ُالله ُنَكَالَ الآخِرَةِ والأولَى * إنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبرةً لِمَن يَخشَى (.
¥