تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الخاشعون تسهل عليهم الطاعات، كما قال سبحانه) واستَعِينُوا بِالصَّبرِ والصَّلاةِ وَإنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلا عَلَى الخَاشِعِينَ (وذلك لأن الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب للعبد أن يفعل الطاعة، منشرحًا صدره بما يترتب على ذلك من ثواب عظيم.

الخشوع في الصلاة .. سبب لتكثير الأجر الحاصل بها، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيُحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفّارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأتي كبيرة وذلك الدهر كله}، وفي السنن {مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد}.

الخشوع في الصلاة .. حضور قلب المصلي بين يدي الله، مستحضرًا لقربه، فيسكن لذلك قلبه وتسكن حركاته، ويقل التفاته، ويستحضر معاني ما يقوله ويفعله في صلاته، فتنتفي عنه الوساوس ..

التعظيم لأمر الله يكون في الخشوع والتواضع .. وذلك أصل التقوى وأصل الرحمة لعباد الله بالإحسان إليهم، وهذان هما حقيقة الصلاة والزكاة، فإن الصلاة متضمنة للخشوع لله، والعبودية له والتواضع والذل له، وليس كل من صلّى ببدنه يكون قلبه منوّرًا بذكر الله والخشوع وفهم القرءان، وإن كان يثاب على صلاته، ويسقط عنه الفرض في أحكام الدنيا، وكل من خشع قلبه .. خشعت جوارحه.

فيا أيُّهَا المؤمن .. إذا أردت الخشوع، فأسأل الله أن يُعطيك إياه، والتزم بآداب العبادات لتخشع فيها، فإذا قرأت فالتزم بآداب قراءة القرءان، وإذا صليت فالتزم بأحكامها وآدابها، وإذا دعوت فالتزم بآداب الدعاء لتخشع فيه.

ومن أسباب الخشوع .. استحضار العبد أنه بين يدي ربه مع تفكّره في معاني ما يقرأه، مع اجتنابه ما يشغله ..

إذا أردت أن تعرف هل في قلبك خشوع لله؟!! فانظر إلى قلبك عند ذكر الله وسماع آيات القرءان،هل يوجل قلبك لذكر الله وهل يخاف، قال الله تعالى) اللهُ نَزَّلَ أحسَنَ الحَدِيثَ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقشَعِرُّ مِنهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبَّهُم ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَقُلُوبُهُم إلى ذِكرِ اللهِ (، وصوم رمضان يُفرِغ القلب للخشوع لله .. وشهر رمضان موسم للصلاة التي يعظم أجرها ويبقى أثرها بحصول الخشوع فيها .. وشهر رمضان موسم للدعاء الذي يُستجاب للخاشع فيه.

هذا والله أعلم ... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...

تم بحمد الله

****

ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[29 Aug 2010, 12:23 ص]ـ

وبارك فيكم أخينا،

وشكر لكم ...

ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[29 Aug 2010, 01:00 ص]ـ

القائل في كتابه- جل وعلا-: (لئن شكرتم لأزيدنكم)

فهو المتفضل علينا أولاً وآخراً،وأسبغ علينا نعمه.

هاهي السلسلة المباركة من (قلوب الصائمين) قد منّ بها علينا المنّان تفضلاً منه وتكرماً، قد تمت والحمدلله.

أسأل الله العظيم أن ينفع بها، وتكون سببا لصلاح قلوبنا والإقبال علي ربنا- عز وجل- فعبادات القلوب من أجلّ العبادات التي تصلح بصلاحها عبادات الأبدان، والتي قد يغفل العبد لملاحظتها لخفائها، وهي من أعظم أسباب تزكية نفسه.

فهو إن قام وجمع هذه السلسة النافعة وطبعها ووضعها في ملف أو ملزمة يطّلع عليها بين حين وآخر، أو أنه يقوم بتبليغها لغيره أو يهديها لهم، فقد أحسن ونفع، فأننا لانستطيع أن نصف مابها من فوائد ووقفات، كيف وهي وقفات مع عباداتنا مع ربنا.

يسر الله لنا ولكم كل مايحبه ويرضاه.

ونشكر أختنا مشرفة القسم: أختنا الفاضلة/ سمر الأرناؤوط، علي متابعتها، نفع الله بها، وجعله الله في ميزان حسناتها.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Aug 2010, 07:01 ص]ـ

نشكر الله تعالى أولًا الذي منّ على الشيخ الفاضل بهذه الفوائد العظيمة وهذا العلم النافع ونشكر كل من ساهم في تسجيل وتفريغ هذه الحلقات كتب الله أجرهم ورفع قدرهم أجمعين

والشكر موضول لك أختي الكريم سعاد على اهتمامك بالموضوع ونشره على الملتقى لتعم الفائدة منه وإن شاء الله بعد رمضان أقوم بجمع كل هذه الحلقات وأعيد تنسيقها بشكل طيب وأرفعها هنا وإن كان هناك من يوصلها للشيخ حتى يطبعها فعلى الأقل يكون لي مساهمة في هذا الخير العميم إن شاء الله.

جزاك الله خيرا وتقبل منك هذا الجهد وهذه المتابعة اليومية وإن كنا سنفتقد هذه المشاركة بعد أن انتهت الحلقات لأني كنت أنتظرها بفارغ الصبر حتى أقرأها وأرفعها على موقعي وأرسلها لقائمتي البريدية ليستفيدوا منها.

شكر الله لك أختي الكريمة ووفقك دائما للخير ونشر العلم بين الناس

ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[29 Aug 2010, 11:09 ص]ـ

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصّالحات

جزيتم الحسنى وزيادة

ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[30 Aug 2010, 03:48 م]ـ

جزاك الله أختي الكريمة/ سمر، فكرة مباركة جمع تلك الحلقات مع بعضها.

كتب لك أجر هذا العمل، وأعانك ويسر لك.

وأختي الفاضلة/ أم الباري:جزاك الله خير علي متابعتك، وعلي هذا الدعاء المبارك الذي هو منال كل مسلم ومسلمة، وجعلنا من أهله،ووفقنا لتحقيقه فضلاً منه ورحمةً وومنةً، ورزقنا وياكم أجمعين (الحسني وزيادة)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير