تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[هاني درغام]ــــــــ[28 Aug 2010, 05:38 م]ـ

جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم

ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[29 Aug 2010, 12:17 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قلوب الصائمين

رقم (30)

الخشوع

الحمد لله عظيم الشأن .. تخشع القلوب لعظمته .. وتذلّ الجوارح لسطوته .. والصلاة والسلام على رسول الله ..

أما بعد ..

فإن من أعظم عبادات قلوب الصائمين وغيرهم .. الخشوع لله، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: {اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع} ..

الخشوع .. قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن من صفات المؤمنين الخشوع.

الخشوع .. خضوع القلب و طمأنينته وسكونه لله، وانكساره بين يدي الله، ذُلّاً وافتقارا، وإيماناً به وبلقائه.

الخشوع .. معنىً يلتئم من التعظيم والمحبة والذل والانكسار، أجمع العارفون على أن الخشوع محلّه القلب، وثمرته على الجوارح , وهي التي تُظهره.

الخشوع .. اتصاف القلب بالذلّة والاستكانة، والرّهب بين يدي الرب، جاء في حديث ابن عمر في تفسير قوله تعالى) الّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خَاشِعُونَ (قال: [كانوا إذا قاموا في الصلاة .. أقبلوا على صلاتهم، وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم، وعلموا أن الله يُقبِلُ عليهم، فلا يلتفتون يميناً ولا شمالا].

قال الحسن البصري: [كان خشوعهم في قلوبهم، فغضّوا لذلك أبصارهم، وخفضوا لذلك الجناح]، وقال قتادة: [الخشوع في القلب .. هو الخوف وغض البصر في الصلاة].

الخشوع .. هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع، والحامل عليه الخوف من الله تعالى ومراقبته.

ويتضمّن الخشوع معنيين: أحدهما التواضع والذل، والثاني السكون والطمأنينة.

ولذلك فإن الخشوع يستلزم لين القلب المنافي للقسوة، فخشوع القلب يتضمّن عبودية الله، وطمأنينة القلب بالله، ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمّن التواضع والسكون.

الخشوع .. حالة في القلب تنشأ من الخوف والمراقبة، والتذلل لعظمة المولى، ويظهر اثر الخشوع على الجوارح بالسكون والإقبال على الله تعالى، وعدم الالتفات إلى غيره مما يورث البكاء والتضرع.

أثنى الله على الخاشعين في صلواتهم، فقال سبحانه) إنَّ الّذِينَ أوتُوا العِلمَ من قَبلِهِ إذا يُتلَى عَلَيهِم يَخرُّونَ لِلأذقَانِ سُجَّداً% وَيَقُولُونَ سُبحَانَ رَبِّنَا إن كَانَ وَعدُ رَبِّنَا لَمَفعُولا% وَيَخِرُّونَ لِلأذقَانِ يَبكُونَ ويَزِيدُهُم خُشُوعَا (.

قال في السراج الوهاج: [الخشوع في الصلاة لين القلب، وكفُّ الجوارح، فيستحضر المصلي أنه واقف بين يدي ملك الملوك يناجيه، وأنه ربما ردَّ صلاته ولم يقبلها].

الخشوع .. هو روح الصلاة، وبه يتفاوت أجرها كما ثبت في الحديث: {أن الرجل يصلي .. فيكون له من صلاته نصفها، ثلثها، ربعها .... } الحديث، وما ذاك إلا لتفاوت المصلين من جهة الخشوع وحضور القلب، وقطع النظر عن ما سوى الله جلَّ وعلا.

وإذا كانت الجبال تخشع من خشية الله، فكيف بابن آدم؟!!، قال تعالى] لَو أنزَلنَا هَذَا القُرءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأيتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِن خَشيَةِ اللهِ وَتِلكَ الأمثَالُ نضرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ [ ..

الخشوع .. من صفات الأنبياء، كما قال سبحانه] إنَّهُم كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيرَاتِ ويَدعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وكَانُوا لَنَا خَاشِعِين [.

الفلاح والنجاح معلّق على الخشوع في الصلاة .. قال تعالى) قَد أفلَحَ المُؤمِنُون الّذينَ هُم فِي صَلاتِهِم خَاشِعُون (، وقد عدَّ الله الخشوع من صفات اللذين أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيما في قوله) والخَاشِعِينَ والخَاشِعَاتِ (.

أنبياء الله وأولياءه يتصفون بصفة الخشوع، قال تعالى) إنَّهُم كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيرَاتِ وَيَدعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِين. (

عاب الله على أولئك اللذين لا يخشعون .. فقال سبحانه] ألَم يَأنِ لِلَذِينَ ءَامَنُوا أن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللهِ ومَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ ولا يَكُونُوا كَالّذِينَ أوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم وَكَثِيرٌ مِنهُم فَاسِقُونَ (.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير