تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحمد حسن فرحات: هنا الباء الحقيقة نستطيع أن نقول من سياق الكلام {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً .. } مزاجها، يعني مخلوطة بالكافور تمزج بالكافور، الكافور من أين؟ عينا، إذاً عينا بدل من الكافور، إذا في الجنة ما في مكان نروح نشتري منه كافور وإنما هناك عين، هذه العين من يفجرها؟ الأبرار، عينا يفجرونها تفجيرا، طيب إذاً هم يفجرون العين وهم يمزجون الكأس، الكأس هي من الخمر، خمر الجنة تمزج بالكافور، من الذي يمزج؟ الأبرار، إذاً الباء هنا تفيد المزج كما تقول شربت الشاي بالحليب يعني ممزوجا به، إذاً {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً، عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا .. } يعني يشربون الكأس ممزوجة بها { .. يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} لما نقول بهذا المعنى ماذا نضيف إلى المعاني السابقة نضيف أنه إلى متعة الشرب متعة التفجير ومتعة المزج وهذه كلها تزول هذه المتع إذا قلنا بالنيابة بالحروف أو إذا قلنا بتضمين الأفعال. عثمان عثمان: نعم. فضيلة الدكتور هل هناك آيات قد تكون مشكلة عند البعض وعند البعض الآخر تكون غير مشكلة؟

أحمد حسن فرحات: هو ممكن، يعني هذا بيسموه أحيانا المتشابه النسبي، قد يكون بعض العقول عندها من الذكاء ومن الغوص على المعاني القرآنية ما تحل به الإشكال مباشرة، وقد تكون عند البعض الآخر هي إيش؟ مشكلة، لكن في كل الأحوال هذا النوع من الإشكال سواء كان ابتداء أو كان لبعض الناس دون البعض الآخر المقصود منه حفز الذهن لكي يفكر ولكي يتدبر ولكي يبنى من خلال هذه العملية التي هي عملية اجتهادية في الواقع، يعني هناك أحيانا مثلا تقول من فوائد علم الرياضيات أنه بيحفز الذهن بيعمل رياضة عقلية وكذلك العملية الاجتهادية في فهم القرآن هي في الواقع نوع من هذه التربية العقلية الهائلة جدا. عثمان عثمان: دكتور يعني بعد الفاصل تجيبني ما هو المنهج الأسلم في دفع الإشكال عن بعض آيات القرآن الكريم؟ إذاً نعود إليكم مشاهدينا الكرام بعد الفاصل فابقوا معنا. http://www.aljazeera.net/CHANNEL/KEngine/imgs/top-page.gif (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/84D75ED6-F11B-4356-BA0F-2DE1930DB973.htm#)[ فاصل إعلاني]

المنهج الأسلم في دفع الإشكال

عثمان عثمان: أهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة والتي هي بعنوان مشكل القرآن مع فضيلة الدكتور أحمد حسن فرحات أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الإمارات العربية المتحدة سابقا. دكتور المنهج الأسلم في دفع الإشكال عن بعض آيات القرآن الكريم كيف يكون؟

أحمد حسن فرحات: طبعا نحن أشرنا إلى أن تفسير القرآن بالقرآن أمر أساسي في هذا الموضوع، وكثير من الأشياء أحيانا التي نلتمس حلا لها في غير القرآن لا نصل إلى نتيجة، أضرب مثالا على ذلك كلمة الفقير والمسكين، إنما الصدقات {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء .. } [التوبة:60] أيهما أسوأ حالا؟ اختلف فيه الفقهاء، الشافعية قالوا المسكين أحسن حالا لأن الله يقول {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ .. } [الكهف:79] استشهاد بالقرآن، تفسير القرآن بالقرآن، والأحناف قالوا المسكين أحسن حالا من الفقير لأنه قال في الآية الأخرى {أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ} [البلد:16] فليس له إلا التراب، ما عنده شيء، طيب نحن الآن هناك أمام مشكلة أيهما أسوأ حالا، لو رجعنا إلى اللغة العربية وإلى كتب اللغة والمعاجم لن نجد حلا، لو رجعنا إلى الأحاديث ربما نجد روايات متعددة، فلذلك بقيت القضية معلقة ولم تحسم، المنهج هنا الذي نشير إليه، نجمع آيات الفقراء وآيات المساكين وننظر في سياق هذه الآية، ماذا نجد؟ نجد دائما مع المسكين يذكر الإطعام، الحاجة إلى الطعام { .. فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ .. } [المائدة:89]، {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} [الإنسان:8]، {وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الفجر:18] إذاً المسكين هو الذي يحتاج الطعام، شوف من خلال السياق، طيب لو جئنا إلى آيات الفقراء لم يذكر الإطعام مع الفقير إلا في آية واحدة قال { .. وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج:28]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير