وانتشر صِيته في مكة المكرمة صادحاً في أروقة البيت العتيق ....
بصوت صدّاح ما عرف أهل العصر مثله في الجمال والإتقان ..
إنّه ... إمام الحرم المكي والمدني سابقاً والقارئ: علي عبدالله جابر- رحمه الله تعالى رحمةً واسعة-
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[04 Oct 2010, 03:33 م]ـ
وقفات مع سيرة الشيخ القارئ / علي عبدالله جابر إمام الحرم المكي والمدني سابقاً - رحمه الله تعالى رحمةً واسعة-
انتقل والده إلى المدينة ورَغِب أن يكون أبناؤه من طلاب العلم الشرعي فحقق الابن أمنية والده
فنشأ الشيخ منضبطاً، ولم تكن له علاقة مع أقرانه من الأطفال، حيث كان في نشأته لا يلعب مع الأطفال، ولا يخرج خارج البيت وإنَّما من البيت إلى المسجد إلى المدرسة ... ونشأ يتيماً
يقول الشيخ عن نفسه: كنتُ لا أعرف إلا اتِّجاه المسجد النّبوي والمدرسة.
رشَّحه الشيخ عبدالله بن حميد – رحمه الله – للقضاء بعد تخّرّجه من معهد القضاء بامتياز لتفوِّقه لكنَّه اعتذر توُّرعا، وبقي أكثر من عام دون عمل.
بأمرٍ ملكي نزل للحرم وكانت أول إمامته في صلاة التراويح عام 1401، واستفتح بسورة الصَّافات.
وعندها بدأت تلك الليلة التي كانت مفترق الطريق في حياته وحياة من يؤم المسجد الحرام إنّها ليلة الثالث والعشرين من رمضان عام للهجرة1401 حيث صدح صوت جميل في جَنَبات المسجد الحرام فيُرتِّل الآيات ترتيلاً يطير بالقلوب إلى السّماء، ويرتحل بالأفئدة على خوافِق الطيَّر إلى العلياء بعيداً عن دَنَس النُّفوس ووطأة الأرض. فتضَّوعت الألطاف، ولانت القلوب، وهمهمت الشِّفاه بتسبيح الودود، وهم يسألون؟ من هذا الصوت! ومن هذا المُبدعَ! ...
حديث الشيخ القارئ عبدالله بصفر عن الشيخ علي جابر – رحمه الله-: أتَذكر السنَّة التي بدأ فيها كانت رائعة جدّاً، كنَّا نُصلِّي سنويا مع الشيخ محمد السِّبيل حفظه الله والشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله، وكنا نستمتع بالصَّلاة ونفاجأ في يوم يدخل على الخط، سمعنا نحنحة غير النحنحة التي نعرفها وإذا بنا نسمع صوت – ما شاء الله لا قوة إلا بالله يجمع بين الحفظ وجمال الصوت، وإتقان القراءة،عندما يمر بآيات العذاب يرفع الصوت فيخلع القلوب خلعاً، وهذا شيء ليس بغريب حيث أكرمه الله، فكان فلتة من فلتات الزّمان، وأعتقد أنَّ الله عزّوجل أكرمنا به وأكرم هذه البِلاد بهذا الرّجل الذي أحبّه المسلمين في كل مكان.
صلّى في المدينة وكان خلفه الشيخ ابن باز رحمه الله، فقدّم الشيخ ابن باز للإمامة فرفض وقال أنت أحقُّ بالإمامة، فكانت هذه قاعدة َيراها هي الصحيحة لذلك كان يتحرّج من الأئمة حين يُقدِّموه، فيقول لهم بأنَّ الإمام الرَّاتب للمسجد هو أحقُّ بالإمامة من غيره.
.
الشيخ عبدالله بصفر وحديثه عن الشِّيخ: تعرّفنا على الشيخ ووجدنا منه كل خير، رجل عالم، مُتمكِّن في الفقه تمكُّناً كبيراً جِدّاً وكان طُلاَّبه يستفيدون منه فائدة عظيمة، وهذا ليس بغريب لأنَّه أفنى حياته في تخصُّص الفقه والقضاء، فتخصُّص القضاء يكون التَّركيز فيه أكثر، رجل بعيد عن زخارف الدُّنيا وزينتها، وجهته مع الله سبحانه وتعالى ومع القرآن.
أسأل الله عزّوجل أن يكون في عليِّين.
الدكتور صلاح عثمان أحد طُلاّب الشيخ علي جابر رحمه الله: كنتُ طالباً بقسم الدِّراسات الإسلامية، وكان الشيخ يُدَّرس بالقسم فكنت أدرُس عليه فقه العبادات فكان يتميّز الشيخ رحمه الله بالعمق العلمي، ودماثة الخُلق، وكان يتلطّف مع طلابه مع الرزَّانة التي كانت تُجَمِّل الشِّيخ.
وفاته:
في الثاني عشر- من ذي القعدة من عام 1426، ودّع الشيخ الدُّنيا وترك لنا إرثاً كبيراً عظيماً، ودّعها وهو محمول بامتياز كما حمل الامتياز، وسارت الجُموع في جنازته ليُّقدَّم إلى المحراب الذِّي طالما حنّ إليه وبكى فيه وأبكى النّاس منه فصُّلي عليه بإمامة الشيخ صالح آل طالب في المسجد الحرام ودُفِن بالشَّرائع.
وصلّى على الشيخ عند مقبرة الشَّرائع فضيلة الشيخ محمد أيوب يوسف إمام مسجد القبلتين بالمدينة النَّبوية.
إنَّ الله يرفع بهذا الكتاب ِ أقواماً ويضع به آخرين ...
رابط موقع الشيخ- رحمه الله-
http://www.alijaber.net/
فنحن خُلقنا للعبادة ِ وحدها .. وفي كَبَدٍ فاسجُد وسبِّح لخالقِ ..
فما تبلغ الدُّنيا جَنَاحَ بَعوضةٍ ... من القََدرعندالله فاعمل وسَابقِ ..
لقد ضاعَ هذا العمرُإلاّ أقَّله .. وأنت بآلٍ قد خُدِعت وبارقِ ..
فغفرانك اللّهُمَّ عبدُك مذنِب .. كثيرُ الرَّزايا إنَّما غيرُ آبِقِ
ورُحماكَ يا ربِّ البرِّيةِ واهدنا .. صراطاً سويّاً بين تلك المزالِقِ ..
لَيسَ السَّعيدُ الذِّي دُنياهُ تُسعِدُه .... إنَّ السَّعيدَالذِّي ينجُو مِنَ النَّارِ.
ورثة الأنبياء
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Series&id=672
دمتم في حفظ الله ورعايته
.