الضيف: بالضّبط، لاحظ الآن من المؤخذات الآن – و الحقيقة هي ليست بملحوظات عميقة- فقد فاته ثمان مفردات كلمة (زَبن) في قوله (سندعُ الزّبانية) ومادة (قَرَشَ) في قوله (لإيلافِ في قريش) ومادة (كَلَحَ) في قوله (وهم فيها كالحون) ومادة (قَدَوَ) في قوله (فبهُداهمُ اقتده)، وفي مادة (نَضَخَ) في قوله (فيهما عينان نضَّاختان)، كان المفترض أن يذكرها، كلمتي خردل، وفَنِيَ في قوله (كلّ ُ من عليها فانٍ) هذا استدركها المحقق على السَّمين الحلبي صاحب (عمدة الحُفَّاظ) لعلّنا نذكره
أيضاً كان يَحصل عنده خلل نادراً في ترتيب بعض المفردات، نادراً أحياناً يختار اختيارات ضعيفة في معاني المفردة، وينسى بعض التقسيمات فيقول وهي على أربعة أنحاء ثمّ يذكر ثلاثاً. وهي أمور شكلية.
المُقدِّم: لكن بالنسبة للمفردات بهذا العدد وهذه الكمية الضَّخمة، هل هناك كتاب استوعبه أو قريب من استيعابه
الضيف: نعم هناك كتاب استدرك عليه وهو كتاب (عمدة الحُفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ) للسَّمين الحلبي تلميذ أبِّي حيَّان الغرناطي له كتاب بهذا العنوان في أربعة مجلّدات حقَّقه الدكتور محمد آل تونجي وهو قد بناها على هذا، بنى كتابه على هذا الكتاب ولكنّه أضافه إضافات جيّدة، السّمين الحلبي له إضافات في الاشتقاق، له إضافات في الاستشهادات، في البيان، فالسّمين الحلبي عالم، حتى المراجع التي رجع إليها بعضها مفقود ممّا يَدُّل على أنّه رجلٌ لا يُشَّكُّ في علمه، وله (كتاب الدُّر المصون في علم الكتاب المكنون)
المقدِّم: من يقرأ هذا الكتاب يا شيخ.
الضَّيف: يقرأه البَّاحثون وطلبة العلم بالدَّرجة الأولى، ويقرأه أوساط طلبة العلم. فأنا أُوصِي بهذا الكتاب طلبة وخاصة هذا الطبعة الجيِّدة وهو من المصادر المهمّة المعتمدة في معرفة مادة ألفاظ القرآن الكريم، عندما تريد تُراجعها وتستذكرها وتشرحها وتبيِّنها لطلابك.
المقدِّم: ربَّما بعض النَّاس يَضحك على عُشَّاق الكُتُب عندما يَدخل بيته فيُشاهد مكتبته الكبيرة، هل توافق على من يقول في أنَّ من لا يُحب الكتب محروم يا شيخ؟
الضَّيف: والله طبعاً من جرَّبها وذاق لذّة القراءة والعلم فيها والمُتعة الحقيقة فعلاً يعتبر أنَّه محروم. بعض النّاس لا يُشاركنا هذا الرأي ويعتبرنا نحن مجانين وأنفقنا أموالنا فيما لا ينفع.
المقدِّم: الزبير بن بكار، قال: قالت بنت أختي لأهلنا: خالي خير رجل لأهله، لا يتخذ ضرة وسرية. قال: تقول المرأة: والله هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر.
سؤال لكم فضيلة الشيخ: كتابٌ لم تستطع أن تُكمله.
الضَّيف: هناك كتب كثيرة الواحد يتوقف عن إكمالها لأسباب كثيرة، منها (العقل العربي) محمد عابد الجابري قرأت فيه ثمّ توقفت.
المقدّم: ننتقل لفقرة مع القُرَّاء هذه الفقرة دكتور عبدالرحمن من الفقرات الجديدة في هذه الدورة، نسأل ضيفنا عن الكتاب الذِّي يقرأه حالياً ..
الضَّيف: الحقيقة أنا مؤخراً وصلني كتاب ثمين جِدّاً هو (فهرس المخطوطات العربية والتُّركية والفارسية في المكتبة السّليمانية) وهذا فهرس فريد ورائع جدّاً وحديث الصُّدور1431، قام عليه الدكتور محمود السِّيد الدِّغيم وهو باحث سوري متفننّ حقيقة ومتقن للغة العربية والتُّركية واللُّغة الفارسية، وتعرف أنَّ المخطوطات في المكتبة السُّلمانية مكتوبة بالتركية كثيرٌ من معلوماتها وبالفارسية بعض المخطوطات، فهذه المكتبة السليمانية تعتبر الآن هي المكتبة الرئيسية في تركيا أشبه ما تكون بمكتبة الملك فهد الوطنية بالمملكة هنا، فالمكتبة السليمانية هي المكتبة الأُم نفسها وملحق بها تقريبا 115 أو116 مكتبة إضافية بعض هذه المكتبات التي أُضيفت فيها تحتوي على خمسة آلاف مخطوط أو ستة آلاف مخطوط أو أربعة آلاف، أو جُمعت من المكتبات الصَّغيرة والمساجد وأماكن الزوايا، فالدكتور محمود الدِّغيم قام بفهرسة المكتبة الأساسية وذكر في الفهرس أنَّ هذه المكتبة السليمانية تصل إلى 65 ألف مخطوطة، طبعاً الفهرسة الدَّقيقة لهذه المكتبة الحقيقة مفيدة جِدّاً للباحثين، لذلك أنا أقول لطلاب الدراسات العليا والباحثين الذين يستمعون إلينا اقرؤوا هذا الفهرس ففيه الكثير من المخطوطات الجديرة بالتحقيق، طبعاً هذا الفهرس دعمته مكتبة المنهاج في جدّة وجهة أو مركز تابعة لها
¥