الفكرة وتطوراتها معرفياً وأيديولوجياً موضحاً مسارات الفكرة مستشهداً بنماذج من التراث الإسلامي والمقاربات المعاصرة.
وافتتحت الجلسة السابعة بورقة للدكتورة رقية طه جابر العلواني (جامعة البحرين) عن "ضوابط التأويل وأبعادها المنهجية في الدراسات القرآنية الحديثة" تحدثت فيها عن اتجاهين في التأويل أحدهما مفرط في إهمال الضوابط والآخر يرفض أي نوع من التأويل مهما كان منضبطاً، وذكرت ضابطين للتأويل ينبغي مراعاتهما الأول القراءة الشمولية في مقابل القراءة التجزيئية والثاني الاعتماد على مقاصدية النصوص والقول بأن كل نص يحمل مقصداً ذاتياً.
وقدم الدكتور أحمد الخضراوي (جامعة الزيتونة – تونس) ورقة عن "هيرمنيوطيقا النص القرآني" ملاحظاً أن التفكير بالقرآن أصبح تفكيراً تكرارياً اجترارياً لا اختلافياً اجتهادياً، ورأى أن تراجع التعامل مع القرآن كقوة تأملية ذات منزع تحرري نتج عنه تراجع عقلي، وتحدث عن القداسة باعتبارها أساساً في القراءة العلمية للقرآن.
وتحدث في الجلسة الثامنة الدكتور محمد الطاهر الميساوي (الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا) الذي قدم ورقة بعنوان "التفسير الموضوعي مفهوماً ومنهجاً: دراسة تاريخية وتحليلية مقارنة" تتبع فيها تطور التفسير الموضوعي من عبد الله دراز ومحمد محمود حجازي إلى فضل الرحمن وباقر الصدر، والحركة المزدوجة التي اقترحها الأخيران في فهم التفسير الموضوعي والقائم على الصلة بين النص والواقع، ثم تحدث الدكتور مصطفى بوهندي (جامعة محمد الخامس – المغرب) عن " المقترح القرآني في مجال الإنسان من خلال قضية العهد بين إبراهيم وربه" تناول فيها قصة إبراهيم عليه السلام مع ولديه كما تناقلها التراث اليهودي والمسيحي ثم الإسلامي، وركز بصورة خاصة على قراءة قصة إبراهيم من خلال الهجادة.
أما الجلسة التاسعة فتضمنت كلمة ختامية للدكتور طه جابر العلواني تحدث فيها عن قراءة كتاب الله عز وجل سبيلاً للخروج من الأزمة الحالَّة بالمسلمين، وطالب علماء المسلمين بتقديم قراءة ميسرة للقرآن تتصف بالحيوية والمرونة والفعالية، وركز على فكرة أن القرآن يفسر بعضه بعضاً مبرزاً القضايا التي ينبغي التركيز عليها لفعالية التعامل مع القرآن، وبعد تلك الكلمة تلا الدكتور عبد الرحمن حللي "البيان الختامي" المتضمن للتوصيات التي اعتمدها الباحثون المشاركون في المؤتمر.
هذا وقد أعقبت كل جلسة بنقاشات وحوارات مطولة حول الأوراق التي قدمت فيها، وكانت نقاشات ثرية باختلافها وتنوع اتجاهاتها. وقد أسفرت تلك البحوث والحوارات عن هموم مشتركة وتوصيات نجملها فيما يلي:
أولاً: تدريس التراث الإسلامي في علوم اللغة وعلوم النص إضافة إلى علوم اللسانيات الحديثة، وإيلاء العلوم المنهجية عناية خاصة في كليات الدراسات الإسلامية.
ثانياً: وضع خطة عمل للعناية بالدراسات القرآنية من المنظور الحضاري بما يحقق القصد الاستخلافي من كتاب الله عز وجل. وتشجيع الدراسات والبحوث المتخصصة في مراجعة التراث التفسيري ومعالجة القضايا الإشكالية التي تشكل مطعناً في القرآن. وترجمة الدراسات القرآنية الهامة من اللغات الإسلامية والأجنبية إلى اللغة العربية والعكس.
ثالثاً: تنظيم حلقات نقاش متخصصة لمناقشة المشاريع النهضوية في القرن العشرين وصلتها بالقرآن. وعقد ندوات دورية عبر الانترنت وغيرها بالاشتراك بين مختلف الباحثين لمناقشة مواضيع دقيقة ومحددة في علوم القرآن.
رابعاً: وضع خطة لإنشاء مركز متخصص بالدراسات القرآنية، يعنى بالتنسيق بين مختلف الجهات الأكاديمية المعنية بالدراسات القرآنية، ويقوم برصد كل ما يصدر من أبحاث متعلقة بالقرآن الكريم، والتوجيه للتكامل بينها، والتوصية بنشر الرسائل الجامعية المهمة.
خامساً: إقامة شبكة من الباحثين المتخصصين بالدراسات القرآنية تمثل هيئة علمية للتواصل والحوار والمتابعة. وتطوير التواصل بينهم عن طريق نشرة إخبارية شهرية تعرِّف بآخر ما صدر من دراسات وأبحاث تتعلق بالقرآن الكريم من مختلف اللغات، ويمكن أن تكون هذه النشرة إلكترونية.
سادساً: تشكيل لجنة من المعهد العالمي للفكر الإسلامي والملتقى الفكري للإبداع للعمل على متابعة تنفيذ التوصيات المذكورة.
ـ[د على رمضان]ــــــــ[14 Dec 2010, 08:44 ص]ـ
بارك الله فيك ولكن هل يمكن الحصول على أبحاث هذا المؤتمر فهى تثرى منهج التجديد فى التفسير وعلوم القرآن والدراسات القرآنية بصفة عامة؟؟؟