وقد اعتمدت - بعد الله - في بيان نقاط البحث على أمهات الكتب في الفقه والتفسير والحديث والشروح، ولطبيعة الموضوع زرت كثيراً من المواقع الإلكترونية، وحاولت الحصول على كل ما أمكنني الحصول عليه مما كتب في هذا الجانب، كما حاولت حصر أقوال علماء الأمة في هذه الوسائط واخترت منها ما يتناسب مع موضع البحث.
وقد كان في ثنايا البحث بعض المسائل التي تكلم فيها الأئمة السابقون مما فيه دليل من نص أو قياس، وفيه مسائل لم يتعرض لها السابقون في كتبهم لحدوثها مع الثورة التقنية الحديثة ولكن لبعض علماء الأمة - وأخص منهم ذوي الصلة بالوسائل الإلكترونية - أقوال فقهية قمت بنقلها وبيان الحجة فيها، كما تعرضت لبعض المسائل التي يكثر دورانها هذه الأيام:
من صحة التصحيح والتلقي عبر هذه الوسائل،
وقراءة المرأة على الرجل والرجل على المرأة،
وتعليم الكافر للقراءة في هذه الوسائط،
ووضعت الضوابط لكل مسألة لابد فيها من ضوابط مستنيراً بآراء المتخصصين في القراءة والإقراء ومتابعة هذا العمل المبارك، وكما بدأت البحث بالأهمية وأسباب الاختيار والخطة ختمته بأهم النتائج والتوصيات والفهرسة، وقد نال بحمد الله إعجاب المحكمين حتى أثنى أحدهم عليه شفهياً بينما أثنى عليه الآخر خطياً.
* وسع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في السنوات الأخيرة من رسالته تجاه خدمة كتاب الله بتنظيم عدد من الندوات العلمية المتخصصة في القرآن الكريم، والسنة والسيرة النبوية بلغ عددها حتى الآن أربع ندوات، كيف تنظرون إلى هذا التوجه العلمي للمجمع؟.
- تقدم أن هذا المجمع المبارك يحمل - مع هذه الأمة - أمانة كبيرة وواجباً كفائياً، وهو وجوب العناية بكتاب الله وبسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وهما مصدرا التشريع الأساسيان في دين الإسلام. ولا شك أن الدراسات التي قدمها ويقدمها المجمع تنم عن شعور كبير بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وهي نتاج مبارك لمتابعة خادم الحرمين الشريفين وعنايته الخاصة بالمجمع، وللإشراف المباشر لوزير الأوقاف، والأمانة الواعية للمجمع.
وإني - مع كل حريص على العناية بمصدري التشريع - نطالب المجمع - بما هيأ الله له من رعاية وقدرات - أن يزيد في هذه الدراسات التي تصب كلها في صالح الوحيين، وتزيد من نشر العلم والفضيلة بين المسلمين في شتى بقاع العالم، كما نطالبه بتحقيق التوصيات التي يقدمها الباحثون في تلك الدراسات المتخصصة في هذا الجانب العظيم، ورفع مستوى النتائج التي أبداها الدارسون لأعمال هذا المجمع المبارك.
كما أطالب كل من يجد في نفسه القدرة على المساهمة بشيء فيه نفع للكتاب والسنة ويؤدي إلى تقريبهما للمسلمين وتيسير العمل بهما ألا يتأخر عن المشاركة برأيه وتوجيهاته وإبداعاته، وقد رأينا -ولله الحمد- في مجمع المصحف الشريف وسائل كثيرة أنتجتها الدراسات، وجادت بها قرائح المتخصصين في علوم الكتاب والسنة وعلوم التقنية الحديثة أحدثت تغييرات كبيرة في تقدم علوم الكتاب والسنة وتقريبها للأمة عموماً وللدارسين على وجه الخصوص.
* هناك العديد من الأحكام الفقهية الخاصة بالقرآن الكريم المترتبة على استخدام التقنية الحديثة، نريد التعرف على هذه الأحكام، وهل هناك من يتحرج من استخدام هذه التقنية الحديثة، ويتوقف عن القول بجوازها خوفاً من التحريف أو الزيادة والنقصان؟
- مع التقدم التقني وظهور الوسائل المتعددة والوسائط التعليمية الكثيرة كان لابد من نشوء بعض المسائل الفقهية الحديثة التي يجب على علماء الأمة بيان الحكم الشرعي فيها، وهذه المسائل إما أن تكون جديدة بالكلية وإما أن تبنى على مسائل سابقة وتقاس عليها.
ومن تلك المسائل ما يتعلق بالوسيلة؛ ما الحكم في مسها وصيانتها؟ وما حكم ما بداخلها من القرآن الكريم؟ وما صحة السماع منها؟ ومن المسائل ما يتعلق بالسماع المباشر للشيخ منها، مثل صحة التلقي عنه سماعاً عن طريقها، ومن مسائل تلك الوسائط أحكام القراءة على الشيخ فيها، وصحة الإجازة فيها قراءة على الشيخ، وقراءة الرجال على النساء في هذه الوسائط، وقراءة النساء على الرجال، وتعليم غير المسلمين للقرآن عبر هذه الوسائط لعدم التمييز أو لكثرة المطالبة والتعرض لنا في تلك الوسائل خاصة في غرف المحادثة.
¥