الريادي الذي أنيط بها ..
ومن أبرز الأهداف التي عُقد المؤتمر لتحقيقها: التعرف على المصطلحات القرآنية الدالّة على معاني النهضة، ومعرفة مقاصد النهضة وأنواعها وأشكالها من خلال القرآن الكريم، والوقوف على أهم تجارب الأمم السابقة في النهضة وإسهامات المعاصرين فيها ..
واستهل المؤتمر – في يومه الأول – بكلمات افتتاحية؛ كلمة قاضي القضاة، الذي نوّه بمكانة القرآن ودوره في تحقيق النصر والعزة والكرامة، وأشاد بجهود الجمعية في خدمة القرآن والدعوة إلى التمسك به.
وكلمة رئيس الجمعية الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني، الذي ركّز على أهمية ربط الجيل بالمنبع الصافي (الكتاب والسنة)، وخطورة المرحلة التي نعيشها اليوم، ممثلة بالتغريب، واتفاقية (سيداو)، وغيرها من القوانين الغربية التي تهدف إلى تقويض نظام الأسرة، وتحرير المرأة، وإفساد المجتمع ..
وألقى نائب رئيس الجمعية وعميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور محمد المجالي كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مشيراً إلى أن المؤتمر يقدم أبحاثاً علمية تُسهم في نهضة الأمة، ولا تقف عند التنظير، وأضاف: "إن هذا المؤتمر جاء في زمن تتجاذب فيه المسلمين قوى وأفكار وحركات وفرق تشكل بمجموعها تحديات للأمة في فكرها وعقيدتها ومستقبلها"، مؤكداً أن الجمعية تضيف إلى مؤتمراتها مسعىً جديداً في توضيح الرؤية، من أجل التفاف الأجيال حول كتاب الله تعالى.
كما ألقى الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل – المدرس في جامعة الموصل بالعراق – محاضرة بعنوان: (مفهوم الإعمار وعلاقته بالنهضة في ضوء القرآن الكريم)، وبين أن القرآن يضع الأمة المسلمة في قلب الفاعلية العمرانية والحضارية من خلال (المثلث) الذي أكد عليه، والمكون من حدود ثلاثة: (الاستخلاف، والتسخير، وإعمار الأرض)، والتي ينبغي على الأمة السعي لتحقيقها من خلال: العبادة، والعلم، والعمل.
ثم بدأت أعمال المؤتمر بالجلسة الأولى: (القرآن الكريم ومفهوم النهضة)، التي أدارها الأستاذ الدكتور أمين القضاة، وقدم فيها الدكتور سليمان الدقور – نيابة عن الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد – بحثاً معنوناً بـ (مقومات الحياة الطيبة ومظاهرها في القرآن الكريم)، وأكد فيه الدكتور الحمد أن الحياة الطيبة التي يريد القرآن قيامها على الأرض لا تتحقق إلا بأمرين: الإيمان بكل أركانه ومعانيه، والعمل الصالح بكل أنواعه.
كما قدمت الدكتورة إيمان زيتون – نيابة عن الدكتورة هناء عبد الله – بحثاً حول (بعض المصطلحات الدالة على النهضة) تناولت فيه مصطلحات (الحضارة، والتغيير، والاستخلاف، وعمارة الأرض)، وبينت أن كلمة (الحضارة) في الفكر الإسلامي تمحورت حول قيم العقيدة الإسلامية، التي مثلت الشرعة والمنهاج للممارسة الإسلامية، مشيرة إلى أن القوة المادية تكون سبب البطش والطغيان إذا لم تكن مرتبطة بقيم دينية صحيحة.
أما الدكتورة دليلة براف فقدمت بحثاً بعنوان: (البعد الحضاري للتنمية الاقتصادية) وبينت فيه أن التصور الإسلامي للتنمية يقوم على أساس أن الله تعالى استخلف الإنسان في الأرض ليقوم بعمارتها وفق الضوابط الشرعية السمحة، مؤكدة أن التنمية فريضة إسلامية، لا بد من توفرها في المجتمع المسلم.
ثم عُقدت الجلسة الثانية برئاسة مدير البحوث والبرامج في الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور أنس كرزون، تحت عنوان: (مقاصد النهضة في القرآن الكريم)، وتحدث فيها الأستاذ الدكتور أحمد شكري حول (أهداف النهضة ومنطلقاتها)، وعدَّد مقومات النهضة كما يلي: "الإيمان بالله، والالتزام بأوامره، والتأثير الإيجابي في الآخرين، والانتفاع من علوم الآخرين، والوحدة، والتعاون على الخير، وتجميع الطاقات لتحقيق الأهداف الكبرى، وتثبيت أهداف محددة، والعمل الجاد، والبدء بالأهم ثم المهم".
كما قدم الدكتور عمر حماد في هذه الجلسة بحثاً بعنوان: (النهضة وإشكالية الوسائل) وفصّل القول في الإشكاليات التي تعيق النهضة، وكيفية علاجها من خلال توجيهات القرآن الكريم.
¥