تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لم يُضمِّن المتكلمون دليل الفطرة في براهينهم على وجود الله، بل ركَّزوا أساساً على الدليل الكوني، وأشاروا عرَضاً إلى دليل النظام. ولكن القرآن يؤكد على طبيعة الخَلق الإنساني كأساس للإيمان بالله. إن بعض العلماء مستقلي التفكير -مثل: مطهر ابن طاهر المقدسي، الغزالي، ابن تيمية- عالجوا (الفطرة) كدليل على الوجود الإلهي من غير تفصيل كبير. وعلى سبيل المقارنة، فإن تاريخ الفكر المسيحي شهد ظهور بعض المتكلمين المصلحين، مثل جون كالفن، الذين برهنوا على القدرة الداخلية للطبيعة الإنسانية على إدراك الوجود الإلهي؛ كما أن بعض المفكرين المعاصرين -مثل أتباع الابستمولوجيا الإصلاحية وفيلسوف الدين ألفين بلانتينغا- استمروا في معالجة هذا البرهان وأعادوا بناء أفكارهم حوله. وهذه الورقة تحاول تحليل النص القرآني وتأويلاته المتصلة بمفهوم (الفطرة) ضمن الخطاب الكلامي المقارن، مستكشفةً الأسسَ النظرية للدراسات في علم الكلام القرآني المعاصر.

4 ـ أمر الله ومعانيه عند الحكيمين الأندلسيين: البطلويسي والبلوي: سلفادور بينا (جامعة مالقة).

إن المصطلح القرآني (أمر) عُدّ مثالاً بارزاً لما سمي بوجوه القرآن، أي الكلمات المشتركة أو متعددة الدلالات في القرآن. إن نظرة خاطفة في بعض مرادفات كلمة (أمر) في اللغات غير العربية يقودنا إلى فهم لغوي للمصطلح عندما يتعلق بالله. فمصطلح (أمر الله) يمكن أن يفهم على أنه إعلام الله/أو بيانه. لقد أسس علماء الكلام في العصور الوسطى جملةً من المسائل الكلامية والأخلاقية والسياسية استناداً إلى مفهوم (أمر الله)، الذي تطور كعلامة على الخطاب التشريعي لدولة الموحدين في الأندلس. وهذا أحد الأسباب التي جعلت الحكماء الأندلسيين الذي عاشوا في القرن السادس للهجرة مهتمين بهذا المصطلح. إن استكشاف كتابات حكيمين: هما ابن السيد البطلويسي (521هـ) وابن الشيخ البلوي (604هـ) سيسمح لنا بإدراك الأهمية القصوى لهذا المصطلح. وفي هذا السياق أيضاً، تقدم الورقة تحليلاً لمصطلح (الأمر) في (الآية154 من سورة آل عمران) كعنصر بلاغي إشكالي بالنسبة لمترجمي القرآن.

5 - النماذج القرآنية للكمال والطاعة عند القاضي النعمان في كتابه (أساس التأويل): إليزابيث إلكساندرين (جامعة مانيتوبا).

إن صورة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كنموذج للممارسة الفردية أمر حتمي في التراث الصوفي للإسلام. فبالنسبة لكُتَّاب المتصوفة في العصور الوسطى، كان معراج النبي يُستخدم حجةً ومثالاً على حقيقة وجود الخبرة الخارقة للفرد (الكرامة). ولكن دراسات قليلة عنيت بالمنهج الذي جرى عليه الإسماعيلية في تأويل النصوص القرآنية المتعلقة بالمعراج النبوي واستثمارها في بناء عقيدة رمزية مناظرة له، وفحواها: إمكانية بلوغ الفرد للكمال الروحاني وامتلاك المعرفة الباطنية.

في هذه الورقة تحاول الباحثة أن تبين كيف نمذج القاضي النعمان الذي عاش في القرن العاشر في كتابه (أساس التأويل) الكمالَ الروحي الكامن للسالك الفرد في مثالين نبويين: محمد وإبراهيم. وكتاب (أساس التأويل) ليس إلا مثالاً يعكس مناهج التأويل القرآني عند الإسماعيلية الفاطمية. كما تبين الورقة التعددية الوظيفية للتأويل بالنسبة للسالكين، باعتباره جملة من المناهج التفسيرية القابلة للتطبيق على القرآن، وعلى قصص الأنبياء، والممارسات الطقوسية، وأيضاً على أنماط المعرفة الباطنية والظاهرية.

6 - ?إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا?: صور الآخرة في القرآن ورموزها، قراءة في المسلَّمات الكلامية: سبستيان غونتر (جامعة تورونتو).

إن البعث الجسدي بعد الموت، ويوم الحساب، ووجود الجنة والنار، هذه كلها عوالم مادية حقيقية تشكل أفكاراً رئيسة في الخطاب العقدي للقرآن. إن التحذيرات الترهيبية من يوم الحساب (مع العلامات السابقة والمصاحبة لذاك الحدث) والوعد الصريح بالحياة بعد الموت والخلاص هي أفكار مركزية في الاحتجاج القرآني على وحدة الله وعظمته. وقد أثمرت هذه القضايا في العصور الوسطى أدباً أخرويا ثرياً؛ عرض من خلاله العلماء المسلمون هذه الأفكار القرآنية وخلطوها -أحيانا- بأفكار مستقاة من ثقافات أخرى ذات مكانة في العالم المتوسطي القديم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير