فقلت له: قد زهد فينا فزهدنا فيه، ولو لان .... فأتمّها الشّهريّ: للنّا له.
فعقّبت: لكنت له كأبي ذرّ لبلال رضي الله تعالى عنهما.
ولعلّني قبل فراقك جامعة الإمارات -في خير وعلى خير- أزورك في بيتك أنا وصديقنا المشترك الدّكتور سمير بإذن الله تعالى. وهذا وعد منّي إن رحّبتم بنا طبعاً. فها أنذا أدعو نفسي إلى بيتك.
ومثلي ومثلك مثل أعرابيّ وجد مائدة يأكل النّاس منها، فدخل يأكل، فقال له صاحب الطّعام: من دعاك؟ قال: هذا. وأشار إلى الطّعام.
فأنا الأعرابيّ الّذي دعاه علمك وفضلك؛ وليزول اللّبس، وينكشف القناع، ويزال الاسم المستعار! والله المستعان.
قصّتنا مع الأسماء المستعارة؛ ولعلها لنا جميعاً:
أوّل ما دخلنا عالم النّتّ لم نكن نعرف ماهيّته، ومن فيه، فدخلنا بأسماء مستعارة، فبقيت لصيقة بنا.
ولقد أرسلت سؤالاً - عبر البريد الخاصّ- أوّل ما سجّلت إلى فضيلة الدّكتور أحمد البريديّ عن المرويّات، وكيفيّة التّعامل معها، والكتابة فيها، وهي من الكثرة بمكان؛ ولكن لأكتشف هذا العالَم الجديد عالم ملتقى أهل التّفسير.
وهل من الممكن أن يكون مستقبلاً شيئاً مذكوراً في مساعدة طلبة العلم على الجدّ والاجتهاد، وبخاصّة أنّني كنت من أوّل من راسل
- فيما أعلم- موقع "إسلام أون لاين" حول الرّسائل العلميّة، ومعاناة طلبة الدّراسات العليا من المشرفين والمناقشين، وضبابيّة الكتابة؛ حيث لا يجدون يداً تمتدّ إلى الأخذ بأيديهم إلا من رحم الله.
وقد أرسلوا إليّ حينها رسالة رقراقة يضعونني موقعاً لست له أهلاً، فاعتذرت. إذ غرّهم منّي حسن صياغتي تلك. وإذ كان من ضمن اللّجنة العلميّة فضيلة العالم الجليل المجمع على علمه - متّعنا الله به، وأحسن خاتمته- الدّكتور عبد السّتّار فتح الله السّعيد. وما زلت أحتفظ بتلك الرّسالة الغالية من الموقع حتّى اللحظة.
وأخرج عن الاستطراد لأعود فأقول: فإمّا أن يجد طالب العلم أستاذاً لا يعلم كيف يوجّهه، أو يعلم؛ لكنّه يريد أن يستأثر به ليؤلّف فيه، وقد لا يفعل أبداً. فلا هو أفاد نفسه ولا أفاد غيره. وعندما قرأت شكوى فضيلة الدّكتور مسلم في مقدّمة كتاب التّفسير الموضوعيّ الّذي عرضه الدّكتور الشّهريّ هنا مِن تنصّل بعض العلماء الّذين طلب إليهم الكتابة، فطلبوا مهلة، فلمّا أُعطوا لم يُعطُوا.
وبعض من كتب لم تأت كتابته متّسقة مع الخطّة الّتي اتّفق عليها!
كيف يشرف أمثال هؤلاء على رسائل جامعيّة، ليتخرّج من تحت أيديهم طلبة على غرارهم ونسقهم أو دونهم، أو يبدعوا بذواتهم؟!!
وأنا أعزو هذا إلى عدم معرفة هؤلاء الأساتذة بالكتابة وإن طارت شهرتهم. وكثرت أبحاثهم؛ فعندي وعند كثير ممّن هنا معرفة جيّدة بكثير منهم: كيف يكتبون أو تُكتب لهم أبحاثهم. وأستغفر الله فإنّني هنا أذكر أصنافاً ولا أخصّص أشخاصاً.
ولذلك كان أوّل لقاء جمعنا بالعالم الجليل الدّكتور مصطفى مسلم في مكتبة عبد الله المحمود في الشّارقة قبل عقد من الزّمن وهو يعطي دورة في الميراث؛ عجبت إذ أعطى أحد طلبة العلم ورقتين بخطّ يده المباركة وفيها قائمة عناوين مقترحة لرسائل ماجستير ودكتوراه.
ففرحت فرحاً غامراً إذ وجدت أخيراً واحداً مثل فضيلته، ولذلك فإنّني لا أملّ الحديث عنه في أيّ مكان.
وقبله أستاذي وحبيبي الدّكتور أحمد نوفل الّذي تحدّثت عنه هنا وعن إخلاصه لطلبة العلم في موضع آخر في هذا الملتقى المبارك.
نحسبهم كذلك ولا نزكّي على الله أحداً. أكثر الله من أمثالهم.
ولذلك كان دخولنا هنا على استحياء، وبأسماء مستعارة. نسأله تعالى المغفرة والرّضوان لنا ولكم جميعاً.
فالمهمّ عندي ما يُكتَب لا من يكتُب. وإن كانت المعرفة مهمّة جدّاً، وتقي مصارع السّوء، وأحياناً ضدّها.
سبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[نعيمان]ــــــــ[03 May 2010, 09:07 م]ـ
شكر الله لفضيلتي الدّكتورين الفاضلين: إبراهيم بن صالح الحميضيّ، وعبد العزيز بن عبد الرحمن الضامر، والأخ صالح الفايز الّذي أدعو الله عزّ وجلّ أن يعينك على حضور المؤتمرات القادمة والمشاركة فيها حسبة لله تعالى - على مرورهم وتعقيبهم على هذه اللقطات.
وسؤالك يا فضيلة الدّكتور الضّامر: (فهل هذا دليل على أن فكرة المؤتمرات العلمية في البلاد العربية مازالت في بداية الطريق؟!!)
أكيد يا مولانا؛ فنحن في بداية الطّريق في كلّ أمر -من أسف-؛ ولكنّ المهمّ أن نبدأ مهما تأخّرنا.
ولذلك فإنّ المؤتمرات - كما قلتُ أعلاه-:
تحتاج المؤتمرات دوماً قبل وبعد وخلال المؤتمر إلى رصد الإيجابيّات لتعزيزها، والسّلبيّات لتلافيها.
فنتمنّى ألا نزهد في هذا ولا نستصغر فكرة أو معلومة فإنّها ذات فائدة مهما كانت، وممّن كانت.
ـ[نعيمان]ــــــــ[03 May 2010, 09:14 م]ـ
لقد يسر الله بحمده وتوفيقه حضور المؤتمر والمشاركة فيه, وسعدنا برؤية جملة من المشايخ الفضلاء, وعلى رأسهم الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد والذي لم أره منذ مرحلة الماجستير في أم القرى عندما كان يعطينا إحدى مواد التخصص, وكان الجو العام علمياً ومفيداً في نفس الوقت , وإن كنت حقيقة أتمنى لو أتيحت الفرصة لمناقشة جملة من القضايا الشائكة في التفسير الموضوعي بشكل أكبر.
ولقد حضرت جميع جلسات المؤتمر لم أدع واحدة منها باستثناء جلسة النّساء المتزامنة مع جلسة للرّجال.
وكان من ضمنها جلستكم حفظكم الله، ولقد صافحتكم عند الفراغ من تكريمكم؛ حين المرور من الكرسيّ الّذي أجلس عليه، وكنّا عدداً قليلاً تشكو المقاعد من هجرها؛ ولم أعرّفكم بنفسي؛ كونك مستعجلاً تستحثّ الخطو للخروج.
فجزاكم الله خيراً، ونفع بكم، ووفّق كلّ المشاركين، ورفع أقدارهم في الدّنيا والآخرة.
وحقّق طموحاتهم، وأعان على تنفيذ وصاياهم، وجعلها عمليّة تطبيقيّة بعد إذ كانت نظريّة؛ إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.
¥