ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Jun 2010, 03:01 م]ـ
وهذه أيضا وقفة أخرى مع ورقة الدكتور الحربي حفظه الله:
تحدث الدكتور عن الأسس والضوابط التي يقوم عليها التدبر وقسمه إلى ثلاثة أقسام:
أسس متعلقة بالمتدبر
وأسس متعلقة بالجوانب العملية في تعلم القرآن وتدبره
وأسس متعلقة بالجوانب العلمية للمتدبر.
وإليكم مختصر القسم الأول:
أسس متعلقة بالمتدبر:
· حسن القصد
· حسن اتباع القرآن
· حسن الفهم
· السلامة من الصوارف والحجب المانعة لتدبر القرآن.
وهذه أسس قد وفق الشيخ في اختيارها وقد دلل على أهمية هذه الأسس من الكتاب والسنة، ولعلي أضيف بعض الأدلة من القرآن على وجه الاختصار تشير إلى أثر هذه الأسس في الوصول إلى الثمرة:
الأول: حسن القصد: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) سورة الفتح (18)
الثاني: حسن اتباع القرآن: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة الأنعام (153) (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة الأنعام (155)
الثالث: حسن الفهم: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) سورة المائدة (83)
الرابع: السلامة من الصوارف: وهذه قد تكلم عليها الشيخ بما لا يحتاج إلى مزيد وإليكم أبرز هذه الصوارف والحجب مختصره:
أ: اعتقاد رأي أو نحلة أو بدعة، وجعلها أصلاً يفهم القرآن وفقها، ويفسر عليها.
ب: تعلق القلب بما ورد عليه من شهوات النفس وملذاتها المحرمة وهواها، ونزغات الشيطان،
وشواغل الدنيا وسخب الحياة.
ت: الحيلولة بين القلوب والانتفاع بالقرآن بسبب ما قام بها من كفر ونفاق، فيحجب الله عنها
فهم القرآن وتدبره والاهتداء به بما كسبت أيديهم.
ث: سوء الظن بالله تعالى وبرسوله، فحال المعرضين عن تدبر القرآن يبادرون بإعراضهم عنه
قبل سماعه وتفهمه، ويعتقدون أنه مختلق من قصص الأوائل.
ج: الظن بأن القرآن نزل في قوم قد خلوا من قبل، وأن الواقع الذي يعيشه الناس في أي زمن
غير داخل في مضمون خطاب القرآن.
ح: أخذ القرآن جملة، فأخذه جملة من موانع تدبره وتفهمه.
خ: العجلة في قراءة القرآن، فالعجلة في قراءة القرآن من الصوارف عن تدبره وتفهمه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Jun 2010, 05:19 م]ـ
وهذه الوقفة الأخيرة مع بحث الدكتور الحربي:
ثانياً: الأسس المتعلقة بالجوانب العملية في تعلم القرآن وتلاوته وتدبُّره.
1. أخذ القرآن منجماً، و على مكث كما أنزله الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم.
2. الترسل في قراءة القرآن وترتيله.
3. حضور القلب عند تلاوة القرآن وتدبره.
4. الأخذ بالوسائل المعينة على تدبر القرآن.
ثالثاً: الأسس المتعلقة بالجوانب العلمية للمتدبِّر
1. معرفة معاني الآيات القرآنية المتدبَّرة
2. تحصيل العلوم التي عليها مدار الفهم الصحيح لنصوص القرآن
أ: العلم بالقرآن الكريم، وأوجه بيانه التي تكون من جهة القرآن نفسه أو قراءاته.
ب: العلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله، فسنته صلى الله عليه وسلم وأحواله مفسرة للقرآن وموضحة له، ومهمة النبي صلى الله عليه وسلم بيان القرآن.
ت:العلم لغة العرب التي نزل بها القرآن، وأحوالهم، فإن فهم القرآن متوقف على معرفة دلالات ألفاظه وسياقاته العربية.
ث: معرفة أسباب نزول القرآن.
ج: العلم بتوحيد الله تعالى في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
ح: العلم بأدوات الاجتهاد والاستنباط، ومن أهمها: علم أصول التفسير، وعلم أصول الفقه،
وعلم أصول الحديث، وعلم أصول اللغة.
خ: العلم م بواقع اتفاق السلف واختلافهم في فهم نصوص القرآن، لأن الحق في بيان معنى
الآية لا يخرج عن أقوالهم.
هذا الملخص المقتضب والمقتصر على العناوين أرجو أن يكون دافعا لقراءة البحث فإني وجدته بحثا ذا قيمة علمية ومطابقا لمسماه.
جزى الله كاتبه خيرا وجعله في موازين حسناته.