تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أمثال هذه البحوث التي طرحت موضوعات قيمة، وأخرجتها إخراجاً ضعيفاً وإعادة بناء البحث وتقديمه بشكلٍ جيد.

4 - المُجاملات العلميَّة. المُجاملة إذا دخلت ميدانَ البحث العلمي أفسدته، ولا نُنكر أنَّ واقع عددٍ لا بأس به من البُحوث تدخلهُ المُجاملات، وتؤثر تأثيراً سلبياً على مجرياته ونتائجه، وخاصةً البحوث المتعلقة ببعض الشخصيات العلمية التي يدور المؤتَمر حولها، سواءً كانت شخصياتٍ تأريخيةٍ أو سياسية أو من الشخصيات المعاصرة، فيقع الباحثون بطريقةٍ أو بأخرى في كيلِ المديح للشخصيات المُحتفل بِها دون مراعاةٍ للجانبِ العلميِّ الموضوعي في ذلك، وقد أشار الدكتور عبدالرحمن بدوي في كتابه (سيرة حياتي) إلى هذا الصنف فقال: (وثَمَّ صنفٌ آخر مِمَّن يَحضرون المؤتَمرات يتوهَّمون إذا كان المؤتمر يتعلق بذكرى شخص، أنَّ مهمةَ أعضاء المؤتمر أن يكيلوا المديح الزائف، والمبالغات الرخيصة في تَمجيده، والإشادة بأعماله، بالحق وبالباطل، حتى إذا سَمعوا مَنْ يُقوِّم أعمالَ المُحتَفل بذكراه بالعدل وبالمعيار الصحيح مِمَّا يترتب عليه كثيراً أن ينالوه بالنقد والتقليل من منزلته - غضبوا وتأففوا وكأَنَّ الاحتفالَ بالذكرى هو تأبينٌ لأقاربِهم الموتى في المأتم التالي لدفنه!) [سيرة حياتي2/ 259]

5 - عدمُ تعلُّق البحث بالمؤتَمر: تقدم أوراق عمل في بعض المؤتمرات لا علاقة لها بالمِحور الذي قُدِّمت فيه ولا بالمؤتمر نفسه، وهذا من أغرب الغرائب، حيث إنه إن أقدم الباحث على تقديم مثل هذه البحوث فأين لجان التحكيم والفحص عنها؟ وأذكر مرةً أنني انتظرتُ أن أجد علاقة للبحث المقدم بالمؤتمر أو بالمحور، ورجعتُ للأوراق بين يدي لأجد علاقة، فلم أجد أي صلة للبحث بالمؤتمر، فلمَّا بحثت الأمرَ وجدت أن المنظمين للمؤتمر خجلوا من مقدم الورقة عندما طلب منهم المشاركة، فلم يستطيعوا رفض طلبه، ولما تقدم بالبحث تفاجأوا بأنه لا علاقة له بالمؤتمر! وهذا يدخل في باب المجاملة قبله، ولكن لرؤية عدد من الحالات أفردته بالذكر.

6 - تَمرير بعض البحوث المسروقة: يتجرأ بعضُ الباحثين من ضعيفي الإيمان والأمانة بتقديم بُحوثٍ علميَّة مسروقةٍ للمؤتَمرات، فبعض اللجانِ التي تقوم بتحكيم البحوث وفَحصها تنتبه لمثل هذا وتستبعدُ البحثَ من المشاركة مبكراً، وبعض اللجان أو الفاحصين لا ينتبه لذلك ويوافق على البحث، ثُمَّ بعد أن يُلقيه الباحثُ أمام الناس يكتشف السرقةَ أحدُ الحضورِ أو القراءُ فيما بعدُ، وفي هذا إشكاليةٌ كبيرة على البحث العلمي وعلى المؤتَمراتٍ بصفة خاصة، لضيقِ الوقت المتاح للتحكيم والتحقق من عدم سرقة البحث المقدم للمشاركة، وهذا يقتضي التنبه الشديد للبحوث المُقدَّمة للمؤتَمرات، والعناية بفحصها.

وهناك بعض الباحثين يقومُ بِما يُشبه السرقة، وهو استغفال المنظمين بحيث يقدم بَحثاً واحداً مكرراً لكل مؤتَمر، ويعدل فيه بِما يتلائم مع العنوان المخصص للمؤتَمر، والمضمون نفسه لا يتغير إلا تغيراً طفيفاً لا يستحق أن يعتبر معه بحثاً مختلفاً عن الأول، وأذكر أنني كنتُ أفحص بحثاً مقدماً لأحد المؤتَمرات، فلما قرأتُ البحث تذكرتُ أنني قد قرأتُ هذا الكلام من قبل، وبعد بَحثٍ سريعٍ لمظانه وجدته قد قُدِّمَ هذا البحث بعنوانٍ مُختلفٍ قليلاً لمؤتَمرٍ آخر ليس ببعيد، فكتبت في التقرير: هذا البحث سبق للباحث المشاركة به في المؤتمر الفلاني، وأرفقتُ صورةً من البحث مع التقرير، فأخبرني المنظمون للمؤتمر بعد ذلك أنَّ الباحث اعترض على ذلك، وقال: ولكن العنوان مختلف والميدان مختلف، فما المانع من تقديم البحث مرة أخرى! وبعض الباحثين يحرص على المشاركة لأسباب غير علميَّة كالنزهة، أو زيارة الأقارب، ويكون المؤتمر على هامش الزيارة، وبعضهم إذا رأى المؤتمر في السعودية حرص على المشاركة ببحث ضعيف مع الإصرار والمتابعة لأجل الظفر بالعمرة والزيارة، ونحن نسأل الله لهم القبول، ولكن البحث العلمي الضعيف لا يجبره الدم ولا العمرة ولا الزيارة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير