تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

7 - ضعف العرض: يحتاج عرض البحوث في المؤتمرات إلى عددٍ من المهارات التي ينبغي على الباحث تعلُّمَها والتدرُّب عليها، وإعطاءها حقها من العناية والاهتمام، وقد كنتُ حضرتُ دورةً قيمةً في مهارات عرض البحوث في المؤتَمرات أَلقت الضوءَ على عددٍ كبيرٍ من هذه المهارات. (1) وللأسف أن عدداً كبيراً من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية والشرعية خصوصاً يفتقرون إلى تعلُّم هذه المهارات، والعنايةِ بِها، فتجدهُ يعرضُ بَحثَهُ بطريقة مُخلَّةٍ لا تُحقق الفائدة المرجوَّة من البحث، ولا تجذب الحضور للمتابعة، ولا تدفعهم للمشاركة الإيجابية مع الباحث، ويترقبون انتهاء الباحث من عرضه. وهذا مما ينبغي العناية به، وقد جعلت هذا تحت السلبيات العلمية لأَنَّها من النَّقص العلميِّ والمهاري في شخصية الباحثِ المتخصص، وينبغي عليه تلافيها بالقراءة والتدرب على المهارات التي يحتاجها في الإلقاء والعرض، والكيفية المناسبة للإقناع بما يقدمه من مادة علمية، ولا أريد التفصيل في عيوب العرض للتفصيل فيها في الورقة التي أشرتُ إليها.

8 - الأسلوب الخطابي: المؤتمرات العلمية يغلب عليها التخصص والبحث الأكاديمي، وينبغي الالتزام فيها بالمنهج العلمي في البحث، غير أن بعض الباحثين يتخلى عن هذا المنهج في بحثه، ويستبدل ذلك بخطبةٍ عصماءَ يُلقيها على الحضور، وينتهي الوقتُ وهو لا يزالُ عند قوله: (كما لا يفوتني أنْ أتقدَّم بالشكر الجزيل للمنظمين .. ) إلا ومدير الجلسة ينبهه: بقي دقيقة فقط! فيبادر بالقول: وكنتُ أحبُّ أن أعرض البحثَ وبعض النتائج المهمة التي توصلتُ إليها لولا ضيق الوقت المتاح، وحرصاً على وقتكم فسأتوقف وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد! فلا تَملكُ إلا أن تكتم غيظك، وعندما ترجعُ إلى بحثه المطبوع - إِن طُبعت البحوثُ - وجدته لا يختلف عن الخطبة التي ألقاها بين يدي الحضور، والأغرب أنَّ بعض هؤلاء الخطباء يظنُّ أنَّه قدَّم شيئاً مفيداً عندما يرى تأثر الحضور بالخطبة وبعضهم قد يشكره مجاملةً، ولا تدري على هو عَبيطٌ أم يَستعَبِط كما يقول أهل مصر.

ثانياً: سلبيات التنظيم:

1 - ضيق الوقت: من أبرز سلبيات المؤتَمرات العلمية التي حضرتُها ضيق الوقت، ويظهر ضيق الوقت في جوانب:

- في الوقت المتاح للكتابة: فلا يبلغ خبر المؤتمر للباحثين إلا بعد أن يكون قد اقترب وقت إغلاق باب قبول البحوث المشاركة، أو بعده أحياناً، وهذا خلل تنظيمي كان ينبغي على المنظمين تفاديه بإرسال الدعوات مبكراً، والإعلان عن المؤتمر بشكل واسع في مظان وجود الباحثين المستهدفين بالمشاركة.

- في الوقت المتاح لعرض البحث: من السلبيات ضيق الوقت المتاح للمؤتمر وجلساته، وضيقه عن استيعاب التعقيبات والنقاشات والحوارات التي تُعَدُّ هي الثمرة المهمة في المؤتمرات العلمية، حيث إِنَّها الفرصةُ النَّادرة لالتقاء الباحثين ونقاشهم، ويتمُّ الاستعجالُ فيها بطريقةٍ مُبتسرةٍ مُخلَّةٍ تُفقدُ المؤتَمرَ فائدتَه أو زُبدتَها، وأحياناً يُعطى التعقيبُ لأشخاصٍ لا يُضيفونَ جديداً، إلا مُجرَّد أن يقول (أخوكم فلان بن فلان من الجهة الفلانية) ثم يعقِّبُ تعقيباً بارداً لا جديدَ فيه، وأعرفُ مِن هذا الصنف من يُداخل في كل موضوع، ويُكرِّرُ نفس التعقيبات غالباً، سواء كان المؤتمر في تخصصه أو في غير تخصصه، فهو يُعقِّبُ لِمُجرَّد التعقيب، وبعضهم تراه يكتب التعقيبات على الباحثين قبل أن تبدأ الجلسة وهو لم يطلع على البحوث! أما الذي قرأ البحوث مبكراً ودوَّن ملحوظاته فهذا رائع جداً ونادرٌ كذلك.

ولذلك فإنني أقترح على المنظمين للمؤتمرات دوماً مراعاة هذا الجانب، وإتاحة وقت واسع للمداخلات والتعقيبات، والإقلال من البحوث في الجلسات ليكون للمداخلات حقها ونفعها، ولا يتم ذلك إلا بإرسال البحوث مبكراً للباحثين الراغبين في الحضور، واشتراط التعقيبات المجهزة مسبقاً ولو كان تعقيباً أو تعقيبين على الأقل لتؤتي هذه الأوراق ثَمرتَها، كما يجب وضع جدول المؤتمر وتوزيعه بعناية،بحيث يكون فيه وقت أوسع للحوارات والأسئلة، ووقت للراحة، ولا يكون فيه ما يرهق الحضور، ويدفع ببعضهم إلى نومٍ عميقٍ في أحيانٍ كثيرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير