ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 10:50 م]ـ
الأخت الكريمة الدكتورة أم أحمد المكية وفقها الله: أشكرك على هذه الإضافة القيمة للموضوع، وللأخوات الباحثات الكثيرُ من الخصوصيات التي ينبغي مراعاتها في المؤتَمرات العلمية من قبل المنظمين للمؤتَمرات تشجيعاً لهنَّ على الحضور والمشاركةِ الفاعلة، والاستفادة القصوى من مشاركتهنَّ. وقد تفضلتم بذكر بعض هذه الخصوصيات.
وقد لمستُ في بعض المؤتَمرات التي حضرتُها مراعاةِ مثل هذه الخصوصيات التي ذكرتم، وإتاحة الفرصة للباحثات لإلقاء بحوثهنَّ في قاعة منفصلة بعيداً عن قاعة الرجال، ويكون التواصلُ متاحاً بواسطة البث التلفزيوني المباشر للقاعات النسائية. وهذا متاحٌ في بعض الجامعات أو الفنادق الجيدة، ولكنَّه يصعبُ في بعض الأماكن لعدم وجود مثل هذه الإمكانيات كما رأيتُ في بعض الكليات فيضطرون للجمع بينهم في قاعة واحدة يكون للرجال جانب وللنساء جانب، ويكون إلقاء الأبحاث للباحثات كما ذكرتم.
ونَحنُ لا نظنُّ بأخواتِنا الباحثات اللاتي يُلقين بُحوثهنَّ بالطريقة التي ذكرتم بِجانب الرجال إلا كلَّ خَيْرٍ وهم في غاية الأدب والصيانة والوقار فيما رأيتُ، غيرَ أنَّ الأولى والأجَمل هو ما تفضلتم به يا أمَّ أحمد، وليته يكون هو المتبع في المؤتمرات العلمية القرآنية والشرعية.
وينبغي أن يتنبه المنظمون للمؤتَمرات لمثل هذه الخصوصيات حتى لا يكونَ عدمُ مراعاةِ هذا الجانب مانعاً يَمنع الباحثات من المشاركة في المؤتَمرات والمناقشات.
وهذه المسألة يا أم أحمد ينبغي التعامل معها بهدوء حتى نستطيع أن نغير المفاهيم لدى المنظمين للمؤتمرات، فلدينا نحن في السعودية خللٌ في مثل هذا الجانب، فبعض الندوات والمؤتمرات لا يتاح الحضور للباحثات مع رغبتهنَّ في ذلك، وقد ذكر لي أحد الأصدقاء الفضلاء من دولة عربية عندما حضرت مؤتمراً هناك، أن إحدى الأخوات الباحثات الأكاديميات من بلده كانت يسارية ثم اهتدت للسنة وذهبت مع زوجها لمكة المكرمة، ولَمَحَتْ إعلاناً عن ندوةٍ أو مؤتمر يهمها حضوره لكونه في تخصصها، فحرصت على الوصول لهذا المكان بكل وسيلة، فلما وصلت للقاعة فوجئت بمنعها من الدخول بسبب عدم وجود مكان مخصص للنساء، وتقول: كانت القاعة كبيرة جداً وشبه خالية، وكان بإمكاني أن أجلس في مكان منزوٍ، ووقع في نفسها كرهٌ شديدٌ لهم ولمنهجهم، ويبدو أن الذين قالوا لها ذلك لم يكونوا موفقين ولا لبقين في إفهامها أن هذا للجميع، وليس خاصاً بها كما توهَّمَتْ هي وأكثرت من الشكوى. فأخبرتُ صاحبي أنَّ هذا هو المعمولُ به عندنا وأنَّ النساءَ لا يَحضُرن في قاعة الرجال، وإِنَّما يَحضرن في قاعةٍ منفصلةٍ إن وجدتْ، ويُنقلُ لهنَّ البث مباشرةً. ولو كان القائمون على ذلك اللقاء موفقين لراعوا حضور مثل هذه الباحثة بطريقة مناسبة، أو أفهموها النظام ووعدوها بتوفير اللقاء مسجلاً على عنوانها أو نحو ذلك، حيث أخذت موقفاً سلبياً عن البلد بأكمله، والأمر يحتاج لحسن سياسةٍ وحكمةٍ والموفق من وفقه الله. وأعتقد أنَّ (هموم البحث العلمي لدى المرأة) موضوع جدير بالإفراد والنقاش في غير هذا الموضوع.
ـ[خالدبن عبدالرحمن]ــــــــ[24 Jul 2010, 11:50 م]ـ
جزاك الله خيراً وإن كنت قرأت الموضوع متأخراً ولكنني أرى أنه متكرر في المؤتمرات والملتقيات ولا أراه ينتهي ما دامت لدينا قضية غير منتهية وهي (قلة الإمكانات)! التي نسمعها دائماً بالإضافة إلى قلة من يضحي بجزء من وقته لله عز وجل ليقدم بحثاً يضيف شيئاً جديداً ينفع الناس!
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[25 Jul 2010, 12:51 ص]ـ
.
ونَحنُ لا نظنُّ بأخواتِنا الباحثات اللاتي يُلقين بُحوثهنَّ بالطريقة التي ذكرتم بِجانب الرجال إلا كلَّ خَيْرٍ وهم في غاية الأدب والصيانة والوقار فيما رأيتُ، غيرَ أنَّ الأولى والأجَمل هو ما تفضلتم به يا أمَّ أحمد، وليته يكون هو المتبع في المؤتمرات العلمية القرآنية والشرعية.
سعادة المشرف الفاضل: أنا أشهد على قولك وأؤكده، بأن الأخوات كن على قدر من الأدب والاحترام، وفي نفس الوقت كن على حرج كبير من الموقف، ولا أظن أن هذا من الإنصاف للنساء أن يجلسن على طاولة واحدة مع الرجال، وأقل الأحوال أن يكون للأخت المشاركة مكاناً منفصلاً عن الرجال فلا تكون بمحاذاتهن، فالغالب على المؤتمرات الحضور الرجالي في المقدمة، وجميع الأنظار تتجه إليها، وقد حدثتني بعض الأخوات من تلك البلاد التي اعتادت الاختلاط، أن الموقف كان صعباً عليهن جدا، وهي تجلس أمام الرجال والجميع ينظر إليها، وربما هذا يؤثر على أدائها ومناقشتها للمداخلين، ولاشك أن التغيير يأتي برفق وهدوء، ولا يعني أن هذا الوضع هو السائد فنسلم به ولا نحاول تصحيحه، ولا نسلم بعدم الامكانيات خاصة في هذا البلد المبارك، حيث أن العرف السائد لدينا هو الفصل، ولا نشجع على رفع الحواجز أبداً، لأن ذلك ذريعة لقبول الاختلاط والتساهل في أمره، وقد يستساغ الأمر في غير هذه البلاد لصعوبة الوضع لديهم وتعذر الشبكات التلفزيونية، ولكننا ولله الحمد لدينا الامكانيات والوسائل المتاحة، فنتمنى أن لايفتح هذا الباب، فقد رأيت في تلك البلاد من مفاسد هذه الأوضاع عجباً، فقد سقطت كثير من الحواجز بين النساء والرجال، مما أدى إلى التبسط في الحديث والجرأة في الكلام واختراق صفوف الرجال بدون حرج، وقد ناقشت الأخوات في هذا الموضوع، ونصحتهن بضرورة الانتباه لهذا الأمر وعدم الانسياق مع التيار، فالبعض اعترفت وأقرت وندمت، ومنهن من أنكرت ودافعت، والبعض الآخر سكت ولم يرد إقرارا بما قلت لهن، مع أنني التقيت بأخوات فاضلات وهن الصفوة كما يظن بهن، فكيف الحال في الأقسام الأخرى، الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
¥