تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وذكر أيضا أن الحساب القرآني هو حساب قمري .. وكنت أريد أن أسأله عن الدليل في ذلك، ولست أدري كيف نسيت ذلك .. لأن القرآن الكريم ذكر الشمس والقمر وذكر اليوم والشهر والسنة والعام. والناظر في ذلك يذهب إلى أن كل ذلك الحساب قد جمعه القرآن. والتوقيت في الإسلام يحمل الحسابين، فإن كنا نريد الصيام مثلا كان الحساب قمريا وإن كنا نريد الصلاة كان شمسيا .. والله تعالى أعلم. وإن كنت أخطأت فعليكم تصويبي وفقني ووفقكم الله.

ولكم أن تستشيروا الأخ فهد الرومي كي يتحفنا بما نسيت من محاضرته.

بعد أن أتم الدكتور فهد محاضرته، عاد إلينا الدكتور أحمد قاسم الكسار ليلقي محاضرته التي عنونها: نظرية الإعجاز العددي بين القدامى والمحدثين: دراسة تحليلية.

بعد ذلك تابعنا جلسة لنناقش كل المحاضرات المسائية، ثم امتطينا الحافلة إلى ديار السلام نريد المغرب والعشاء والعشاء.

جالسني في وجبة العشاء الدكتور صلاح عيسى، ومصورا المؤتمر والأخ الجزائري والأخ عبد الرحمن السعدي .. تحادثنا في مواضيع شتى من بينها بعض ما يتعلق بالإعجاز العلمي والعددي وحساب الجمل: وتناولنا تفسير بعض الآيات، من ذلك معنى المر في قوله تعالى: وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ، ومعنى كفاتا في قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ..

قبل أن نغادر ديار السلام كنت أوصي الجماعة بالمجيء باكرا في يوم الغد، حتى نستغل أكبر وقت ممكن في المؤتمر .. وكنت أوصيت الأخت فاطمة أن تأتي باكرا وتطلع الجميع على أن موعد الجلسات سينطلق الساعة الثامنة. فقالت أن من عادتها المجيء قبل ذلك ..

كان لابد لي أن أشجع نفسي، فغدا سأترأس أولى جلسات المؤتمر.

كنت أبلغت الأخ حسين أنه ربما سألغي جلسة الشاي.

بعد ذلك عدنا إلى الفندق .. وكان معي الأستاذ الوحيدي الذي استأذن لينام لأنه كان متعبا بعض الشيء .. وجدت أخي عبيد سليمان، تحادثنا قليلا، وقلت له ما قلت لأخي حسين: فقال لي: علميا لابد أن يرتاح المحاضرون ويرتاح الجمهور .. فقلت له ممازحا: وواقعيا لا يجب ذلك، فقد وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة فحدثهم يوما كاملا، فقال لي: وقع ذلك مرة، وترى ماذا حفظ الصحابة من ذلك؟

وحقيقة أن هذا موضوع جميل جدا، أعني كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته ويحدثهم، وهل كان يفعل ذلك باستراحة من حين لآخر أو بدون استراحة، وما معنى روحوا عقولكم ساعة بعد ساعة؟ بل ما المعنى الذي تحمله الساعة هنا؟

أتمنى أن ينظر أحدكم في هذا الباب، ويقدم لنا ما يشفي صدورنا.

جاء الأستاذ جلغوم وكنت أنتظره لحديث بيننا.

جاء الأخ أحمد البريدي هو الآخر فانضممت إليه أنا والأستاذ جلغوم، ودار بيننا حديث عن الإعجاز العددي، وعن ترتيب السور ..

ثم استأذنا الأخ البريدي، وصعدنا إلى غرفة الأستاذ جلغوم. تحدثت معه عن الأسئلة التي أثيرت في ملتقى أهل التفسير، واتفقنا على وجوب النظر فيها والرد عليها. ثم نظرنا في المناهج التي يمكن اعتمادها والضوابط التي لا يمكن تخطيها في أي بحث عددي .. وكان ذلك جوهر حديثنا.

غدا صباحا، كان الجماعة كلهم قد نزلوا قبلي، وكنت أنا من أنبههم البارحة كي لا يتأخروا. ثم تأخرت أنا ..

فلما جلست إليهم على الطاولة أريد الفطور، قال لي الأخ حسن فتاح ممازحا: كان يجب أن نذهب الآن لو لم تتأخر، فقلت له: ليس من عادتي أن أفطر وأنا الآن جاهز كي نذهب.

المهم أننا تأخرنا عن الموعد الذي كنت ضربته، ولم تبدأ جلسات اليوم الثاني إلا التاسعة تقريبا.

كنت سأترأس الجلسة الأولى وقد أبلغت بعض المحاضرين أني دكتاتوري إلى أبعد درجة، وعلى من يجلس تلك الجلسة أن يلتزم الوقت وإلا فسيكون عرضة للإسكات، وابتدأ المحاضر الأول، وكنت حددت له عشرين دقيقة، لكنه أنهى العشرين دقيقة وما أظنه بدأ، غلبني الخجل كي أسكته. وتلاشت تلك الدكتاتورية التي كنت أتحدث عنها، أمرته بالإسراع قليلا والدخول في الموضوع، أومأ إلي أن نعم وواصل كلامه، لاحظت في عيون الحاضرين كلاما، فإذا أنا دكتاتوري بالفعل، دكتاتوري مع الحاضرين، خجول مع المحاضرين ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير