[أحد وأحد]
ـ[الأحمر]ــــــــ[15 - 12 - 2010, 07:51 م]ـ
السلام عليكم
هل في سورة الإخلاص جناس تام (كامل) بين كلمتي (أحد)؟
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[15 - 12 - 2010, 09:36 م]ـ
السلام عليكم
هل في سورة الإخلاص جناس تام (كامل) بين كلمتي (أحد)؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
محاولة للإجابة بعد البحث الطويل:
في كتاب التحرير والتنوير لمحمد طاهر ابن عاشور في معرض حديثه عن تفسير سورة الإخلاص يقول:
(ولم يكن له كفؤا أحد ( http://www.alfaseeh.com/vb/#docu))
في معنى التذليل للجمل التي قبلها لأنها أعم من مضمونها ; لأن تلك الصفات المتقدمة صريحها وكنايتها وضمنيها لا يشبهه فيها غيره، مع إفادة هذه انتفاء [ص: 620] شبيه له فيما عداها مثل صفات الأفعال كما قال تعالى: إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ( http://www.alfaseeh.com/vb/#docu).
والواو في قوله: ولم يكن له كفؤا أحد ( http://www.alfaseeh.com/vb/#docu) اعتراضية، وهي واو الحال، كالواو في قوله تعالى: (وهل يجازى إلا الكفور ( http://www.alfaseeh.com/vb/#docu)) فإنها تذليل لجملة ذلك جزيناهم بما كفروا ( http://www.alfaseeh.com/vb/#docu) ويجوز كون الواو عاطفة إن جعلت الواو الأولى عاطفة، فيكون المقصود من الجملة إثبات وصف مخالفته تعالى للحوادث وتكون استفادة معنى التذليل تبعا للمعنى والنكت ولا تتزاحم.
والكفؤ: بضم الكاف وضم الفاء وهمزة في آخره. وبه قرأ نافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر، إلا أن الثلاثة الأولين حققوا الهمزة وأبو جعفر سهلها، ويقال (كفء) بضم الكاف وسكون الفاء وبالهمز، وبه قرأ حمزة ويعقوب، ويقال (كفؤا) بالواو عوض الهمز، وبه قرأ حفص عن عاصم وهي لغات ثلاث فصيحة.
ومعناه: المساوي والمماثل في الصفات.
و (أحد) هنا بمعنى إنسان أو موجود، وهو من الأسماء النكرات الملازمة للوقوع في حيز النفي.
وحصل بهذا جناس تام مع قوله: قل هو الله أحد ( http://www.alfaseeh.com/vb/#docu).
مصدر الكتاب من المكتبة الإسلامية من هنا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=61&ID=4787&idfrom=4676&idto=4681&bookid=61&startno=5)
والله أعلم بالصواب وهو الموفق
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[15 - 12 - 2010, 09:51 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
وربما تفيد هذه الدراسة أيضا * ملامح بلاغية من سورة الإخلاص *
* سبب التسمية *:
- لأن قراءتها خلاص من عذاب الله.
- أو لأن فيها إخلاصًا لله -تعالى- من شريك، وولد، وند.
- أو لأنها خالصة لله -تعالى- ليس فيها أمر ولا نهي.
* (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) *:
(قُلْ): افتتحت السورة بفعل الأمر؛ لإظهار العناية بما بعد هذا الأمر من توجيهات حكمية، وسبب آخر: أن هذه السورة نزلت ردًّا على المشركين الذين قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "انسب لنا ربك". فكانت جوابًا عن سؤالهم فلذلك قيل له: (قُلْ).
(هُوَ): ضمير الشأن، والسر في تصدير الجملة به للتنبيه من أول الأمر على فخامة مضمونها مع ما فيه من زيادة تحقيق وتقرير؛ فإن الضمير لا يُفهم منه من أول الأمر إلا شأن مهم له خطر جليل؛ فيبقى الذهن مترقبًا لما أمامه مما يفسره ويزيل إبهامه.
(اللَّهُ أَحَدٌ): الأحد الذي لا يدخل في العدد، والواحد يدخل في العدد، فلا يقال: أحد واثنان كما يقال: واحد واثنان، ولا يقال: رجل أحد كما يقال: رجل واحد، ولذلك اختص به -تعالى-.
و"أحد" صفة مشبهة مثل: "حسن"، يقال: وَحُد مثل: كَرُم، ووَحِد مثل: فَرِح.
وصيغة الصفة المشبهة تفيد تمكن الوصف في موصوفها بأنه ذاتي له؛ فلذلك أوثر هنا "أحد" على "واحد"؛ لأن لفظ "واحد" اسم فاعل لا يفيد التمكن.
فـ"واحد" و"أحد" وصفان مصوغان بالتصريف لمادة متحدة وهي: مادة الوَحْدة، يعني: التفرد، ولا يوصف بالأحدية غير الله -تعالى-.
والمعنى: الذي سألتموني عنه هو الله الواحد في الألوهية والربوبية، الموصوف بصفات الكمال والعظمة، المنفرد عن الشبيه والمثيل والنظير. وابتدي لهم بأنه واحد؛ ليعلموا أن الأصنام ليست من الإلهية في شيء.
* (اللَّهُ الصَّمَدُ) *:
¥