[تطهير الكعبة المشرفة]
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[04 - 10 - 2005, 12:13 م]ـ
[تطهير الكعبة المشرفة]
قال تعالى:"وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود".
طلب الله سبحانه وتعالى من سيدنا إبراهيم وابنه أن يطهرا الكعبة من كل الأوثان والنجاسات والخبائث، وعملية التطهير هذه تتم من أجل الطائفين والعاكفين والركع السجود.
وقد بدأ الله سبحانه وتعالى بالطائفين، لأنهم أخص الثلاثة، فالطواف لا يشرع إلا بالبيت خاصة، والطواف أقرب العبادات من البيت، ولهذا فالطائفون هم أحوج الناس إلى كون البيت مطهرا، ثم انتقل إلى الاعتكاف والمعتكفين، والاعتكاف أعم من الطواف، لأنه يكون في كل مسجد، ويختص بالمساجد لا يتعداها، ثم ذكر الصلاة والمصلين، والصلاة أعم من الاعتكاف، لأنها تكون في كل مكان، سوى ما منع منه مانع، أو استثني شرعا، وإن شئت قلت: ذكر الطواف الذي هو أقرب العبادات بالبيت، ثم الاعتكاف الذي يكون في سائر المساجد، ثم الصلاةالتي تكون في البلد كله، بل في كل بقعة.
فعملية التطهير تتم أولا من أجل الطائفين، وثانيا من أجل العاكفين، وثالثا من أجل الركع السجود، وقد ترتبت الفئات الثلاثة من الخاص إلى العام، بحسب الأهمية المعنوية بين عملية التطهيروبين من تتم عملية التطهير من أجلهم.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 10 - 2005, 08:11 م]ـ
الأخ عزّام
لقد أحسنت التوجيه --وإليك هذين الإستفسارين
# قوله تعالى (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود".)
فهل كان في شرعهما طواف واعتكاف وركوع وسجود بحسب ما لدينا؟؟ هذا أولا--
# وثانيا --كيف تربط الآية التي ذكرتها مع الآية (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[06 - 10 - 2005, 02:32 م]ـ
نعم أخي جمال كان لديهم ما لدينا ولكن الطريقة مختلفة، وماسمعته هو أن الطواف كان بلا ملابس، ولم أتثبت من صحة المعلومة.
أما اّية سورة الحج فهي كذلك قريبة من اّية سورة البقرة ولكن المقصود بالقائمين هو القيام للصلاة، أي انه ذكر القيام (الوقوف) والركوع والسجود، وهي الأعمال التي نقوم بها في الصلاة، وقد ترتبت هذه الثلاثة كذلك من الخاص إلى العام فنحن نقوم ثم نركع ثم نسجد.
والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 10 - 2005, 06:37 م]ـ
طيب ألا يمكن أن يكون معنى العاكفين هو القائمون للصلاة؟
بدليل الإتساق بين النصّين
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 10 - 2005, 11:09 م]ـ
قال تعالى: " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " (البقرة: 125)
وقال تعالى: " وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " (الحج: 26)
فخصّ سورة البقرة بقوله: " وَالْعَاكِفِينَ "، وخصّ سورة الحج بقوله: " وَالْقَائِمِينَ "، مع اتحاد الأمر بتطهير البيت لمن ذكر في الموضعين.
والسبب من وراء هذا التخصيص - والله أعلم - أن المراد بالقائمين هنا ذوو الإقامة والملازمة على صفة مخصوصة. وإذا أريد بالقائمين هذا فهو والعكوف مما يصحّ أن يعبّر بأحدهما عن الآخر مع أن لفظ العكوف أخصّ بالمقصود.
فيكون خصوص آية الحج بقوله "والقائمين" لتقدّم ذكر العكوف في قوله تعالى قبل الآية " سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ " (الحج: 25). فلما تقدّم ذكر العكوف متصلاً بالآية وقع الاكتفاء بذلك وعدل عن التكرار.
ولما لم يقع ذكر العكوف قبل آية البقرة ولا بعدها، لم يكن بدّ من الإفصاح، وكأن قد قيل في آية الحج: والقائمين معتكفين، فأغنى ذكرهم متقدّماً عن الإتيان به حالاً مبينة، وأغنى قوله في آية البقرة: "والعاكفين" عن قوله: "القائمين"، لأن العكوف الملازمة وهو المراد بالقيام. فورد كل على ما يجب ويناسب.
والله أعلم