ولكن ماتت زينب بنت جحش فعلمنا إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد بالصدقة، فقد كانت زينب بنت جحش تحب الصدقة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يعتبر الاستطراد عيباً لكني أرى أن التاريخ والأدب يسمحون به.
والله أعلى وأعلم
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:25 ص]ـ
الدرس التاسع / أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها الله عنها
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي قدّر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا انك على كل شي قدير.
ما كاد يقيم صلى الله عليه وسلم شهراً وبعض شهر بعد غزوة بني لحيان وغزوة ذي قرد حتى بلغه أن بني المصطلق وهم حي من خزاعة يجمعون الجموع لقتاله صلى الله عليه وسلم بقيادة زعيمهم الحارث بن أبي ضرار بن حبيب المصطلق الخزاعي وخرج إليهم صلى الله عليه وسلم ومعه من نساءه عائشة رضي الله عنها حتى لقيهم على ماء لهم يقال له المريسيع فكان قتال انتهى بهزيمة بني المصطلق، وسيقت نساؤهم سبايا وفيهن برّة بنت الحارث سيد القوم والتي سماها النبي صلى الله عليه وسلم جويرية وكانت شابة جميلة.
ودخلت هذه الشابة الجميلة فقالت:
يا رسول الله أنا بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخفَ عليك فوقعت في سهم لثابت بن قيس فكاتبته على نفسي فجئتك استعين على أمري ورق قلبه صلى الله عليه وسلم الكريم للعربية الخزاعية بنت سيد القوم.
وتكلم صلى الله عليه وسلم فقال: فهل لك في خير من ذلك؟
سألت بلهفة وحيرة فقالت: ما هو يا رسول الله؟
قال: أقضي عنك كتابتك وأتزوجك.
فتألق وجهها الجميل بفرحة الغبطة وقالت وهي لا تكاد تصدق إنها قد نجت من الضياع والهوان: نعم يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم قد فعلت.
وتوفيت بالمدينة بعد منتصف القرن الأول الهجري سنة ست وخمسين على الأرجح وصلى عليها مروان ابن الحكم أمير المدينة، فرضي الله عن جويرية أم المؤمنين التي لم تكن امرأة أعظم على قومها بركة منها لان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تزوجها اعتق أهل مئة بيت من بيوت بني المصطلق.
والله أعلى وأعلم
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 05:35 م]ـ
الدرس العاشر / أم المؤمنين صفية بنت حيى رضي الله عنها
الحمد لله رب العالمين الحمد لله حمدا حمدا والشكر له شكراً شكرا والصلاة والسلام على نبينا محمد صلاة صلاة وسلاما سلاما.
اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علماً إنك على كل شيء قدير
خرج صلى الله عليه وسلم في النصف الثاني من محرم في السنة السابعة إلى خيبر معقل العدو فما أشرف عليها حتى قال: الله أكبر خربت خيبر إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.
وخربت خيبر: فتحت حصواتها وقتل رجالها وسبي نساؤها وفيهن عقيلة بني النضر (صفية بنت حيي بن أخطب) التي ينتهي نسبها إلى هارون أخي موسى عليهما السلام ولم تكن تتجاوز السابعة عشرة من عمرها، لكنها على صغر سنها تزوجت مرتين.
وفي حديث أنس رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخذ صفية بنت حيي قال لها: هل لكِ فيّ؟ فقالت يا رسول الله قد كنت أتمنى ذلك في الشرك فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام؟ فاعتقها صلى الله عليه وسلم وتزوجها وكان عتقها صداقها.
ثم ذهب بها صلى الله عليه وسلم إلى المنزل في أطراف خيبر على بعد سته أميال فمال يريد أن يعرس بها، لكنها امتنعت وأبت عليه أن يفعل فشق عليه صلى الله عليه وسلم تمنّعها.
وعندما دخل عليها مرة أخرى أقبلت عليه فقال إنها في ليلة عرسها بكنانة بن الربيع رأت أن قمراً وقع في حجرها فلما صحت عرضت الرؤيا على كنانة فقال غاضباً: ما هذا إلا إنك تمنين ملك الحجاز محمد، ولطم وجهها لطمة ما يزال أثر منها فيه.
فسألها صلى الله عليه وسلم ما حملك على إيبائك في المنزل الأول؟ فقال: خشيت عليك قرب اليهود. فزال ما كان يجد في نفسه من جفوة.
¥