وبلغ صفية كلام عن حفصة وعائشة رضي الله عنهن وتلميحاً بالدم اليهودي فذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تبكي فقال صلى الله عليه وسلم: قولي كيف تكونان أفضل مني وزوجي محمد وأبي هارون وأخي موسى رضي الله عنها الله عنهم.
وعندما كان صلى الله عليه وسلم على فراش الموت قالت صفية: أتمنى أن أكون مكانك. فتغمزن زوجاته رضي الله عنهن أجمعين، فقال صلى الله عليه وسلم مضمضن. فتسألن في دهشة: من أي شيء؟
قال صلى الله عليه وسلم من تغامزك بها، والله إنها صادقة.
وماتت صفية رضي الله عنها حوالي سنة خمسين والأمر مستقر لمعاوية ودفنت بالبقيع رضي الله عنها.
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 03:16 ص]ـ
الدرس الحادي عشر / أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجاً منيرا، والصلاة والسلام على نبينا محمد الشافع المشفّع في المحشر وبعد
هي رملة بنت أبي سفيان ضخر بن حرب بن أمية زعيم مكة وقائد المشركين، وزوجها عبيد الله بن جحش أي السيدة زينب بنت جحش أم المؤمنين.
لقد أسلمت رملة مع زوجها عبيد الله وخشيت أذى أبيها فهاجرت بدينها مع زوجها الحبيب في الهجرة الثانية إلى الحبشة، وفي الحبشة وضعت رملة بنتها حبيبة.
وليس لها في الحبشة إلا الله ثم زوجها الذي ما لبث حتى اعتنق دين النصرانية دين الأحباش وترك الإسلام.
وفي ذات يوم شعرت بطرقات تلح بابها المرصد فإذا هي جارية من جاريات النجاشي تقول إن الملك يقول لكِ وكِّلي من يزوجك من نبي العرب فقد أرسل إليه ليخطبك له، وفرحت أم حبيبة بهذه البشرى فما كان منها إلا إن نزعت سوارين من فضة فقدمتها إلى هذه الجارية، ثم أرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته بزواجها.
وفي المساء دعا النجاشي إليه من بالحبشة من المسلمين فجاءوا يتقدمهم جعفر بن أبي طالب وخالد بن سعيد رضي الله عنهم أجمعين.
فقال النجاشي لخالد بن سعيد زوجها من نبيكم وقد أصدقتها أربعمائة دينار وقيل أربع الأف دينار .. فقال: قد أصبت.
وبلغها يوماً أن قريشاَ نقضت عهد الحديبية وكذلك لاحت نذر الخطر في مكة فأجتمع قادتها يتشاورون في أمر محمد صلى الله عليه وسلم واستقر رأيهم على أن يوفدوا رسولاً منهم إلى المدينة يفاوض محمداً في تجديد الهدنة فلم يجدوا إلا أبا سفيان.
فوجئت به أم المؤمنين يدخل بيتها، فأعفاها من أن تأذن له بالجلوس وتقدم من تلقاء نفسه ليجلس فما راعه إلا إن وثبت أم المؤمنين رمله فاختطفت الفراش وطوته.
فسألها أطويتيه رغبة بي عن الفراش، أم رغبة بالفراش عني؟
وجاءه ردها هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك، فلم أحب أن تجلس عليه.
وعندما انتصر الرسول صلى الله عليه وسلم وأسلم أبو سفيان التمس العباس رضي الله عنه ـ عم النبي ـ من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكرمه فقال صلى الله عليه وسلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
ثم رقدت أم المؤمنين رملة بسلام وأودع جسدها ثرى البقيع الطيب في المدينة المنورة في سنة أربع وأربعين على الأرجح رضي الله عنها.
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 08:11 م]ـ
الدرس الثاني عشر/ أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلاليه رضي الله عنها
الحمد لله رب العالمين الحمد لله حمدا حمدا والشكر له شكراً شكرا والصلاة والسلام على نبينا محمد صلاة صلاة وسلاما سلاما.
وعندما دخل المسلمون مكة هتفوا في صوت رجل واحد ملبين (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك) فإذا سيدة من أكرم سيدات مكة ترنوا إلى الركب النبوي وغاية أمانيها أن تغدوا أماً للمؤمنين تلك كانت (برة بنت الحارث بن حزن بن بجير العامرية الهلالية) إحدى الأخوات التي قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخوات مؤمنات.
كانت برة أرملة في السادسة والعشرين من عمرها قد مات عنها زوجها، وقد جعلت أمرها إلى شقيقتها أم الفضل فتحدثت به الأخت إلى زوجها العباس وجعلت له أمرها فأنكحها النبي صلى الله عليه وسلم ولياً منها وأصدقها عنه أربعمائة درهم وسماهل صلى الله عليه وسلم ميمونة فبنى بها صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة من سنة سبع.
¥