3ـ اتساق الفرضية مع الحقائق المعروفة: بمعنى ان على الباحث ان يتبين العلاقة بين الفرضية وبين ما أسفرت عنه الدراسات المتصلة ببحثه من نتائج ويتعين على الباحث ان يدرك انه من الصعوبة بمكان ان تكون الفرضية متسقة مع جميع الحقائق المعروفة وخاصة ان بعض هذه الحقائق، قد لا تبدو متسقة بالقدر الكافي مع البعض الأخر. وغني عن الذكر، ان صياغة الفرضيات وتحقيقها او إثبات صحتها هدف أساسي للبحث العلمي وهو أمر ليس بالعمل السهل وذلك لأنه ليس مجرد تخمين-كما يعتقد البعض، ولكنه نفاذ رؤية وتخمين ذكي يستند الى الحقائق والخبرة حتى تكون للفرضية دلالتها.
4ـ صياغة الفرضية بطريقة تسهل امكانية اختبارها واثبات صحتها اوخطئها: وهي الحالة التي كثيرا ما تصادف طلاب الدراسات العليا (الماجستير-الدكتوراه) لاختيارهم فرضيات متميزة لا تصلح للاختبار.
5ـ صياغة الفرضية بأسلوب سهل: بمعنى ان يتجنب الباحث استخدام العبارات او المصطلحات الغامضة وغير المحددة والأسلوب المعقد في صياغة فرضيات البحث.
6ـ ان تحدد الفرضية علاقة بين متغيرات معينة: ففي حالة عدم توافر هذه الخاصية في الفرضية المصاغة فإنها لا تصلح أساسا للبحث.
وغني عن القول ان الباحث المبتدئ يختلف عن الآخر المتمرس، فالأول قد يتعجل في تبني فرضيات تخمينية، ويعتبرها فرضيات علمية، وقد يؤدي ذلك به إلى الخلط في جمع البيانات والمعلومات واختبار فرضياته، وفي هذا الإطار توجد خطوات أساسية لاختيار الفرضيات الجيدة يتعين على الباحث استخدامها نوجزها فيما يلي: (70).
1ـ يقوم الباحث بتجميع البيانات، التي يعتقد أنها ترتبط بموضوع بحثه، وهنا يجب ان يستخدم تطبيقاته الاستنباطية للتوصل الى استنتاج تمهيدي، وقد يصل الى ذلك عن طريق عمل بحثي استطلاعي حول مشكلة البحث يحاول من خلاله جمع بيانات الدراسة، ويحدث هذا الأسلوب كثيرا في الدراسات السلوكية والاجتماعية، وهذا يمثل الفرضية الأولى التجريبية، وأحيانا قد يدمج الباحث فرضيات الجوانب المختلفة للموضوع في فرضية واحدة او اثنتين الا ان ذلك يشكل صعوبة، في إثبات صحة او خطأ الفرضيات ويفضل ان يبدأ الباحث دراسته بعدة فرضيات محددة وواضحة بدلا من استخدام فرضية مطولة تضم عدة نقاط.
2ـ ان يصوغ الباحث فرضياته في صيغة الفعل المضارع الذي يعني في نفس الوقت ما سيكون وذلك لأن الفرضيات هي توقعات للنتائج او أنها استنتاجات محتملة على ان قيمة البحث العلمي لا تعني بالضرورة إثبات صحة الفروض العلمية التي ساقها الباحث بل ان اثبات عدم صحتها ايضا يعتبر إضافة علمية طالما ان الفرض العلمي او المشكلة جديرة بالبحث كما اشرنا ايضا.
3ـ بعد ان يتبنى الباحث فرضية او عدة فرضيات يعتبرها اكثر الإجابات احتمالا على السؤال الذي يقوم بفحصه يبدأ بعد ذلك باستخدام"التعليل الاستنباطي"كي قرر ما نوع البيانات التي يجب ان يتوقع إيجادها إذا كانت فرضية او فرضيات صحيحة او بمعنى آخر ان يقرر الباحث ما يجب ان يترتب منطقيا على التعميم الذي يقوم باختياره.
4ـ بعد ان يقرر الباحث أي نوع من البيانات يعتمد يجب ان يبحث عنه، ثم يقوم باختبار الفرضية وفي مثل هذه الحالة ينبغي ان يؤخذ في الاعتبار عاملين أساسيين:
أ ـ البعد الزمني للبحث: بمعنى ان الإجابات المحتملة للموضوع، هل تتصل بالماضي او الحاضر او المستقبل، فإذا كان البحث يتصل بالماضي، سيسلك الباحث الاتجاه التاريخي (أي يعتمد على المنهج التاريخي) في اختيار الفروض. أما اذا كان البحث يتصل بالحاضر، فإن الباحث يلجا الى الدراسات والأبحاث الميدانية، وإذا كان البحث يتصل بالمستقبل، وتغيير واقع معين، فالمألوف هنا ان يلجأ الباحث إلى الاتجاه التجريبي (أي المنهج التجريبي).
ب ـ تحديد الفرض من البحث: فإذا اقتصر البحث على الجانب الكشفي فيعتبر بحثا استطلاعيا تسجيليا وتوثيقيا (مثلا) ولا يتضمن هذا البحث افتراضات علمية معينة، أما إذا كان الهدف من البحث هو المقارنة او التعميم او تغيير واقع بذاته وما إلى ذلك، فيعني هذا الربط بين شكل او بآخر بين البعدين الزمني والفرض. وما هو يستلزم أكثر من نوع من أنواع البحث معا بدرجات متفاوتة.
شروط نجاح الفرضية العلمية:
يتوقف نجاح الفرضية العلمية، على توفر شروط محددة أهمها: (71).
¥